دراسة جديدة تكشف العلاقة بين تراجع الإيمان وارتفاع معدلات الاغتصاب والانتحار

دينبريس
دراسات وبحوث
دينبريس4 يناير 2025آخر تحديث : الجمعة 3 يناير 2025 - 9:42 مساءً
دراسة جديدة تكشف العلاقة بين تراجع الإيمان وارتفاع معدلات الاغتصاب والانتحار

نُشرت دراسة حديثة في مجلة علم الاجتماع والمسيحية (Journal of Sociology and Christianity)، أعدّها الباحث فيليب تروسكوت من جامعة ساوث ويست بابتيست في ولاية ميسوري، تشير إلى وجود علاقة بين تراجع الانتماء الديني وارتفاع معدلات الاغتصاب والانتحار في الولايات المتحدة. وتثير هذه النتائج جدلا واسعا حول دور الدين في ضبط السلوك الاجتماعي وتعزيز القيم الأخلاقية.

واعتمدت الدراسة، التي حملت عنوان “الاغتصاب والانتحار وتزايد غير المتدينين”، على بيانات من تقارير الجرائم الفيدرالية واستطلاعات الانتماء الديني للفترة من 2014 إلى 2019. وخلصت إلى أن الولايات التي تسجل نسبا أعلى من الأشخاص غير المتدينين، والمعروفين باسم “النونز” (nones)، تُظهر معدلات مرتفعة من حالات الاغتصاب في الجامعات والانتحار بين السكان.

وأوضحت النتائج أن نسبة الأشخاص الذين يعلنون عدم انتمائهم لأي دين ارتبطت إيجابيا بارتفاع معدلات الاغتصاب، حيث أظهرت البيانات ارتباطا قويا في معظم السنوات المشمولة بالدراسة. كما تبين أن معدلات الانتحار، التي يغلب عليها الذكور، قد تكون مؤشرا على ضعف التحكم الذاتي الذي تُعزّزه الانتماءات الدينية.

وتستند الدراسة إلى نظرية التحكم الذاتي، التي تُشير إلى أن ضعف السيطرة الذاتية يعد أحد العوامل الرئيسية للسلوك الإجرامي، ويرى الباحث تروسكوت أن الانتماء الديني يلعب دورا مهما في بناء روابط اجتماعية قوية تعزز الانضباط الأخلاقي، ما يُسهم في الحد من الجرائم.

وأشار تروسكوت إلى أن انخفاض الالتزام الديني يؤدي إلى تآكل هذه الروابط، مما يُمكن أن يفسر ارتفاع معدلات الجرائم والانتحار، خاصة بين فئة الشباب الذين يُظهرون مستويات أعلى من عدم الانتماء الديني مقارنة بالأجيال الأكبر سناً.

رغم النتائج المثيرة للجدل، أقر الباحث بأن الدراسة لم تثبت وجود علاقة سببية مباشرة بين التراجع الديني وارتفاع الجرائم، بل سلطت الضوء على وجود ارتباط إحصائي يستدعي مزيدا من البحث.

كما أشار النقاد إلى أن التفسيرات قد تتأثر بعوامل أخرى مثل التفاوت الاقتصادي والتوترات النفسية والاجتماعية، داعين إلى ضرورة إجراء دراسات أكثر تفصيلا تعتمد على بيانات فردية وطويلة الأمد لتحديد التأثيرات بدقة.

ودعت الدراسة إلى تطوير سياسات لدعم الضحايا وتحسين إجراءات الإبلاغ عن الجرائم، إلى جانب التركيز على برامج التعليم الديني وتعزيز الأخلاق والقيم المجتمعية للحد من السلوكيات الخطرة.

وأثارت دراسة تروسكوت جدلا حول العلاقة بين الدين والجريمة، مشيرة إلى أن التراجع في التدين قد يُسهم في ضعف الضوابط الاجتماعية وزيادة السلوكيات الخطرة، ورغم افتقار الدراسة إلى أدلة حاسمة بشأن العلاقة السببية، فإنها تفتح الباب أمام مزيد من النقاش والأبحاث حول دور الدين في استقرار المجتمعات.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.