أحمد جاويد / کابل ــ أفغانستان
التقى العالم في الشأن الديني صاحب البحوث المختلفة، والعضو في الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الدکتور “محمد غورماز” الترکي بوزير التربية والتعليم في حکومة طالبان ” حبيب الله آغا”، الذي کان في سفر منذ أيام إلى دولة ترکيا، والذي يعتبر من الشخصيات المقربة للملاّٙ “هبت الله” زعيم حرکة طالبان .
وتباحث الطرفان مسألة إغلاق المدارس والجامعات في وجه الفتيات، أيضا قرارٙ الحظر الأخير الذي فرضته حکومة طالبان على مواصلتهن تعليمهن، الشيء الذي اعتبره الدکتور غورماز، بصفته عالم دين، قرارا غير مقبول وغير جائز .
فقد قال الدکتور غورماز أثناء حديثه للوزير الذي کان جالسا في الطرف المقابل : “سيدي الوزير يمکنکم القول إن المسألة تتعلق بالشأن الداخلي، ولا يسمح لأحد بالتدخل أو التحدث فيها. و لکن هذا أمر يرتبط بکل أمتنا الإسلامية. والجميع يتساءل، حتى ابنتي تسألني، لماذا تحرم الفتيات الأفغانيات من حقهن في التعليم وتغلق المدارس في وجوههن . ويلزمني الإجابة على سٶالها . غياب توفير ” الأساسيات و الأمن ” ليس عذرا . کنا نظن أن المنع سيدوم شهرا أو شهرين لکنه تجاوز السنة “.
کما أيد الدکتور وذکّر الوفدٙ الأفغاني بقولة الإمام محمد الغزالي التي مثل فيها العلوم العقلية بمثابة الطعام للإنسان، والعلوم النقلية والتعليم الديني بمثابة الدواء. واعتبر الدکتور أيضا أن النبي (ص) بعد هجرته المبارکة حول المدينة المنورة إلى جامعة افتتحت لتعليم المسلمين رجالا و نساء. ثم تعرض في حديثه إلى واقعة تحرير کلِّ مَن يعلم المسلمين وأبناءهم الکتابة والقراءة من أسرى غزوة بدر.
و للذکر، فإن زعيم حرکة طالبان الملا “هبت الله ” قد رفض سابقا استقبال وفد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين کان يريد تباحث الأمر نفسه مع المسٶولين في الإمارة الإسلامية.
ولقد مر ما يقارب 480 يوما حتى الآن، على بداية عدم السماح لفتيات التعليم الإعدادي، الثانوي والجامعي بمواصلة مهامهم الدراسية. و لا تزال طالبان تصر على موقفها وشروطها وهي مراعاة الحجاب الإسلامي، الرفض لکامل أنواع الاختلاط في مجال التعليم وغيره وحظر السفر للنساء من غير رفقة محرم شرعي إضافة إلى إحداث تغييرات جذرية في المناهج التعليمية .
و لم يلق هذا الموقف القبول لدى کثير من الجهات الدولية حتى الإسلامية منها إذ ترى تحقيق المکاسب السياسية، کالاعتراف الرسمي بحکومة طالبان، هدفا أوليا لحصول الاستقرار في البلد. في حين أن طالبان تفضل عدم التساهل أو المراهنة لأجل الاعتراف بها على حساب منهجها و أصولها. والحقيقة أن طالبان و ذالمجتمع الدولي دخلا مرحلة الخروج منها بنتيجة مرضية لجميع الأطراف، يعد مستحيلا للغاية إلا أن يکون ذلک موافقا لشروط طالبان الحساسة، وتقاليد الأفغان التي تستند في أغلبها إلى تعاليم الدين الإسلامي.
وبالأمس التقى مندوب الأمم المتحدة “مارکس بورتزل” بـِ “ندا محمد ندا” وزير التعليم العالي ومرة أخرى، طالبه بإلغاء قرار الحظر في حق الفتيات. إلا أن طالبان أکدت تعهدها بالوفاء لحقوق کافة الأفغان في ظل محيط تعليمي اسلامي. کما أکدت أن الحظر في حق النساء لم يکن حظر مطلقا، وإنما جاء التأخير بسبب العوامل الخارجية. کما أکد الوزير أن طالبان لن تخضع للضغوط لتلبية الطلبات.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19394