14 مايو 2025 / 13:27

عادل ضاهر.. فيلسوف لم يظفر بالاعتراف الذي يليق به

علي المرهج

من وجهة نظري هناك مفكر عربي معاصر يستحق أن نُطلق عليه صفة فيلسوف هو د. عادل ضاهر لم ينل حقه في الدرسات الأكاديمية لأن ما قدمه من مؤلفات لم تكن مجرد استحضار لأنموذج فلسفي غربي رغم تأثره بالفلسفة التحليلية والوضعية المنطقية ولم يرتكن لمقولات أنموذج تراثي سبق، بقدر ما قدم رؤية تحليلية نقدية لفلسفات مضت وفلسفات معاصرة ورؤى أيديولوجية تحتكر الفهم الديني وتدعي أنها حارسة للحقيقة المطلقة، فقد شكلت مؤلفاته مثل: الأسس الفلسفية للعلمانية والفلسفة والمسألة الدينية و أولية العقل والفلسفة والسياسة واللامعقول في حركات الإسلامية المعاصرة والأخلاق والعقل ونقد الفكر السياسي في الغرب رؤية أبستمولوجية للكشف عن علاقة الفلسفة بالدين وعلاقة الفلسفة بالسياسة وعلاقة الفلسفة بالأخلاق، وأهمية السؤال الفلسفي في الكشف عن عقم التصور التقليدي في الكتابة الفلسفية وتدوينها العربي الحديث والمعاصر من دون إثارة للسؤال الفلسفي الذي يستفزتا لإنتاج رؤية مع أو ضد التراث أو الحداثة لا أن نكون أسيري مقولات جاهزة من الماضي او الحاضر.
لا يمكن لنا أن نقول بأن هناك فلاسفة عرب محدثون أو معاصرون وهم لم يُنتجوا لنا إبداعًا فلسفيًا بقدر ما تمكنوا من تمثل مقولات تراثية أو حداثية أعادوا إنتاجها واستحضارها، والإجادة عندهم أنهم أتقنوا نقل شجرة من زمان مضى أو من مكان لم يكن صالحًا لزرلعتها فيهيأوا لها ظروف أن تعيش وتُثمر حصرمًا أو لا تُثمر.
ميزة ما قدمه عادل ضاهر في كتاباته أنه لم يجتر مقولات السابقين واجتهد في هضم مناهج الفلاسفة المعاصرين لا ليعيد طرخها في فضاء لا يتقبلها، بل ليفكك بها متبنياتنا الفكرية السكونية لستفز بقية الحرص فينا على تعقل السؤال الفلسفي وإدراك أهميته، لذلك نجده ينتقد مُصرحًا أو في طيات ما يُسطّره من مؤلفات ينتقد فيها نزعتنا في الهجوم على أنموذج فكري نختلف معه أو في الدفاع عن آخر نختلف معه. لا ينفع العلماني للدفاع عن متبنياته الفكرية في العودة لنناذج من التراث ليُبرر متبنياته، لأنه يؤسس رؤيته المعرفية على ما هو غير مقتنع بأنها صالحة بالأصل كنا فعل زكي نجيب محمود في كتابه تجديد الفكر العربي، والحال ينطبق على الإسلاميين الذين يجدون ويجتهدون لتأكيد علاقة الإسلام بلعلمانية أو الديموقراطية وغيرها من مقولات الحداثة وما بعدها.
ما يعمل عليه عادل ضاهر هو تفكيك مقولات التأسيس المعرفي للعلاقة بين الفلسفة والدين والأخلاق والدين والمعرفة والدين.
ميزة أخرى تُحسب له في كتاباته أنه كما ينتقد التراثيين والسلفيين ينتقد الفكر الغربي ونزعته الأخلاقية.

رابط صفحة الكاتب على فيسبوك 

https://www.facebook.com/share/16FrsvkDDZ/