7 مايو 2025 / 10:08

رسالة مفتوحة: نريد كنيسة تصغي لنا وتُشركنا في صناعة المستقبل

دعا شباب من مختلف القارات، في رسالة مفتوحة إلى الكرادلة المشاركين في المجمع المغلق لاختيار البابا الجديد، إلى تبني رؤية كنسية أكثر انفتاحا على أصواتهم وتطلعاتهم، مؤكدين أن المرحلة الراهنة تمثل لحظة حاسمة لإعادة تعريف علاقة الكنيسة بالأجيال الصاعدة.

وجاءت هذه المبادرة في سياق تحضيرات الفاتيكان لبدء جلسات الاقتراع، وحملت توقيع منظمة “كامينو” الشبابية في بلجيكا (the Belgian Catholic Church’s youth organization Kamino)، التي جمعت شهادات ومقترحات مئات الشباب حول العالم.

وأبرزت الرسالة ما اعتبره المشاركون ضرورات إصلاحية، تبدأ من الاعتراف بأخطاء الماضي ولا تنتهي عند إعادة توزيع الأدوار داخل المؤسسة الكنسية.

واستحضر الشباب ما وصفوه بـ”الظلال الثقيلة” التي تركها تاريخ من الصمت عن التجاوزات واستغلال السلطة، داعين إلى مقاربة تصالحية لا تكتفي بالتأمل في الماضي بل تسعى بوضوح إلى المعالجة والانطلاق نحو أفق قيمي وإنساني جديد.

وطالب الموقعون على الرسالة بإشراك فعلي للنساء والعلمانيين في صناعة القرار، مقترحين إنشاء “وزارة لصانعي السلام” داخل الكنيسة، تُعنى بتعزيز ثقافة الحوار والمصالحة، وتكون منفتحة على العالم بمختلف انتماءاته وهوياته.

واقترح الشباب إدماج أصوات الفئات المتأثرة مباشرة بمسارات الإصلاح، من خلال عرض رسائل مصوّرة لضحايا الانتهاكات والفقراء والشباب، في الجلسات التحضيرية، بما يعكس الروح الكنسية التي شدد عليها البابا فرنسيس مرارا.

وركزت الرسالة على أهمية الحضور الرقمي للكنيسة في العصر الراهن، واعتبرت أن الفضاءات الرقمية لم تعد هامشية، بل أصبحت ميادين أساسية للتفاعل الإيماني والبحث الروحي، مشيرين إلى أن هذه “الضواحي الرقمية” تستحق اهتماما ممنهجا.

ودعا الشباب الكرادلة إلى انتخاب شخصية قريبة من الناس، تحسن الإصغاء والمرافقة، وتعيد للكنيسة بعدها الإنساني كمجتمع حيّ يشرك أبناءه في مسؤوليته، لا مجرد هيئة دينية تراتبية.

ويتأهب 133 كاردينالا ناخبا لدخول المجمع المغلق يوم الأربعاء 7 ماي، عقب قداس صباحي يُتوج بأداء قسم السرية، تمهيدا لانطلاق التصويت لاختيار خليفة البابا فرنسيس، الذي وافته المنية في 21 أبريل، وسط ترقب عالمي لاختيار شخصية قادرة على مواكبة تحديات الكنيسة والعالم.