أصدرت مؤسسة “ثيوس” theos البريطانية رسالة مفتوحة، حذّرت فيها من تراجع حضور تخصصات اللاهوت والدراسات الدينية في مؤسسات التعليم العالي بإنجلترا، في ظل الضغوط المالية التي دفعت العديد من الجامعات إلى تقليص أعداد الموظفين وإلغاء بعض البرامج الأكاديمية.
وأوضحت الرسالة أن عدد مؤسسات التعليم العالي التي قدّمت درجة الإجازة في اللاهوت والدراسات الدينية انخفض إلى 21 مؤسسة فقط، مقابل 90 مؤسسة قدّمت تخصص التاريخ، و80 تخصص الموسيقى، و101 تخصص علم الاجتماع، وهو ما قيّد خيارات الطلاب وأثر سلباةعلى المجتمع.
وبيّنت الرسالة أن الدراسات الدينية أسهمت في تنمية الفهم الفكري والأخلاقي والثقافي للمجتمعات، ومنحت الطلاب القدرة على التفاعل مع الثقافات العالمية والنصوص المقدسة، وعزّزت الحوار بين الأديان في بيئة أكاديمية منفتحة شملت المتدينين وغير المتدينين على حد سواء، بما ساعد على مواجهة الاستقطاب وفهم وجهات النظر المختلفة.
كما حذّرت الرسالة من انعكاسات هذا التراجع على قطاع التعليم، إذ أظهرت الأرقام أن 51% من حصص التربية الدينية دُرست من قبل معلمين لم يتخصصوا في هذا المجال، وأن 20% فقط من الملتحقين الجدد ببرامج إعداد معلمي التربية الدينية في العام الأكاديمي 2024-2025 حملوا شهادة في اللاهوت أو الدراسات الدينية.
وأشارت إلى أن خريجي هذه التخصصات لم يقتصر دورهم على المسارات التعليمية والخدمية، بل اكتسبوا مهارات تحليل الأدلة المناسبة لمهن القانون أو علم الجريمة، إضافة إلى قدرات السرد والإقناع الملائمة لمجالات السياسة والصحافة وكتابة السيناريو.
وختمت “ثيوس” رسالتها بالتأكيد على أن مستقبل المجتمعات اتسم بمزيد من التعقيد والتنوع، وأن مواجهة التحديات الأخلاقية والروحية استدعت تجهيز الأجيال القادمة بالأدوات الفكرية الملائمة، معتبرة الدراسات اللاهوتية والدينية من أفضل هذه الأدوات داخل المنظومة التعليمية.