7 سبتمبر 2025 / 06:19

شيخ الأزهر والماركسية.. هل يتصور ماهيتها تصورا سديدا؟!

محمد زاوي
قدراً، وجدت كلاما لشيخ الأزهر أحمد الطيب يقول فيه إن “محمد باقر الصدر وعباس محمود العقاد قد حطما المذهب الماركسي”، مضيفا أن الصدر تنبأ بـ”انهيار هذا المذهب”..

ولأنني قرأت كتابي الرجلين، الصدر والعقاد، في الموضوع؛ أرى أنه يحق لي التعليق على هذا الكلام بالقول:

أولا: حتى لا يساء فهم هذه الإشارات، فأنا من المدافعين عن مؤسسة الأزهر المصرية العريقة ودورها في حفظ مصالح المصريين، دولة وشعبا؛ ومنه يأتي تقديري للمسؤولية الفكرية والإيديولوجية التي يتحملها فقهاؤها، وعلى رأسهم د. أحمد الطيب أحد أهم المتكلمين الأشاعرة المعاصرين.

ثانيا: جدارة الفقيه أو المؤسسة الفقهية في حفظ مذهب الدولة والمجتمع، وفي تأطير الحاجات الروحية للناس؛ هذه المهمة النبيلة لا تجيز لأصحابها الحديث في كل فن وعلم مكتفين فيه بالقشور، أو دون علم بهذه القشور نفسها.

ثالثا: أحمد الطيب وعباس العقاد ومحمد باقر الصدر؛ ثلاثتهم لا يعرفون المقصود بالماركسية معرفة سديدة، ومنه عدم تمييزهم بين مستوياتها الأربعة: الفلسفة، العلم، السياسة، الطوبى أو المثال.

فترى الواحد منهم يتحدث في تجربة سياسية “اشتراكية” لا يميز بينها وبين منهج الماركسية في النظر (المادية الجدلية/ المادية التاريخية)، أو تجده ينتقد طوبى الماركسيين (الشيوعية) معلنا بعد حين أن البناء النظري الماركسي قد سقط بالكامل بما في ذلك “الاقتصاد السياسي النقدي” ذو الأهمية البالغة إلى حدود اليوم!

رابعا: لقد قرأت كتابي عباس العقاد (الشيوعية والإنسانية في شريعة الإسلام) ومحمد باقر الصدر (اقتصادنا)؛ فوجدتهما كلاما من غير متخصصَيْن لا في فلسفة ولا في سياسة ولا في تاريخ ولا في اقتصاد ولا في اقتصاد سياسي؛ وإنما هو قول في الماركسية بنقد إيديولوجي أو بسجال كلامي لا “يثمر” في قراءتها إلا مزيدا من البعد النظري بيننا وبين العصر.

خامسا: يتحمل الدكتور أحمد الطيب المسؤولية الدينية في بلد يُعتبر مرجعا عربيا في الاقتصاد السياسي النقدي، يتحدث في بلد استفاد ويستفيد في تدبيره الاقتصادي من هذه المرجعية؛ لكنه -ربما- لا يعي ذلك فيقول -جزافا- بانهيار “المذهب الماركسي”..

لا يعي أن صمود الرأسمال المصري في وجه الاستهداف الأجنبي لا يُفهَم على حقيقته إلا ماركسيا!