يؤكد خطيب الجمعة، اليوم في خطبة منبرية بعنوان “دور الصيام في تجديد الإيمان واكتساب أسراره”، على أن الصيام يشكل درعا يحمي المؤمنين من نزوات النفس ووساوس الشيطان، ويجدد الإيمان في القلوب.
ويستشهد بقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ اُ۬لصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَي اَ۬لذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، موضحا أن الصيام يحقق التقوى في السر والعلن، ويدفع إلى التحلي بمكارم الأخلاق والابتعاد عن المعاصي.
ويشير الخطيب إلى أن العلماء يقسمون الصيام إلى ثلاث مراتب: صيام الظاهر، الذي يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، وصيام الباطن، الذي يشمل حفظ الجوارح من المحرمات، وأخيرا صيام المراقبة، الذي يعني الزهد في الدنيا وتوجيهها إلى طاعة الله.
ويضيف أن النبي ﷺ يصف الصيام بأنه “جُنَّة”، أي وقاية لصاحبه من المعاصي، مشيرا إلى أن الصائم الحق هو من يتجنب الرفث والصخب ويحاسب نفسه في أقواله وأفعاله.
كما يلفت الخطيب إلى أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن المفطرات، بل يتطلب إخلاص النية، إذ يقول النبي ﷺ: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه”، مؤكدا أن الإخلاص جوهر الأعمال، وأن الله ينظر إلى القلوب والأعمال وليس إلى الصور والأجساد.
ويضيف أن السلامة من ظلم العباد شرط أساسي لقبول الصيام، حيث يحذر النبي ﷺ من أن من لم يدع قول الزور والعمل به، فلا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه.
وفي ختام الخطبة، يدعو الخطيب إلى اغتنام رمضان في الطاعات، والاستفادة من أوقاته الفاضلة في تزكية النفس وتحقيق التقوى، مبتهلا إلى الله أن يبارك في الصائمين ويجعل صيامهم سببا لرفعة درجاتهم.