إعداد: رشيد المباركي
قدم الكاتب آفي إسسخاروف تحليلا لتفاصيل الاتفاق الذي تم بوساطة الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بين إسرائيل وحركة حماس، مبينا كيف يمكن لكل طرف أن يدّعي النصر، بينما لم يحقق أي منهما أهدافه الكاملة، مما يجعل الاتفاق مؤقتا ما لم يستكمل تنفيذ خطة السلام الأمريكية.
يشير الكاتب في مقاله نشره أمس، على صفحات يديعوت أحرونوت، أن فريق الوساطة الأمريكي أنجز مهمته حتى النهاية، بحيث يمكن لكل من إسرائيل وحماس الادعاء بأنهما حققتا ما أرادتا. كلا الطرفين خرج وهو يقول “لقد فزت”، رغم أن كليهما لم يحصل على كل ما طلبه. ويعزى الفضل في هذا الإنجاز إلى فريق ترامب، وعلى رأسه جاريد كوشنر وستيف ويتكوف ومن عمل معهما. وبحسب التحليل حققت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما كان يعتبر حتى وقت قريب أمرا مستحيلا، وهو إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وبعض جثث الرهائن الذين ق تلوا دون أن تضطر إلى الانسحاب الكامل من قطاع غزة. ويواصل الجيش الإسرائيلي السيطرة على نحو 53% من مساحة القطاع، بما في ذلك منطقة عازلة كبيرة هدفها منع تسلل عناصر حماس إلى الحدود.
من ناحية أخرى، فازت حماس بوقف إطلاق النار، كما حصلت على ضمانات دولية تجعل من الصعب سياسيا على إسرائيل أن تنتهكها، إذ تتضمن وعدا بعدم مهاجمة القطاع مجددا طالما استمرت المفاوضات حول المراحل التالية من ما يعرف بـ”صفقة ترامب”، وهي عملية يتوقع أن تستمر وقتا طويلا. بالإضافة إلى ذلك، ستحصل حماس على مساعدات دولية لإعادة إعمار القطاع، وستتاح لها فرصة تعزيز سيطرتها الإدارية في غزة وتثبيت سلطتها الحاكمة. كما يؤكد الكاتب أن حماس حققت اعترافا دوليا غير مسبوق، إلى جانب مكاسب دبلوماسية واسعة أدت إلى زيادة عزلة إسرائيل الدولية وعودة الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية. ويشير الكاتب إلى أن إسرائيل لن تحصل على ما تريده تماما، لأن حماس ترفض نزع سلاحها الآن أو في المستقبل القريب قبل إنشاء دولة فلسطينية. كما أن تدمير حماس أو القضاء عليها بالكامل لم يتحقق، وظلت وعود نتنياهو بالنصر الكامل شعارات فارغة.