أعلنت الجهات المشرفة على “دراسة الازدهار العالمي” (GFS)، وهي مبادرة بحثية تقودها جامعة بايلور وجامعة هارفارد بشراكة مع مؤسسة “غالوب” ومركز العلوم المفتوحة (COS)، عن إتاحة بياناتها للعموم، في خطوة تهدف إلى دعم البحث العلمي المفتوح وتوفير مورد معرفي مشترك للباحثين والصحافيين وصناع السياسات حول العالم.
وتشمل الدراسة، التي تُعد واحدة من أوسع المشاريع البحثية في العالم، أكثر من 200 ألف مشارك من أكثر من 20 دولة تغطي مختلف القارات، بينها المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، مصر، ألمانيا، إسرائيل، اليابان، البرازيل، وإندونيسيا.
وتعتمد على جمع البيانات سنويا من نفس المشاركين، ما يمنحها طابعا علميا متقدما في رصد التغيرات السلوكية والاجتماعية والنفسية على المدى الطويل.
وتقيس الدراسة مؤشرات الازدهار البشري في ستة مجالات رئيسية تشمل السعادة والرضا عن الحياة، الصحة النفسية والجسدية، المعنى والغاية، القيم والفضيلة، العلاقات الاجتماعية، والاستقرار المادي والمالي.
وتوفر منصة الدراسة الرسمية دليلا كاملا لتسجيل المشاريع البحثية والاطلاع على التقارير المنهجية والبيانات السابقة، مما يسهم في تعزيز الشفافية وإنتاج أبحاث قائمة على المقارنة والتراكم المعرفي.
وفي نتائجها الأحدث، كشفت الدراسة عن علاقة واضحة بين التراجع في الممارسات الدينية وتراجع الشعور بالرضا النفسي، خصوصا في بريطانيا التي حلت في المرتبة العشرين من أصل 22 دولة شملها التصنيف، متقدمة فقط على تركيا واليابان.
وأظهرت البيانات أن المجتمعات ذات الحضور الديني القوي، مثل إندونيسيا وإسرائيل، سجلت مستويات أعلى من الإشباع والرفاه.
وسجلت بريطانيا انخفاضا حادا في الممارسة الدينية خلال العقود الماضية، حيث تراجع عدد المشاركين في قداسات الكنيسة الأنغليكانية من نحو أربعة ملايين شخص في منتصف القرن التاسع عشر إلى قرابة 500 ألف فقط في عام 2023، فيما ارتفعت نسبة من يعلنون عدم انتمائهم الديني إلى 37 في المئة.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأطر الدينية، بما توفره من معاني وقيم وروابط مجتمعية، تساهم في تعزيز الإحساس بالهدف والانتماء، داعية إلى إعادة التفكير في دور الدين كرافعة للرفاه النفسي والاجتماعي في المجتمعات الحديثة.