عن كتاب “حالة المرأة المسلمة” لزينة الطيبي

دينبريس
2021-06-11T20:39:23+01:00
كتاب الأسبوع
دينبريس11 يونيو 2021آخر تحديث : الجمعة 11 يونيو 2021 - 8:39 مساءً
عن كتاب “حالة المرأة المسلمة” لزينة الطيبي

“ومن بين عوامل سوء الفهم التي يعاني منها الإسلام، أن وضعية المرأة هي مصدر لا ينضب للقراءة الخاطئة والخلافات، حيث يشاع أن المرأة المسلمة تعيش على هامش المجتمع، في وضع تابع بالمقارنة بالرجل، يسيطر عليها هذا الأخير ويمنعها من التقدم. ”

ساهمت التيارات المتطرفة بشكل كبير في الترويج لهذا الرأي الخاطئ. ووفقا لذلك، قامت الدكتورة زينة الطيبي في كتابها الرائع “حالة المرأة المسلمة بين النص والممارسة”، الذي نشرته دار سيرف (Cerf )، بالتعمق في مصادر الدين الإسلامي، بغية إعطاء صورة ذكية وحساسة عن الموضوع. وهو كتاب ينتقد الآراء النمطية والأحكام المسبقة الدارجة ضد الإسلام.

فالجهل بدين الإسلام أو عدم كفاية المعرفة به هو ناتج عن عدة أسباب: سوء النية، والاستغلال السياسي، ودور الإعلام، وانعدام الثقة المتبادلة، التي قد تؤدي إلى “صراع الحضارات”، وكذا العديد من الأسباب الأخرى.

تسعى زينة الطيبي جاهدة لتوضيح أن الإسلام دين “الوسطية والاعتدال” بعيدًا عن المبالغة والتجاوزات.

وتوضح كذلك أن كراهية بعض المتطرفين للنساء تتعارض مع القرآن والسنة وتاريخ أصول الإسلام الذي ساهمت فيه النساء بقدر مساهمة الرجال: “فالسيدة خديجة رضي الله عنها، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت أول من آمن به عند نزول الوحي. ولا ننسى الدور الذي لعبته السيدة عائشة رضي الله عنها في نقل العديد من الأحاديث. وكان للعديد من النساء مكانة مهمة خلال فترة صعود الإسلام، فعلى مر القرون، تميزت النساء المسلمات بإيمانهن ومعرفتهن وأعمالهن في خدمة تنمية المجتمع الإسلامي”.

ولاحظت زينة الطيبي أن تعاليم القرآن والسنة، التي تم تجاهلها أو تحريفها بتفسيرات مريبة، لم يتم احترامها دائمًا: “في الواقع، من يؤذي الإسلام هم الجهلاء والمحتالون الكاذبون، كل أولئك الذين يخونون الرسالة التقدمية والإنسانية الحقيقية للإسلام. ”

تنهي الطيبي كتابها بصفحات مليئة بالأمل، حيث تستحضر التغييرات الأخيرة، وتؤكد على “الاستثناء المغربي”، موضحة أن جلالة الملك محمد السادس تبنى “مقاربة ترتكز على الاجتهاد بغية صياغة مشروع حداثي ليحل محل كل ما يتعارض مع كرامة المرأة”.

ومرت هذه العملية عبر أربع مراحل رئيسية: إصلاح مدونة الأسرة التي تنص على المساواة بين الرجل والمرأة، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي يعد تعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمرأة في صميم أهدافها الرئيسية، تعيين النساء للعمل في الحقل السياسي والديني، مذكرة بمقتضيات الدستور الجديد فاتح يوليوز 2011، والذي “مكن من تحقيق تقدم في تطوير حالة المرأة”. وقد اعتمد مبدأ المساواة بين الجنسين.

وفي ختام هذه القراءة الممتعة والتي تلقي ضوءا من جديد على الموضوع، يظهر استنتاج واحد: الإسلام ليس دينًا يضطهد المرأة. وتدعو الكاتبة إلى ضرورة الموازنة بين الإيمان والحداثة من أجل معرفة حقيقة الإسلام.
ـــــــــــــــــ
بقلم البروفيسور جان إيف دي كارا ـ أستاذ فخري بجامعة باريس، محام في نقابة المحامين في باريس
ترجمة سمية بلكبير ـ طالبة بمدرسة الملك فهد للترجمة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.