دهشة المشاركة في الجامعة الصيفية للصحوة الإسلامية

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس29 مارس 2021آخر تحديث : الإثنين 29 مارس 2021 - 9:20 مساءً
دهشة المشاركة في الجامعة الصيفية للصحوة الإسلامية

مريم ابوري
كانت لأيام أواخر العطلة الصيفية لسنة 1990 نكهة خاصة، فقد اختريت مع إخوان وأخوات آخرين من ( جمعية الجماعة الإسلامية ) لحضور الدورة الأولى لفعاليات الجامعة الصيفية للصحوة الإسلامية التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بين 28 غشت و3 شتنبر تحت عنوان (الصحوة الإسلامية واقع و آفاق) بالمعرض الدولي بالبيضاء.

كنت كباقي الإخوان ممن سمعوا بالخبر ، في دهشة من هذا الخبر الذي لم نستوعب صحته إلا بعد أن أكده مسؤولون في التنظيم. فكيف سمح لتنظيم إسلامي غير معترف به أن يحضر لنشاط من تنظيم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بل وهو تحت الرعاية السامية للملك الراحل الحسن الثاني ؟!! بل كيف سيسمح لقيادات إسلامية أن تلقي كلماتها مثل بن كيران والغنوشي والنحناح وغيرهم ..؟؟!، بل وكيف أصلا تنظم هذه الجامعة، جامعة الصحوة الإسلامية من طرف الدولة؟؟!!

وتقاطرت علي عدة تساؤلات كشلال. تساؤلات مثل: لماذا الدولة والمخزن ينظم هذه الجامعة والتي خصص لها موضوع الصحوة الإسلامية؛ بل لواقعها وآفاقها؟ هل اقتنع بها وقبلها مادام يتحدث عن واقعها، وهل أصبح فاعلا فيها مادام يفكر في آفاقها؟؟ هل ستشارك جماعة العدل والإحسان وتنظيمات أخرى أم ستشارك جمعية الجماعة الإسلامية فقط؟؟؟

تساؤلات لم يوقفها انبهاري بالدعوة الأنيقة التي كتب عليها إسمي العائلي والشخصي كمدعوة لحضور الجامعة.. تساؤلات لم أجد لها أجوبة مقنعة من أحد المسؤلين في جمعية الجماعة الإسلامية، خلاصتها، أن هذه الخطوة هي رسالة إيجابية من الدولة وعلينا أن نكون (قد المسؤولية)، و أن هذا مؤشر على انفراج قريب. هذه الأجوبة لم أستوعبها جيدا.

لم أنسى ذلك اليوم الثالث من شتنبر، حيث وصلت للمعرض الدولي بالبيضاء، ظهرت لي النساء المحجبات والرجال بلحيهم، منظر لا نراه إلا في الأنشطة التي تنظمها التنظيمات الإسلامية، لكن هذا المنظر له وقع خاص، فالحدث كبير وجديد و مفاجئ.. ترى على وجوه الإخوان والأخوات تعبيرات مختلطة من فرح ودهشة وعدم تصديق، هذا على الأقل ما عايشته.

كانت الأجواء جديدة وغريبة كذلك علينا، هو عالم جديد علينا قد دخلناه تلك الصبيحة، الحضور مع شخصيات الدولة والحكومة، شخصيات عامة لم نكن نعرفها إلا من خلال شاشة التلفاز أو على صفحات الجرائد.. حضور مباشر لقراءة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية (إن لم تخني الذاكرة) لرسالة الملك للجامعة.. الالتقاء المباشر بقيادات إسلامية أجنبية، كديدات والنحناح ومصطفى مشهور ومحمد سعيد رمضان البوطي.. الذين كانت لنا معهم لقاءات ليلية خاصة تكون بعد نهاية يوم الجامعة في منازل الإخوان..

لقد بقيت عالقة في ذهني بعض الذكريات من هذه اللقاءات مثل اللقاء بالنحناح في سطح أحدى بيوت حي السدري بالبيضاء، في هذا اللقاء اكتشفت النحناح الفكاهي وذي الشخصية المرحة.

ومن بين الطرائف التي وقعت خلال الجامعة، في إحدى الندوات التي كانت بإحدى قاعات المعرض الدولي، وعند مداخلة عبد إله بنكيران وقع عطب تقني أدى لانقطاع الكهرباء عن جميع مرافق المعرض الدولي باستثناء القاعة التي بها ضيوف الصحوة الإسلامية، فعلق بنكيران مازحا على هذا بأن القاعة مباركة.

فبدأ الحاضرون من أهل الصحوة الإسلامية يكبرون ويهللون تحت أنظار عيون وزير الأوقاف عبد الكبير المدغري الذي رد من المنصة على مزحة بنكيران وتكبير وتهليل القاعة بإبتسامة هادئة، بنفس الإبتسامة الهادئة التي قرب بها إخوان بنكيران من القصر..

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.