استُهدفت كنيسة في بلدة كوماندا شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بهجوم دموي نفذته جماعة مسلحة مرتبطة بتنظيم “داعش”، مخلفة عشرات القتلى من المصلين الكاثوليك الذين كانوا يشاركون في صلاة ليلية نهاية الأسبوع المنصرم.
ووفق معطيات ميدانية، وقع الهجوم في الساعات الأولى من يوم الأحد 27 يوليوز، حين اقتحم المسلحون الكنيسة الواقعة ضمن أبرشية بونيا في مقاطعة إيتوري، وفتحوا النار على المصلين مستخدمين الأسلحة النارية والسواطير.
وأعلنت الشرطة المحلية عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا، بينهم نساء وأطفال، فيما تواصلت عمليات دفن جماعي في ساحة الكنيسة.
الهجوم لم يقتصر على الكنيسة، بل امتد ليشمل منازل ومتاجر البلدة، حيث أضرمت النيران في عدد كبير منها، ما تسبب في موجة نزوح جماعية شملت أحياء بأكملها، أبرزها “بازي”، “أوموجا”، و”زونغولوكا”، والتي أضحت خالية من السكان بحسب تقارير صحفية محلية.
وتشير المصادر إلى أن الهجوم يحمل بصمات “القوات الديمقراطية المتحالفة” ADF، وهي جماعة مسلحة تنشط في المنطقة منذ سنوات، وقد أعلنت مبايعتها لتنظيم “داعش” عام 2019 تحت اسم “ولاية وسط إفريقيا”.
وتُعد مجزرة كوماندا إحدى أكثر الهجمات دموية في سلسلة اعتداءات شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، وسط عجز واضح للجيش الكونغولي عن احتواء التهديد المتصاعد في ظل انشغاله بجبهات أخرى، خاصة مع تصاعد المواجهات ضد حركة M23.
من جانبه، عبّر البابا ليو الرابع عشر عن تضامنه العميق مع ضحايا الهجوم، ووجه برقية إلى رئيس مؤتمر الأساقفة الكونغوليين، عبّر فيها عن “حزن عميق إزاء هذه المأساة”، مؤكدا قربه الروحي من العائلات المفجوعة والرعية المستهدفة.
ودعا البابا إلى أن تتحول دماء الضحايا إلى “بذور سلام ومصالحة ومحبة للشعب الكونغولي بأسره”.
ويُنظر إلى الهجوم على أنه حلقة جديدة في دوامة العنف التي تعصف بشرق الكونغو، وسط مطالب متزايدة بضرورة تعزيز الحماية للمدنيين ودور العبادة، في منطقة تئن تحت وطأة نزاعات معقدة وغياب طويل الأمد لمقومات الاستقرار.