أحمد جاويد ـ کابل / أفغانستان
طلب زعيم “الحزب الوطني أفغانستان” الماريشال السابق ´عبد الرشيد دوستم` من جمهورتي أوزبکستان وطاجکستان تسليم الطائرات الأفغانية التي تم تهريبها إليها، إلى قوات جبهة المقاومة الشمالية التي يقودها أحمد مسعود نجل أحمد شاه مسعود .
وقال دوستم ان قوات الجبهة تملک الحق في استعمال هذه الطائرات الحربية في قتالها ضد حکومة الإمارة الإسلامية في مختلف الولايات .
جاءت تصريحات دوستم هذه في الإجتماع المنعقد في لندن بمناسبة مراسيم الفاتحة أو الدعاء للقائد ” خير محمد خيرخواه ” أحد القادة البارزين في جبهة الشمال الذين تم تصفيتهم على يد قوات طالبان.
ويقدر عدد الطائرات المقاتلة التابعة للمٶسسة العىسکرية الأفغانية والتي قام الطيارون بنقلها إلى دول الجوار 40 طائرة. ولا تزال وزارة دفاع طالبان بدورها تطالب، منذ أن استولت على الحکم في کابل، باسترجاع تلک الطائرات لاعتبارها ملکا للشعب الأفغاني. إلا أن السلطات الأوزبکية اعتذرت مرارا عن الاستجابة لطلب طالبان.
وفي تصريح سابق في شهر مايو الماضي على لسان ممثلها في الشأن الأفغاني ´عصمت الله ايروغاشيف `، قال إننا لا نقدر على اتخاذ أي قرار بشأن الطائرات المقاتلة والمروحية التي کانت تحت تصرف القوات الأفغانية السابقة لأن هذه المعدات العسکرية ملک لأمريکا وطبقا للمعاهدة المبرمة مع واشنطن فستظل تحت رعاية أوزبکستان.
ويذکر أن الماريشال دوستم والقائد عطا نور ومن على شاکلتهم من أمراء الحرب کما يسميهم بعض المحللين السياسيين بذلک فروا على متن سياراتهم أمام زحف قوات طالبان فترکوا سياراتهم على حالها وأتموا مسيرهم على الأقدام من شدة الخوف والهلع حتى استطاعوا عبور جسر حيرتان الحدودية إلى أوزبکستان.
أزمة الطائرات القتالية التي تم تهريبها إلى کل من طاجکستان وأوزبکستان وقعت بعد اتفاقية الدوحة بين طالبان وإدارة بايدن. فبعد إعلان قوات الإحتلال الإنسحاب الکلي، بقيت مجموعة منها تفرض سيطرتها لفترة إضافية تقارب الأسبوعين على مطار کابل الدولي، قامت فيها تلک القوات بأعمال غير مسبوقة فقد أخلت المطار الحربي من کل مقوماته فنقلت المعدات العسکرية ومنها تلک الطائرات إلى دول الجوار. وما لم تتمکن من نقله فقد تم تدميره حتى لا تتمکن طالبان من الاستفاذة منه وقامت بتهجير ما يزيد عن 100000 من العسکريين الأفغان والموظفين الحکوميين وغيرهم من أسر العاملين في الموٴسسات الخارجية، على شکل سناريو يٶسف له، الهدف منه بث الرعب والقلق في قلوب المواطنين وتصوير أفغانستان کبلد لم يعد صالحا للعيش فيه لأن وحوش ويأجوج طالبان قادمون لقتلهم و نهبهم و اذلالهم و سيقومون بتصفية الحسابات القديمة.
هکذا، ضمن مخطط متکامل للإدارة الأمريکية لإحداث الفوضى بأسلوب استفزازي. مما يدل علی أنها کانت على علم بتهريب ونهب خزينة الدولة. کما فجرت في آخر لحظاتها أجهزة الرادار و شلت حرکة المطار الذي بدا وکأنه خرج من حرب ضروس من هول الأضرار التي ألحقتها به قوات الاحتلال مما أثار دهشة الکثير من السياسيين في الداخل والخارج ونددوا بهذه الأعمال الشنيعة التي فسروها بعدة تفاسير متفاوتة مجملها أن أمريکا عبرت بصراحة عن کرهها للإسلام والمسلمين و لم تأت لإعمار أو بناء انما للغزو والإذلال و التخريب.
إلا أن طالبان ردت بالعکس، فعلت مالم تتوقعه أمريکا مما زاد في غطرستها بدل الاعتراف. لقد أعلنت عفوا عن الجنود المقاتلين وسلمتهم مبالغ مالية ليلتحقوا بأهاليهم آمنين مطمئنين، وأعلنت أنه لا حرب بعد اليوم . واعتنت بتحقيق الأمن رغم عدم مساعدة الظروف الصعبة آنذاک لوجود بقايا من المسلحين انتهزوا الفراغ السياسي وغياب القانون. فتضامن المواطنون مع طالبان. فانطلقت خطة تنظيم المظاهرات النسوية التي کانت تقف وراءها الأمم المتحدة و خلاياها، في الوقت الذي لم يستقر لطالبان حال. کل ذلک لخلق المزيد من الأزمات لزيادة أثقال حکومة طالبان.
وبغض النظر حول اختلاف الآراء المتداولة بشأن تحميل الإدارة الأمريکية، بأعمالها تلک، مسٶولية خرق اتفاقية الدوحة، وما تلاها من ضغوط دولية قاسية للغاية، إلا أن قهر أمريکا کان بلا شک بداية انفراج الزاوية لتبتعد الأضلاع عن بعضها. فقد زاد ذلک في ايمان طالبان أنها أمام عدو صليبي حاقد لابد من استمرارية مقاومته، مما أدى إلى نشأة منهجية التعامل المعاکس مع أية خطوة أمريکية الى يومنا.
وکان الأجذر بأمريکا، إن تم التقدير أنها تعشق الخير والسلام والازدهار للشعوب، أن تقبل أولا بالهزيمة وتمنح طالبان ولو فرصة واحدة لخوض تجربة إدارة الدولة بعد فشل الخونة والعملاء اللصوص الذين کانت ومازالت تدعمهم وترفع من قدرهم مع عدم استحقاقهم لذلک، لنرى سويا معها کيف سيعملون.
نعم کان علی الإدارة الأمريکية أن تنهج هذا السبيل لتبرهن فعلا أن هٶلاء عديمو الفهم ومقومات سياسة الدولة داخليا و خارجيا، وحينئذ لا أحد سيعترض علی الدليل. إلا أنها لم تفعل وأثبتت العکس: استمرارية الحرب بسبب التخوف الذي تعانيه.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19632