عبد الله بوصوف: المجلس العلمي الأعلى مؤسسة “ثورية”

دينبريس
2019-11-10T18:34:38+01:00
المغرب
دينبريس1 نوفمبر 2019آخر تحديث : الأحد 10 نوفمبر 2019 - 6:34 مساءً
عبد الله بوصوف: المجلس العلمي الأعلى مؤسسة “ثورية”

نوه الدكتور عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أمس الخميس (31 أكتوبر 2019)، بريادة المجلس العلمي الأعلى على المستوى العالمي بفتاويه الثورية والموحدة.
وقال في مستهل محاضرته الافتتاحية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط تحت عنوان: “الثقافة رافعة للتنمية” : “لدينا في المغرب مؤسسة مهمة جدا وهي المجلس العلمي الأعلى، رغم أننا نقرأ في بعض الأحيان انتقادات له من طرف الإعلام أو بعض المثقفين إلا أنها تفتقد إلى الموضوعية أو الفهم الصحيح لما يقوم به هذا المجلس والأدوار التي يلعبها”.
ولفت بوصوف إلى أن المجلس العلمي الأعلى حسم حسما قاطعا في فتواه حول المصلحة المرسلة، في مسألة طبيعة الدولة، حيث جاء فيها “إن الإسلام لم يعرف الدولة الدينية، وإنما الدولة في الإسلام كانت دائما دولة مدنية”.
واعتبر الدكتور بوصوف أن هذا “الجواب هو ثورة حقيقية في عالم اليوم، ليس في المغرب فقط، بل إنه حل معضلة الديني والسياسي في العالم الإسلامي”، لكننا لم “نقف كثيرا عند هذا الموقف العلمي الجريئ لمؤسسة العلماء، ولم نعرف به ولم يتطرق له الإعلام سواء العمومي أو الخاص”.
وكشف بوصوف عن إشادة مجموعة من المسؤولين بالعالم الإسلامي بهذه الفتوى، وقال بأنهم صرحوا له بأنها ثورة، إذ لا يستطيع أي عالم أن يعلن هذا الرأي الفقهي.
وتأسف لعدم استيعاب المغاربة للمآلات الكبرى لهذه الفتوى، وتابع قائلا “إن المجلس العلمي حسم أيضا في مجموعة من الخلافات الجوهرية، التي تعكر صفو النقاشات في العالم الإسلامي”، منها: “الجهاد الذي اعتبره المجلس العلمي الأعلى أنه يكون فقط في حالة الدفاع عن النفس، كما أن موقفه من الردة أيضا حيث اعتبر أنه لا ردة في تغيير الدين من أجل الدين، وإنما الردة المقرونة فيما يعرف في القوانين الدولية بالخيانة العظمى”.
إن هذه الفتاوى، يقول المؤرخ عبد الله بوصوف، من الناحية الفلسفية يمكن أن نسميها “ثورية” تساعدنا على الوقوف على أرضية واحدة، ولكن للأسف مازال الجدال يأخذنا إلى أدلجة النقاشات، فعندما نتحدث عن اللغة تخرج الإيديولوجيا، وعندما نتحدث عن المرأة تخرج الإيديولوجيا، وعندما نتحدث عن الحرية تخرج الإيديولوجيا.
واستنكر بوصوف هذه الجدال المؤدلج، وقال “فلا يمكن لنا أن نبني نموذجا تنمويا من ثقافتنا ونحن مستمرون بالوقوف على أرضيات مختلفة”، مؤكدا على أن اختياراتنا في المغرب محسومة، كما جاء على لسان جلالة الملك في أول خطاب له، خطاب العرش يوليوز 1999، حينما قال: إن “المغرب يعتمد على أصالة متجددة ومعاصرة تحترم الثوابت المقدسة”.
وفي هذا السياق، دعا الإعلاميين والمفكرين والمثقفين إلى تفعيل دورهم الكبير في التعريف بهذه الثوارات المعرفية الفكرية الدينية، مذكرا بهذا الصدد بالثورة التي أحدثها المغرب عندما ساوى الملك محمد السادس النساء مع الرجال في مهنة العدول، التي كانت حكرا على الذكور.
وأكد بوصوف أن المغرب يعد من البلدان القلائل في العالم التي راكمت خبرة واسعة في تدبير التنوع اللغوي والديني.
ولفت  في محاضرته، إلى أن استعمال الثقافة من أجل تحقيق موارد مالية ليس جديدا وليس وليد اليوم، لأن “الثقافة كانت توظف منذ القديم في تحقيق فوائد مادية، واليوم كذلك، فرنسا وإسبانيا تنفقان على الثقافة من أجل استقطاب السياح، فالثقافة لها القدرة على تحقيق الدخل”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.