صحوة دينية صامتة تعيد تشكيل إيمان بريطانيا

يسجل الشباب البريطاني زيادة لافتة في نسبة الإيمان بوجود إله خلال السنوات الأخيرة بعدما كشف استطلاع أجرته مؤسسة “يوغوف” yougov ونشرته صحيفة التلغراف عن ارتفاع هذه النسبة لدى الفئة العمرية ما بين 18 و24 عاما من 16 في المئة سنة 2021 إلى أكثر من الثلث حاليا.

ويتراجع في المقابل عدد من يصفون أنفسهم بالملحدين في هذه الفئة من 49 في المئة إلى 32 في المئة وهو ما يعكس بداية تحول في المزاج الديني للشباب البريطاني باتجاه البحث عن بعد روحي جديد.

ويكشف الاستطلاع عن تغيرات أقل وضوحا في الفئات العمرية الأخرى حيث ارتفعت نسبة المؤمنين بين من تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عاما من 21 إلى 25 في المئة بينما استقرت النسبة بين 50 و64 عاما وسجلت تراجعا طفيفا لدى من تجاوزوا 65 عاما.

ويؤكد باحثون أن التراجع التاريخي في نسب حضور الكنائس منذ منتصف القرن العشرين بدأ في الانحسار حيث أظهر تقرير لجمعية الكتاب المقدس أن 16 في المئة من الشباب باتوا يرتادون الكنائس شهريا مقابل 4 في المئة فقط سنة 2018 مع زيادة ملحوظة في حضور الكنائس الكاثوليكية والخمسينية.

وتسجل مبيعات الأناجيل تضاعفا تقريبا في السنوات الخمس الماضية إذ ارتفعت من 2.6 مليون جنيه إسترليني سنة 2019 إلى أكثر من 5 ملايين جنيه سنة 2024 فيما تؤكد بيانات الإحصاء الرسمي تزايد أعداد المسلمين واليهود في بريطانيا وهو ما يعزز مشهد التنوع الديني ويشير إلى تحول أعمق في الخريطة الروحية للبلاد.

وربما يعكس هذا التحول عطشا صادقا لدى الشباب للبحث عن معنى ديني، بعدما فقدت الطروحات الإنسانوية الحديثة ومقولات الإلحاد بريقها أمام توالي الأزمات العالمية من نزاعات وحروب وأزمات اقتصادية وصولا إلى الجوائح.