نظّمت “مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين”، يومي السبت والأحد 19 و20 دجنبر 2020م، مؤتمرها العلمي الثالث، تزامنا مع احتفال “العدل والإحسان” بالذكرى الثامنة لرحيل مرشدها العام ومؤسسها الشيخ “عبد السلام ياسين”.
و”مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين” هي “مؤسسة علمية أكاديمية عالمية”، تهدف إلى تطوير وتعميق البحث في “المشروع التجديدي للإمام عبد السلام ياسين”، ويرأسها الدكتور “عمر أمكاسو”، أحد قياديي الجماعة، وسبق أن نظمت مؤتمرها الأول والثاني في مدينة اسطنبول بتركيا، إلا أن مؤتمرها الحالي تم تنظيمه عن بُعد بسبب تفشي جائحة كورونا.
وشارك في هذا المؤتمر باحثون وأكاديميون من المغرب وخارجه، وانصبت كل المداخلات على مقاربة “البعد الإنساني” في فكر المرشد العام للجماعة الراحل عبد السلام ياسين، كما أنهى المؤتمر أشغاله بإبداء مجموعة من التوصيات تصب كلها في إبراز “إرث ” شيخ الجماعة ونشره في العالم.
وعلى خلاف المؤتمرين السابقين لـ”مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين” والمنظمين في اسطنبول بتركيا في السنوات الماضية، كان المؤتمر الثالث المنظم أخيرا عن بعد باهتا ولم يحظ بالمتابعة الإعلامية الكافية، كما لم يحقق المشاعدة المطلوبة، باستثناء المواكبة التي حظي من قبل إعلام العدل والإحسان والمنظمات التابعة لها، والتي اجتهدث في تكثيف نشر مقتطفات من مداخلات المؤتمرين.
كما لوحظ أن أغلب المتدخلين أو المحاضرين من المغاربة كانوا من العدل والإحسان أو المتعاطفين معها، ولم يشهد المؤتمر مشاركات علمية أو أكاديمية من خارج التيار الإخواني، فلماذا إذن لم يشارك بعض المفكرين أو الأساتذة المعروفين في المغرب والمنتمين إلى جماعات أو مراكز بحثية أخرى، أو بعض الشخصيات اليسارية المعروفة في الساحة المغربية؟
هذا يؤكد أن الجماعة تعيش منذ وفاة مرشدها العام عزلة في محيطها السياسي والثقافي، باستثناء تنسيقاتها المعروفة مع التيار اليساري الراديكالي أو بعض الجمعيات الحقوقية، لأنها حسب العديد من المتتبعين لم تستطع التخلص من أفكارها الرجعية المتمسكة بها مثل “الخلافة الراشدة”، إضافة إلى أنها لم تستطع إلى حدود الساعة تجديد خطاباتها الدعوية، أو بلورة تصورات جديدة تمكنها من الانفتاح على باقي المكونات الفكرية المغربية.
فالمتتبع للمؤتمر الثالث لمؤسسة الأمام عبد السلام ياسين يلاحظ أن كل المداخلات كانت متحيزة إلى تبجيل وإضفاء صفة القداسة على شيخ الجماعة الراحل وكتبه، ولم تُقدَّم دراسات نقدية في المؤتمر تسائل “المشروع الفكري” للشيخ المؤسس بكل موضوعية وبعيدا عن النزعة الطوباوية التي تروج بها الجماعة أفكار مرشدها العام.
وبعد ثمان سنوات من موت الشيخ عبد السلام ياسين، لا تستطع العدل والإحسان العيش إلا داخل الجلباب الذي خاطه لها مرشدها العام، ولم تجرؤ على نقد “المنهاج” المرسوم لها بعناية، لذلك لن تعرف الجماعة إلا مزيدا من العزلة السياسية والثقافية، والركون إلى الانتظارية والتعلق بالأفكار الحالمة..
متابعة أمينة السليماني ـ دين بريس
Source : https://dinpresse.net/?p=12900