نظم المجلس العلمي الأعلى، يوم الأحد 1 ديسمبر 2024، ندوة علمية تحت عنوان “العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث”، بمشاركة عدد من الباحثين والمهتمين بالشأن الديني.
ومن أبرز المداخلات التي شهدتها الندوة، كانت مداخلة الأستاذ سعيد بيهي، رئيس المجلس العلمي المحلي للحي الحسني، التي جاءت بعنوان “عوائق التبليغ: رصد وتجاوز”.
في مداخلته، استعرض الأستاذ بيهي التحديات التي تواجه عملية التبليغ الديني في ظل التحولات المعاصرة، مسلطا الضوء على ما وصفه بـ”عوائق التبليغ”، التي تعرقل وصول رسالة الدين بشكل فعال وتمنع تحقيق ثمارها المرجوة.
وأشار إلى أن التبليغ، بوصفه عملية إيصال هدايات الدين بما يحقق الأثر الإيجابي في النفوس، يواجه صعوبات ناجمة عن المتغيرات الثقافية والاجتماعية التي أثرت في مقوماته وفعاليته.
وأوضح بيهي أن هذه العوائق يمكن تصنيفها إلى ثلاثة مستويات رئيسية، أولها يرتبط بالرؤية التبليغية، حيث يفتقد البعض إلى تصور واضح لمنهجية التبليغ المطلوبة لتحقيق الغايات الدينية المنشودة، خاصة في ظل تنامي مظاهر التدين السطحي الذي يركز على المظاهر دون النفاذ إلى جوهر الدين.
أما المستوى الثاني، فيتعلق بأهلية القائمين على التبليغ، حيث أكد على ضرورة تأهيلهم معرفيا ومهاريا بما يواكب تطورات العصر، إلى جانب تعزيز وعيهم الشرعي والواقعي والنفسي.
أما العائق الثالث، وفقا لبيهي، فيتصل بالسياقات المعاصرة التي أفرزتها تغيرات الزمان والمكان وأنماط الحياة الحديثة.
وأشار إلى أن هذه السياقات تستدعي خطابا تبليغيا متجددا قادرا على استيعاب تعقيدات الحياة المعاصرة وصياغة حلول عملية لمواجهتها.
اختتمت المداخلة بالتأكيد على أهمية تجويد التبليغ الديني من خلال رؤية متبصرة تهدف إلى تعزيز أثره في حياة الأفراد والمجتمع، داعيا المؤسسات العلمية إلى تحمل مسؤوليتها في تطوير مناهج التبليغ بما يحقق مقاصده الكبرى ويرتقي بمستوى الوعي الديني في ظل التحديات الراهنة.
فيديو: شاهد المداخلة كاملة
المصدر : https://dinpresse.net/?p=21729