روسيا تقول: لم نعترف رسميا بحکومة طالبان ونوٴکد على ضرورة المحادثات معها

دينبريس
تقارير
دينبريس29 أبريل 2023آخر تحديث : السبت 29 أبريل 2023 - 9:40 صباحًا
روسيا تقول: لم نعترف رسميا بحکومة طالبان ونوٴکد على ضرورة المحادثات معها

أحمد جاويد ـ کابل / أفغانستان
نقلت صحيفة ” تاس ” الإخبارية الروسية ما أدلى به سرغيي لاوروف ، وزير خارجية روسيا ، من تصرياحات للصحافيين بصدد الملف الأفغاني خلال زيارته لمدينة نيويورک الأمريکية التي شهدت انعقاد جلسة رئاسية لمجلس الأمن بمقر الأمم المتحدة . فقد نقلت ” تاس ” إنکار الوزير أن تکون بلاده اعترفت رسميا بحکومة طالبان إلا أنه أکد على استمرارية المحادثات المثمرة معها بهدف تحقيق مزيد التقارب و التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة لأن طالبان تعتبر حقيقة موجودة على أرض أفغانستان .

وقد أکد لاوروف أن موقف حکومته من النظام الحاکم في أفغانستان سيظل ثابتا إلى حين التزام طالبان بالمواثيق والتعهدات الدولية ، وتشکيل حکومة شمولية ذات التعددية لا تعتمد سياسة الحزب الواحد . کما أکد لافروف الديبلوماسي الروسي أنه إضافة إلى حقوق النساء و الفتيات في العمل و التعليم هناک حقوق أساسية أخرى يجب على طالبان الإلتزام بها حرفيا کشروط معتمدة للاعتراف الرسمي بها .

و يندرج اسم روسيا ضمن قائمة الدول التي تتمتع بعلاقات حسن الجوار و ديبلوماسية جيدة مع حکومة طالبان عن طريق سفارتها في کابل ، کما أن مهام سفارة أفغانستان في موسکو قد تم تسليمها أيضا لديبلوماسيي طالبان .

و للذکر، فمما نقم المخالفون لنظام طالبان من طالبان أنها منذ استيلاءها على الحکم في شهر غشت من سنة 2021 م أنها ألغت بند تشکيل حکومة شمولية تضم کافة الطوائف المتنازعة و العرقيات و يقولون أن کل المناصب الوزارية و غيرها من الوظائف الحکومية يشغلها من يحملون أفکار طالبان ، کما لم نعلم تعيين و لو امرأة واحدة في المراکز ذات الأهمية في الدولة . بل إن المدارس التعليمية ما تزال مغلقة الأبواب في وجه الفتيات لحرمانهن من أبسط حقوقهن . الأمر الذي جعل قادة جبهة المقاومة و عددا من مسٶولي و سياسيي النظام الجمهوري السابق في ثاني مٶتمر لهم يعقدونه بالعاصمة النمساوية فينّا، يطالبون بإبطال اتفاقية الدوحة المبرمة سنة 2020 م بين الولايات المتحدة و طالبان . و هٶلاء وصفوا حکومة طلبان بفقدان الشرعية و حملوها وزر تردي الأوضاع الحالة بالبلد . و اعتبروا ذلک نتاجا و ثمرة لتلک المعاهدة . کما اعتبروا ، بناء على ذلک ، أن استمرارية صلاحيتها تنافي مصالح أفغانستان . لذلک طالبوا على الفور بفسخ الاتفاقية من أساسها .

أيضا نددوا بطرح وإقدام الأمم المتحدة على عقد تلک الجلسة المغلقة ذات الأهمية العالية ـ لما قد يکمن وراءها من خبايا و أسرار فاتتهم ـ والتي سيشارک فيها ممثلون عن دول المنطقة في العاصمة القطرية الدوحة خلال الأيام القادمة و شددوا في مطالبة المنظمة بتجنب کل المحادثات التي تهدف مبدئيا إلى استمرارية کيان طالبان في حکم أفغانستان، وإلى مزيد من تفاقم الأوضاع.

هذا واعتبر أحمد مسعود قائد جبهة المقاومة أن اعتراف الأمم المتحدة رسميا بحکومة طالبان سيکون آخر مسمار سيدق على تابوت الشعب ، الحرية و الديموقراطية . وأکد أنه سيلتزم بالتخلي عن المقاومة المسلحة في حالة إذعان و قبول طالبان إجراء انتخابات عادلة في البلد. وقد نسي أو تناسى أحمد مسعود أن هذا هو عينه ما کان يطالب به قلب الدين حکمتيار قائد الحزب في تسعينيات القرن الماضي. فما کانت أفغانستان لتعاني مأساة تلک الحرب الأهلية لو کان أحمد شاه مسعود والد أحمد مسعود قبل مطالبة حکمتيار. إلا أنه رفض هذا الطلب وتعنتر في القتال من أجل عدم الإذعان لأنه کان يعلم أنه لن يفوز. وجهل المجرب أحمد مسعود أو تجاهل ما دَوَّنه التاريخ من أن الهيئات الموکلة بالإشراف على برامج الانتخابات کانت بسببه مصابة بمرض جنون العرقلة في فترة النظام الجمهوري . فکانت قوات أحمد مسعود ذات تسلط قوي في البلد بمساندة المحتل. وکانوا يعرقلون ويتصرفون في شٶون تلک الهيئات کما و بما يحلو لهم. وکان آخر إنجازاتهم بل و آخر مسمار قاموا بدقه في تابوت الديموقراطية تهديدهم للرئيس السابق أشرف غني عند فوزه الطاحن و الساحق في الإنتخابات الرئاسية للمرة الثانية . فرفضوا ذلک و شککوا و طالبوا بإعادة عد الأصوات . فاضطرت الهيئة المسٶولة للعد ثانية و تحت إشراف دولي واستغرق الأمر وقتا طويلا ليس لأن عملية العد صعبة وإنما لتوصل الأطراف المتنازعة إلى تسوية للأزمة .

ويثبت ذلک أنه بعد تحقق فوز أشرف غني و استقرار الأمر له ديموقراطيا و محليا و دوليا من غير ريبة نازعوه الأمر . فرضوا بتعيين رئيس الجمهورية للمتنافس على السلطة الدکتور عبدالله عبدالله، وهو واحد منهم ، مساعدا له ورئيسا للسلطة التنفيذية بعد أخذ و رد وبعد عدة جهود دولية لتجاوز الأزمة. ولسان حالهم يقول إما أن نکون فيها و إما أن نذهب بکل ما فيها.

والحقيقة أنهم کان لهم نفوذ قوي وتسلط في أهم مراکز الدولة لدرجة أنهم کان دور هام وواضح في توجيه السياسة الداخلية و الخارجية لرئيس الدولة نفسه. حتى إن الدکتور عبدالله کان متورطا في إسقاط أشرف غني على يد طالبان. فتلک، إن صح التعبير ، هي ديموقراطية الدکتاتورية التي مارسوها ولهذا سموا بأمراء الحرب و لقد ملٶوا صفحات التاريخ بالکذب و الدجل و الخيانة لشعبهم. وما زالت جبهة المقاومة تعيش نفس الفساد الداخلي الذي يهدد استمراريتها بسبب المرکزية التي تتبناها فقد استحوذ أفراد أسرة مسعود علی کافة سلطات الجبهة الحساسة وانفردوا بها کما لا زالت تتخذ قراراتها علی أساس انحصاري يتمرکز علی القرابة فالعرق و اللغة.

والأمم المتحدة عالمة بکل هذه التقارير بجزئياتها الدقيقة وعمومياتها کانت تغض الطرف عنها وتتمادی، کما کانت لا تلتفت إلی الإيجابيات والحقائق المتوفرة لدی الطرف الآخر طالبان الذين أثبتوا جدارتهم في مختلف الميادين. فهل يا تری تکون الأمم المتحدة قد تأثرت بمواقف طالبان وأخلاقياتهم وأصغت لحججهم و تکون قد أمعنت التفيکر و دققت النظر قبل اتخاذ قرار الاصطدام بالصخرة التي طالما تعمدت اعتبارها حصاة صغيرة. وهل ستنصف المنظمة و تعمل علی إنهاء الصراع و يکتب للتاريخ أن يتغير لصالح سعادة الإنسان.

السيدة أمينة محمد، المساعدة الأولى للکاتب العام للأمم المتحدة، في تصريحها الذي اعتبره المخالفون أيضا تصريحا غير مسٶول، تقول إن دراسة الخطوات الأولية لموضوع الاعتراف الرسمي بطالبان مدرجة أيضا ضمن جدول المباحثات. وهناک نبأ منسوب لأحد المسٶولين في الأمم المتحدة مفاده أن عملية الاعتراف الرسمي بالحکومات عملية منوطة بدول المنظمة الأعضاء في المجلس الأمر الذي قوى من ردة فعل الأوساط المخالفة لطالبان ورفع درجة القلق والإصابة بالإحباط عندها.

ولقد استقبلت طالبان علی لسان المتحدث باسمها “مجاهد” هذا القرار بالترحاب وشجعته باعتباره بادرة طيبة کان يلزم الإقدام عليها من قبل. ووصف مٶتمر فيينا بأنه مخالف لمصالح أفغانستان . وأکد أن الشعب الأفغاني لن يلدغ مرة أخرى من هذه الشرذمة من الخونة الذين انما يهدفون لحماية مصالحهم و أموالهم و ممتلکاتهم . و ليس لديهم أدنى احساس بالمسٶولية و لا يهمهم الشعب في شيء. وأوضح أن الامارة الاسلامية من حيث أنها النظام الحاکم على أرض أفغانستان تندد بمثل تلک الرموز التي لا تسعى لتحقيق خير هذا البلد و تضمر الشر في کل مجلس عقدوه. کما تطالبهم بالکف عن مثل تلک المحاولات .

ومن جهته فقد أکد وزير الخارجية الروسية أن حکومته تدعم انعقاد هذه الجلسة المغلق بکل قوة . و الذي يبدو من تصريحه رغم شدة لهجته أنه رسالة موجهة للادارة الأمريکية بالدرجة الأولى أکثر منه الى حکومة طالبان ، ويشير أن مرحلة جديدة مبيتة على الأبواب. مما الأطراف المخالفة لطالبان يطير طائرها و تعرب عن خيبة أملها و تبدي مخالفتها تلک. أيضا هناک البعض الآ خر منهم شککوا حول مصداقية هذا الطرح الذي جاء مباغثا و اعتبروا قرارا کهذا تسبب لهم في صدمة سياسية و حقوقية.

وهذا ما ستعرف أبعاده من خلال جلسة الأسبوع القادم ، کما سيتضح أيضا کيف وإلى أي مدى سيکون لما أکد عليه سرجيي لاوروف و غيره – ممن استقبلوا ديبلوماسيي طالبان – من حتمية التزام حکومة طالبان بالشروط المذکورة ، من دور و تأثير على الحقيقة في هذه عملية الاعتراف. و هل کان إقدام بعض البلدان على استقبال ديبلوماسيي طالبان في عواصمهم للتقارب و تقوية العلاقات، هو الذي جعل الأحزاب و الأطراف المخالفة لهم، تتحرک لشعورها بانفلات الحبل من أيديها للمرة الثانية و تصرح بمخاوفها الهستيرية لاحتمال حصول ما قد لا يصدق و لا يطاق، کما تسارعت الأحداث على اِثر اتفاقية الصلح سابقا و في نفس العاصمة القطرية الدوحة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.