إعداد / محمد جناي
أولا : التشريح الطبي للأذن
تتكون الأذن من ثلاث مناطق : الأذن الخارجية ، الأذن الوسطى.
1 – الأذن الداخلية :
و تتركب الأذن الخارجية من الصيوان وهو الجزء الخارجي الغضروفي من الأذن ، ويقوم بتوجيه ذبذبات الموجات الصوتية من الهواء إلى داخل الأذن ، ومن القناة السمعية الخارجية والتي تقود إلى طبلة الأذن ، والتي يبطن جدرانها مئات من الغدد الصغيرة التي تفرز مادة شمعية بنية اللون تعمل على تجميع الغبار الداخل للقناة وتحفظ طبلة الأذن لينة طرية لتتأثر بالذبذبات الصوتية الآتية من الأذن الخارجية.
2 – الأذن الوسطى :
ويسمى أيضا التجويف الطبلي، وهي عبارة عن تجويف مستطيل به هواء رقيق شفاف جزئيا، بيضي الشكل يفصل بين القناة السمعية الخارجية والأذن الوسطى ، وتقوم طبلة الأذن بأداء عملها حينما تصطدم بها موجات الصوت التي جمعها صيوان الأذن ونقلتها القناة السمعية الخارجية ، فتهتز الطبلة لذلك وتبدأ عملية ترجمة هذه الموجات إلى نبضات يفهمها الدماغ،كما تعمل الطبلة كحاجز مهم يمنع دخول الأجرام الدقيقة الخارجية كالبكتيريا من الدخول إلى الأذن الوسطى أو الداخلية.
3 – الأذن الداخلية :
وتحوي الأعضاء الخاصة بالسمع والتوازن، وهي أكثر أجزاء الأذن تعقيدا وحساسية ، وتتكون الأذن الداخلية من التيه العظمي وهو سلسلة من التجاويف وتحتوي هذه التجاويف على سائل شفاف يعرف بسائل اللمف الداخلي ، وتعتبر القوقعة الجزء الرئيسي للسمع والذي يحتوي على عضو الإحساس بموجات الصوت ، فإذا وصلت الاهتزازات الصوتية من الأذن الوسطى إلى القوقعة فإنها وبعد سلسلة من التنقلات عبر السوائل اللمفاوية في داخل القوقعة، فتتحول هذه الاهتزازات إلى منبهات عصبية والتي تتحول بدورها إلى سيالات عصبية تنتقل بواسطة العصب السمعي إلى المراكز العصبية المختصة بالمخ.
ثانيا : أثر استعمال مراهم وقطرات الأذن في الصوم
إذا وضع الإنسان في أذنه قطرة علاجية ، فهل يفطر بذلك أو لا يفطر؟ قبل أن نبحث هذه الـمسألة نبحث مسألة اختلف فيها أهل العلم قديما ، والآن صار الطب فيصلا فيها ، وهي هل الأذن منفذ إلى الحلق أو لا؟ فالأطباء يقولون: إن الأذن ليست منفذا إلى الحلق إلا في حالة واحدة، فلو وضعت في الأذن سائلا، ماء، أو دهنا، أو قطرة ، أو أي شيء ، لا يمكن أن يصل هذا إلى الحلق إلا في حالة واحدة ، وهي : إذا وجد في طبلة الأذن خرْق فحينئذ هناك قناة تصل من الأذن إلى الحلق ، ومِنَ الـممكن أن يضع الإنسان في أذنه شيئا فيصل إلى حلقه، أما إذا كانت طبلة الأذن غير مخروقة فإنه لا يمكن أن يصل شيء من الأذن إلى الحلق؛ فهذه مسألة مهمة قبل أن نبحث الـمسألة التي بين أيدينا.(1)
جمهور الفقهاء على أن الإقطار في الأذن إذا وصل إلى الباطن مفسد للصوم ، وبذلك يقول المالكية والحنابلة وهو الأصح عند الشافعية، وأما الحنفية فيقولون بذلك أيضا إذا كان دهنا، أما إذا كان ماء فاختلفوا ، فقال بعضهم: يفطر ، وقال بعضهم : لا يفطر.
والراجح : أن استعمال قطرات الأذن بشكل عام لا يؤثر في الصوم وإن وجد الصائم طعم القطرة في حلقه وذلك لأن الأذن لا تكون منفذا للحلق إلا في حالة خرق الطبلة فقط ، وعندها يمكن للدواء النفاذ عبر الطبلة عبر قناة استاكيوس ومنه إلى التجويف البلعومي الأنفي فالحلق، وأما الطعم القوي الذي يشعر به المريض في حلقه فهو بسبب وجود براعم التذوق في لسان المزمار،وقطرة واحدة من الدواء مر الطعم كفيلة بأن تجعل المريض يشعر بالطعم اللاذع له،وعلى هذا اتفق علماء مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورته العاشرة.(2)
وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، وَعَلَىٰ آلِهِ وصَحبِهِ والتَّابِعِينَ، والحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمِينَ.
ــــــــــــــــ
هوامش:
(1) : مقال للدكتور عبدالله بن حمد السكاكر ، منشور بموقع الدرر السنية، بعنوان : ” فِقْه نَوازِلِ الصِّيام” .
(2) : النوازل الفقهية المعاصرة المتعلقة بالتداوي بالصيام ، تأليف أسامة بن أحمد بن يوسف الخلاوي ، دار كنوز اشبيليا للنشر والتوزيع ،(صفحات : 232 – 233 – 234).
Source : https://dinpresse.net/?p=19942