عيد الاستقلال من زاوية انتربولوجية وسوسيولوجية

دينبريس
2022-11-21T17:30:48+01:00
آراء ومواقف
دينبريس21 نوفمبر 2022آخر تحديث : الإثنين 21 نوفمبر 2022 - 5:30 مساءً
عيد الاستقلال من زاوية انتربولوجية وسوسيولوجية

نبيل بلعطار ـ دكتور في علم الاجتماع و باحث في القانون العام و العلوم السياسية
يعتبر عيد الاستقلال ذاكرة ورباطا وثيقا وبيعة متواصلة ويجسد ملحمة تاريخية قوية الجذور والغصون. مؤسسة للدولة وكياناتها على جميع المستويات، عيد الاستقلال ذاكرة ومرآة حية تظهر تلاحم الشعب مع المؤسسة الملكية الشريفة الموسومة بالبركة والخير.

عيد الاستقلال بين للمستعمر والعالم أن المغرب بلد الشرفاء والانتماء والارتباط بالسلطان ورمزيته وعرفه الشريف وانتمائه للشجرة النبوية باعتباره أمير المؤمنين، فجلالة الملك محمد الخامس رحمه الله خاض وناضل من أجل تأسيس الدولة المغربية بكل مقوماتها وفي عهده تأكدت الذاكرة التاريخية الوطنية من خلال التضحيات الجسيمة للشعب المغربي قاطبة من خلال التأكيد على الوحدة الترابية للمملكة والتشبث بمقومات المغرب وهويته الدينية والثقافية والمذهبية.

عيد الاستقلال هو تجسيد لالتحام الأمة بملكها، حيث أبانت عن الإرادة القوية في مساندة ومؤازرة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، وتؤرخ هذه الذكرى لبطولة الشعب المغربي من خلال النضال والصبر والتضامن التلقائي وعلى المواطنة العفوية الصادقة المبنية على حب السلطان وتكريس البعد الروحي والإيمان بقوة الانتصار وإظهار المنتظم الدولي أن المغرب لا يمكن أن يعيش تحت قبعة الاستعمار . فالمغرب بلد الحرية والسلم والحكمة.

وقد سار على نهج جلالة الملك محمد الخامس من بعده جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله باني المغرب الحديث في جميع القطاعات نحو مغرب جديد. له أصول تاريخية قوية وذاكرة حية لها محددات ومرتكزات مبنية على حكامة معقلنة سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية مع باقي دول العالم وبفضل القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله دخل المغرب مرحلة جديدة تستحضر استمرارية الدولة وحفظ دعائمها وصيانة كرامة مواطنها، وبالتالي مواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية …

فمنذ اعتلاء جلالة الملك الحكم سنة 1999 عرف المغرب مجموعة من الإصلاحات توجت بدستور جديد يحمل دلالات عميقة وتأكد أن المغرب له قواعد و ثوابت تكرس مفهوم التسامح والتعايش الدولي، فالمغرب مسيرته وأصالته وعراقته تحملنا للتحدث عن نظام عمره 12 قرنا من البناء و الاستمرارية وانشاء الدولة المؤسسة، وفق حكامة ممهدة مبنية على وضع قواعد أولية محكمة واتخاذ قرارات مناسبة ثم حكامة مهيكلة من أجل تقوية الاقتصاد الوطني وبناء الدولة الحديثة من خلال التنمية وفق برامج ومؤسسات دستورية وهيئات حقوقية ومجتمع مدني رائد ثم حكامة مصححة بإعطاء الأولوية للعنصر البشري في ظل أوراش اجتماعية ووطنية كبرى ومستمرة.

فعيد الاستقلال مسار بين التطور والدينامية التي يعرفها المغرب وفق نموذج تنموي هادف، مغرب الاستقلال هو مغرب التوازنات في السياسة الدولية سواء من خلال الاستراتيجيات الأمنية أو تدبير الشؤون الداخلية أو من خلال المشروع الكبير المتجسد في منح الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية تحت السيادة الوطنية للمملكة المغربية الشريفة.

فالمغرب ابهر العالم به وبطريقة سياقه وأهدافه، أظهر عيد الاستقلال ملحمة تاريخية عميقة و درسا للعالم في التلاحم بين المؤسسة الملكية والشعب، حيث أعطى لونا جميلا قوامه حب الوطن وترسيخ المواطنة المتبادلة والتعلق بالملك وبالتراب والمجال ووحدة الصفوف، لهذا فالمغرب معادلة صعب اقتحامها أو المساس بوحدته الترابية في ظل تواجد تاريخ حافل مؤسس وهادف ومصحح لتفعيل سلوكات التسامح والانفتاح والدفاع عن القضايا الوطنية بالإيمان بالحقوق الكونية المكفولة وطنيا ودوليا، يجب أن نستحضر أهداف عيد الاستقلال كمحفز في تدبير أزمة جائحة كوفيد 19 مستحضرين قيم التضامن والتعاون والتآزر نحو الاستمرارية وخلق جيل رابع يحافظ على تاريخنا وهويتنا الوطنية ويضمن الوجود والكينونة، ويقوي غصوننا وجذورنا.

و المهم و الأهم تربية الأجيال المقبلة على حب الوطن و نشر مبادئ التنشئة الاجتماعية و ثقافة المواطنة التي تقوم على التماسك الاجتماعي بين الأفراد و الجماعات للوصول الى مجموعة من المفاهيم و القيم الوطنية:

الوطن يحتاج إلى التضحية.
الوطن يحتاج إلى الاعتزاز به.
الوطن هو المشاركة في التنمية والمسؤولية.
الوطن هو حمايته من أي اعتداء داخلي أو خارجي.

وهنا استحضر الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد يوم الجمعة 29 يوليوز 2019، و الذي يجمع جميع مكونات المواطنة الحقة.

“إن المغرب ملك لجميع المغاربة، وهو بيتنا المشترك و علينا جميعا كل في موقعه ان نساهم في بنائه وتنميته، وأن نحافظ على وحدته و أمنه و استقراره “.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.