إدريس عدار
فتحنا ملف طه عبد الرحمن بخصوص موقفه من المقاومة من خلال كتابه “ثغور المرابطة”، فادعى البعض أن هذا الكتاب يصب في صميم دعم المقاومة وأطلقوا عليه “فيلسوف المقاومة”، ولم نر في هذا جديدا لأنه منقول بلا عنعنة ممن سبقوا وليس لنا مشكلة مع المعجبين الحقيقيين بقدر ما ظهرت ظاهرة أخرى وهي الاختباء خلف باحث لتصفية حساب نفسي مع كاتب باسم ائتمانية سقطت في الاختبار لأول مرة حيث عجز المدعي أن يأتي بدليل كما عجز أن يرفع الإيقاع مفضلا مصطلحات بالفعل تنتمي إلى المجال التداولي لحلقات جامع الفنا لنكتشف أن المسألة تتعلق بهروب من النقاش الذي فرضه المدّعي بقليل من الائتمانية وكثير من الادعاءات الأخلاقية التي يفضحها السياق والأسلوب ظانا أن الحديث هنا نزهة.
وبحكم تتبعي لهذه القضية منذ سنوات، ويوم كانوا هم متشككين ينتظرون انتصار حلف الرجعية والتطبيع كنت أكتب دعما للمقاومة، لكن لم يحدث يوما أن كتبت عن التفاصيل، التي هي متروكة لأهلها.
كان الغرض مما كتبت من خلال مجموعة من المقالات، زعم “القرد الهارب من الحلقة” أنها مكررة، وهو كاذب لأنه إذا كانت له الشجاعة ورفع التحدي وتخلى عن الصفحة الوهمية وتحلّى بالائتمانية وكتب باسمه سأبيّن له في كل مقال ما هو الجديد. لكنه فضّل أن يحذف كل من يسأله وينازله مفضلا أن يخاطب نفسه وبلغة المجال التداولي للحلايقية حيث يعتبر ذلك أمرا من صميم الائتمانية التي ظلمها هذا الرهط من الرهايطية – واعتذر على هذه العبارة للقارئ الكريم –
الغرض من هذه المقالات كان هو نفي صفة “فيلسوف المقاومة” عن طه عبد الرحمن وليس التنزيل من مقام مفكر لا نزاع في مكانته من خلال نصوص كتابه، بل أكدنا أن على أنه جاء هنا لتسفيه محور المقاومة وضرب قطب رحاه، بل وصل حد التكفير عندما قال “إنهم ينازعون الإله في ألوهيته”، فظهر أناس أطلقوا على أنفسهم “الطهائيين”، ومع أنني أوردت نصوصا واضحة لا تقبل التأويل إلا أن المدعي الذي لم يأت بفكرة واحدة والذي أكد من خلال تلخيص لم نطلبه منه مبسط ويؤكد انه مبتدئ في قراءة كتابات طه وهي حاسمة كما في هذا الكتاب لم يسمح ن يأتي من يفسرها أو يشرحها. سلمت لهم بكل شيء لكن شرط أن يرشدونا إلى ما كتبوا كي نقرأه، وأساسا ما كتبوه عن طه عبد الرحمن.
في حدود قدراتنا في البحث لم نعثر لهم على شيء يذكر، بل نعثر لهم على مقال بأصول الكتابة، أما الحديث عن الدراسة مجرد وهم. سنوات وهم يزعمون أنهم “منقطعون للعلم” لكن كيف بعد كل هذا الوقت لم يكتبوا شيئا يذكر ملفتا للنظر. وما زالوا يكررون عبارات لو عرفوا من كان يكتبها لدفنوا أنفسهم أحياء.
لقد استعبدهم “القائد المتورط في خلية بلعيرج” ببضع جمل منقولة، هم اليوم يقودون حربا ضروسا ضد من كان يساهم في كتابتها. ماذا لديكم غير هذه الكلمات؟ كيف اتبعتم من لم يكن من أهل الفكر زمانا والآن تزايدون على أهل الفكر وحتى في ادعاء الدفاع عن طه فأنتم تتحدثون بلغة التنظيم ورأي القائد السابق.
لقد انتقلوا، أو بالأحرى انتقلا، من التلخيص المغالط لكتاب المرابطة، إلى لعب دور القردة في القفز من شجرة إلى أخرى، والغريب أنني اكتشفت في زيارة لأزود أن القرد تعلم سرقة الهواتف النقالة والحقائب وغيرها، وكذلك “القرد الفار من الحلقة” لا يكتفي بسرقة الأفكار بل سرقة حتى المغالطات، التي تعلمها من “القائد المتورط في ملف بلعيرج”، الذي تحول إلى سلفي متطرف يكفر ذلك المحور بعد أن فضحتهم التقنيات الحديثة، وتبين أن ما كانوا يحاولون التميز به ليس في ملكهم.
للأسف الشديد يتبعون شخصا يزعم أنه ينتمي للعمل الإسلامي وليست له سوى وثيقة وحيدة أظهر فيها نزوعه الرجعي والمتطرف، ولكن عندما يقرؤون أفكارا مستجدة يزعمون أنها لا تساوي شيئا. وتبني الدفاع عن طه ليس جديدا عندهم فحتى شيوخهم حاولوا ذلك منذ 20 سنة ولم يفلحوا لأن أفكاره، حسب العروي والمسيري، غير قابلة للتحول إلى مشروع جماعي، ناهيك عن مشروع تجديدي.
وهنا أعبر أيضا عن غيرتي على طه عبد الرحمن لأنّ مشروعه الائتماني سقط في أيدي غير أمينة ويستغل مع من يفرون من التّاريخ إلى الشيطان، كما أغار على مشروعه الذي يحاول بعض الجماعات السلفية تحويله الى فكر للجماعة والتنظيم بعد أن أفلسوا في التصورات التي كانوا يعتمدونها وكلها منقولة من هنا أو هناك.
لم يكتبوا حرفا واحدا في الدفاع عن طه، وقصارى جهدهم أنهم لخصوا كتابه بشكل بسيط ومغالط، بل ركبوا أخطر أنواع التزييف في تقديم كتاب في جغرافية لا تعرف الكاتب، لأن ما قدموه حقيقي لكن يحمل في طياته كثيرا من الباطل، فطه يدافع عن المقاومة بالمعنى العام لكن ينسف من يمثلون طليعتها، المقاومة بنفس إخواني على طريقة عبد الله النفيسي وغيره ويطعن في محور المقاومة، وقدمنا الدليل على ذلك، لكن الفار استمر في القول إنك لم تقدم شيئا. وهو لم يكتب حرفا واحدا في رد ما كتبناه. على الأقل أنا كتبت حوالي 10 آلاف كلمة فماذا كتبت أنت/أنتم؟
إلى متى ستقفزون من شجرة إلى شجرة سارقين كلام غيركم كما فعلتم منذ سنوات؟ إلى أين ستهربون من أسئلتنا؟ وكان مطلبنا بسيطا وواضحا: ما موقفكم مما قاله في حق محور المقاومة وقد أوردناه من كتابه “ثغور المقاومة” بالحرف؟
تقتضي المنهجية أن لا تخرجوا عن الموضوع، وحتى اذا لم نقل شيئا بينوا محل التكرار. لقد كررنا ما تحاشيتم الجواب عليه. وقد تبين انه لا يوجد شيئا يرضي من ليس له من الائتمانية سوى الادعاء والمزايدة، فقبل هذا كنت اعتقد أن الإعجاب أعمى المدعي لكن الآن تبين لي أن القضية تتعلق بحقد واختباء خلف مشروع قدم لنا الدليل القاطع أنهم مبتدؤون في قراءته ويهربون في كل اتجاه لكي لا يجيبوا عن سؤال بسيط ومنطقي وتداولي: ماذا تعني تلك العبارات في كتاب المرابطة؟ ولكن الهروب نابع من غباء الاختباء خلف كتاب المرابطة نفسه لأننا حينما صفعنا المدعي بنصوص واضحة لا غبار عليها في الدعوة إلى الثورة الائتمانية على محور ونظام واعتقاد أدرك المدعي أنه تورط في الدفاع عن نص قد يسبب له حرجا هناك لهذا غير اللهجة وحذف الجميع بمن فيهم مخاطبه مع انه اختلق صفحات للتلصص على من حذفهم كما فضل لسان الحلقة والزنقة بدل النقاش العلمي. يا سيدي إذا كنت ائتمانيا فأظهر لنا وأبهرنا بأسلوب ائتماني وأخلاقي رفيع..
المصدر : https://dinpresse.net/?p=10503