كشفت بيانات جديدة صادرة عن مؤسسة Barna Group عن تحول تاريخي في أنماط ارتياد الكنائس بالولايات المتحدة، إذ بات الشباب من جيل زد (Gen Z) والجيل الألفي (Millennials) الفئة الأكثر انتظاما في حضور القداس والأنشطة الكنسية، متجاوزين بذلك الأجيال الأكبر سنا التي شكلت لعقود العمود الفقري للتجمعات الكنسية.
وأظهرت المعطيات أن متوسط حضور الشاب من جيل “زد” يبلغ 1.9 مرة شهريا، فيما يسجل نظراؤهم من الجيل الألفي معدل 1.8 مرة شهريا، وهو أعلى مستوى منذ بدء رصد هذه الفئة قبل خمسة وعشرين عاما.
وبالمقابل، يبلغ متوسط الحضور الشهري لجميع البالغين المرتبطين بالكنيسة حوالي 1.6 مرة فقط، أي ما يعادل حضور أسبوعين من أصل كل خمسة.
وأشار دانيال كوبلاند، نائب رئيس البحوث بـBarna، إلى أن هذه الأرقام تعكس مفارقة غير مألوفة، قائلا إن “المعتاد أن يكون كبار السن أكثر انتظاما في الحضور، غير أن البيانات الحالية تكشف أن التجديد الروحي يتشكل الآن وسط الأجيال الشابة”.
وأضاف أن هذا الاتجاه يوفر فرصة للقيادات الكنسية، لكنه يفرض في الوقت ذاته تحديا يتمثل في ضرورة ابتكار مسارات جديدة للتأطير الديني والتواصل والعطاء التطوعي تتناسب مع الإيقاعات الجديدة لحياة الشباب.
ويبرز التقرير أن التحول لم يقتصر على ارتفاع معدل الحضور بين الأجيال الصاعدة، بل ترافق مع تراجع مستمر في التردد على الكنيسة لدى الأجيال الأكبر، ففي سنة 2000، كان جيل الشيوخ (Elders) يحضر بمعدل 2.3 مرة شهريا، فيما كان جيل الطفرة (Boomers) يسجل معدل مرتين شهريا تقريبا، غير أن هذه المعدلات انخفضت تدريجيا خلال الخمسة والعشرين عاما الأخيرة، أما جيل إكس (Gen X) فظل حضوره ثابتا تقريبا دون نمو ملحوظ.
وأكد ديفيد كينامان، الرئيس التنفيذي لـBarna، أن “التراجع الملحوظ لدى الأجيال الأكبر يبيّن أن نسيج الحياة الكنسية فقد الكثير من تماسكه التقليدي”، مشددا على أن دخول الأجيال الجديدة بكثافة يمثل “فرصة كبرى يتعين على القادة استثمارها بحكمة”.
واعتبر أن ارتفاع الحضور لا يعني بالضرورة تكوين مريدين ملتزمين بالكامل، بل يظل تحدي بناء التكوين الروحي العميق قائما.
ويستند التقرير إلى قاعدة بيانات واسعة شملت 132,030 بالغا أمريكيا تم استجوابهم عبر الهاتف والإنترنت خلال فترة 25 عاما انتهت في يوليوز 2025، من ضمنهم 5,580 مشاركا في عينة فرعية أجريت بين يناير ويوليو من العام نفسه.
وترى Barna أن هذا التطور قد يغير ملامح الحياة الكنسية في العقد المقبل، حيث ستعتمد حيوية الكنائس على مدى قدرة القيادات على مواكبة الفضول الروحي لدى الأجيال الشابة وتحويله إلى التزام طويل الأمد.
ــــــــــــــ
المصدر: مؤسسة Barna Group