دورة ثالثة للموسم الجزولي تسلط الضوء على الموروث الصوفي المغربي
تنعقد بمدينة مراكش فعاليات الدورة الثالثة من “موسم الجزولي”، نهاية الشهر الجاىي، وهو موعد روحي متجدد يحتفي بالإرث العرفاني المغربي ويرصد الموقع التاريخي للزوايا الجزولية في تشكيل الوجدان الصوفي بالمغرب وإفريقيا.
ويتم تنظيم هذا الموسم ضمن دينامية ثقافية وروحية يشهدها المغرب خلال السنوات الأخيرة لإحياء تراث أعلام التصوف وإبراز مساهماتهم في بناء نموذج ديني قائم على السكينة والتسامح وخدمة المعرفة.
ويستعيد الموسم هذا العام سيرة الإمام سيدي محمد بن سليمان الجزولي، أحد أبرز رواد المدرسة الشاذلية ومؤلف “دلائل الخيرات”، بما تحمله تلك السيرة من إشعاع تربوي وروحي تجاوز حدود المغرب إلى العالم الإسلامي.
ويشارك في هذه الدورة باحثون ومختصون وفاعلون من الزوايا الجزولية، يناقشون حضور المدرسة الجزولية في الذاكرة المغربية، وأثرها في نشر قيم التربية الروحية، والدور الذي لعبته في نسج العلاقات العلمية والإنسانية بين المغرب وعمقه الإفريقي.
ويتناول البرنامج محاور تتصل بانتقال هذا التراث عبر الأجيال، ومسارات تجديد الخطاب الصوفي في سياق التحولات الراهنة.
ويرتقب أن يشكل الموسم فضاء للتعريف بجهود الزوايا الجزولية في نشر السلوك الروحي القائم على المحبة والذكر، وإبراز إسهامها في تعزيز الروابط بين شمال إفريقيا وجنوبها عبر طرق الرحلة العلمية، والزوايا المنتشرة في الصحراء والسودان الغربي، التي كانت بمثابة جسور ثابتة لنقل العلم والفتوى والذكر.
كما يتضمن البرنامج فقرات للسماع الصوفي، وتقديمات بحثية حول المخطوطات الجزولية، وورشات تعرف بتاريخ الزاوية وأعلامها.
وتؤكد اللجنة المنظمة أن الموسم يسعى إلى تقديم قراءة متجددة لهذا الإرث، بعيدا عن الاحتفالية الشكلية، عبر إبراز قيمه التربوية وأثره في صون الهوية الروحية للمغرب.
التعليقات