رصد وتتبع.. عوامل نجاح برتوكول العمل الديني بالمغرب في زمن كوفيد ـ 19

محمد أكعبور
آراء ومواقف
محمد أكعبور11 نوفمبر 2020آخر تحديث : الأربعاء 11 نوفمبر 2020 - 2:37 مساءً
رصد وتتبع.. عوامل نجاح برتوكول العمل الديني بالمغرب في زمن كوفيد ـ 19

محمد أكعبور ـ مرشد ديني وباحث في الخطاب والإعلام الديني
حظي إصدار “برتوكول إعادة فتح المساجد” الذي أصدرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ببلادنا بمتابعة ومواكبة إعلامية وطنية وجهوية وإقليمية ودولية، والذي أسس لعودة العمل الديني الأدائي حضوريا بما هو خارطة الأداء الديني في زمن العودة التدريجية للحياة الطبيعة.

وتمت الإشادة بالتزام المصلين به والخضوع لمراسيمه خمس مرات منتظمة، ابتداء من صلاة ظهر يوم الأربعاء 15 يوليو 2020إلى اليوم، غير أنه لم يُنبه إلى عوامل نجاحه، وهي التي رصدناها منذ صدوره، فالعمل به في هذه النقاط:

• كونه مرتبطا بقدسية المكان “المسجد والمسجد الجامع”؛ وكلنا يعلم ما للمسجد من مكانة جليلة القدر، عظيمة المنزلة وهي بيت الله ومفر الصالحين من أوليائه وعباده ؛ ولهذه البيوتات الإلهية في نفوس المغاربة رفعة عالية ودرجة غالية ولا تكاد تجد تجمعا سكنيا إلا وكان أول مشروعهم بناء مسجد فارتبطوا به ارتباط النفس بالجسد حتى أصبح المغرب أرضَ الزوايا والمساجد .
وهو عامل نجاح كبير بل وأم العوامل التي تُنبئ بنجاح المشروع في أبعاده الدلالية والدينية والأخلاقية والسلوكية ومن تم الصحية.

• كونه وثيقة مرجعية معتمدة ومقررة رسميا من لدن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الساهرة على الإعداد العلمي واللوجيستيكي والبشري والتقني للمشروع ؛ وهي المؤسسة المؤتمنة على تنفيذ السياسة الدينة لإمارة المؤمنين وفق تفويض ملكي.

• كونه يتضمن دقائق علمية وحقائق طبية من إقراراللجان العلمية والطبية بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميةالمشرفة على العمل الديني ببلادنا.

• “وعي المصلين أنفسهم”.

• كونه خال من إجراءات تعقيدية بما هي تقعيدية تطبعها المرونة في التوضيح والتنفيذ.

• كون المتدخل الديني في إطار التبليغ رقى به إلى مستوى التعبد بأن خرَّج الأحاديث ووثق النصوص الشرعية المؤصلة له من خلال الاستشهادات الدينية بأن وضح الأجر والثواب المترتب على الالتزام به: بالهدوء والأفقية في التبليغ الحضوري أو الإليكتروني بالاعتماد على لغة تواصل أنيقة تحترم الخصوصية الثقافية والحضارية والتواصلية للمغاربة .

• كون المتدخل الديني رسميا ومدنيا أولَ من يلتزم بفحواه المضمَّن بمحتواه تمثُّلا لا تمثيلا ؛ وهو يحدث الناس في المساجد أو على بواباتها أو عبر أي نقطة تواصلية وظيفية ؛ في إطار الحملات التحسيسية التي تقودها المجالس العلمية المحليه بمجرد صدوره (البرتوكول) مسخرة أطرها الدينية بتنسيق تام مع مندوبيات الشؤون الإسلامية كل في نفوذه الترابي الديني والعلمي.

فتجد الإطار الديني المتحدث في الناس والخطيب فيهم آخذا بالأسباب المشروعة لضمان السلامة الصحية الذاتية والجماعية، واضعا كمامته، خاضعا للقياس الحراري، معقما يديه ببوابات المساجد التي يقدم جماعته بمنطقة تأطيره لا مصافحا وعن المشروع منافحا، يباعد الناس جسديا، يقاربهم وجدانيا ودينيا وسلوكيا، داعيا إلى الامتثال بما صدر به البلاغ في أدب وخشوع ولطف وهيبة، وفيا للدين والوطن، معبرا عن ذلك بالقول والعمل، مدركا قيمة ومكانة الإطار الديني الذي تبدو الحاجة ماسة إليه في وقت الشدة والأزمات ليواكب الحالة النفسية للمجتمع والجماعة والأمة آخذا بيدها نحو بر الأمان بكل ثقة وأمان مساعدا إياها على اتقاء الموبقات. ومعناها هنا؛ كل من شأنه الإضرار بالذات والجماعة. إلى هنا أكون قد وفيت للموضوع بعضَ ما يستحقه يا خير جماعة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.