أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، عمر زنيبر، على النموذج المغربي في تعزيز التسامح والتعايش بين الأديان، مشيرا إلى أن المملكة المغربية تمثل أرضا للتعددية الدينية، حيث يعيش المسلمون واليهود والمسيحيون في انسجام منذ قرون.
جاء ذلك خلال مداخلته اليوم في ورشة عمل نظمتها البعثتان الدائمتان للمغرب وهولندا، على هامش الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.
وأشار زنيبر إلى أن هذا التنوع متجذر في الهوية الوطنية المغربية، إذ تحتضن المملكة واحدة من أقدم الطوائف اليهودية في العالم العربي، ولا تزال مدن مثل فاس ومراكش والصويرة والدار البيضاء تحتفظ بأحياء يهودية تعرف بـ”الملاح”، والتي تعكس هذا التعايش العريق.
وأبرز أهمية مؤسسة إمارة المؤمنين، التي تضمن حرية المعتقد وتحمي ممارسة الشعائر الدينية، مستشهدا بالدور التاريخي للملك الراحل محمد الخامس في حماية اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
واستعرض السفير الإنجازات المغربية على المستوى الدولي في مكافحة التحريض على الكراهية، حيث قدمت المملكة ثلاثة قرارات تاريخية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تم اعتمادها بالإجماع، وتشمل هذه القرارات تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وإعلان يوم 18 يونيو يوما دوليا لمناهضة خطاب الكراهية، إضافة إلى دعم الجهود الدولية لمكافحة التمييز والعنف القائم على أسس دينية أو عرقية.
وأشار إلى المبادرات التي أطلقتها المملكة لتعزيز التعايش، مثل خطة عمل الرباط (2012) لمكافحة التحريض على الكراهية، وخطة عمل فاس (2017) التي تستهدف منع العنف والجرائم المرتبطة بالكراهية الدينية.
وأبرز في هذا السياق دور المغرب كداعم قوي للحوار بين الثقافات والأديان، والتزامه بالتعاون الدولي من أجل بناء عالم يقوم على احترام التنوع والتسامح كقيمة مشتركة.
وذكّر زنيبر بأحداث بارزة تعكس هذا النهج المغربي، مثل الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس إلى المملكة عام 2019، والتي جاءت تحت شعار تعزيز الحوار بين الأديان، وكذلك افتتاح “بيت الذاكرة” في الصويرة عام 2020، وهو مركز يعكس الارتباط العميق بين التراثين اليهودي والإسلامي في المغرب.
دين بريس ـ و.م.ع
المصدر : https://dinpresse.net/?p=23928