قال خطيب الجمعة اليوم إن الالتزام بالجماعة والتمسك بثوابتها الجامعة لأمرها يشكلان صمام أمان للأمة وحصنا من الفتنة والانقسام، مؤكدا أن الإسلام دين جماعي في عقيدته وعباداته وسلوكياته، وأن الشريعة الإسلامية تحث على الاجتماع والوحدة ونبذ الفرقة والشتات.
وأضاف الخطيب أن مظاهر الجماعة تتجلى في الصلاة التي تُقام جماعة بالأذان والإقامة والإمامة، وفي صيام رمضان المرتبط برؤية موحدة للهلال، وفي الزكاة التي تُؤخذ من أغنياء المسلمين وتُرد على فقرائهم، ثم في الحج الذي يجمع المسلمين من كل الآفاق تحت نداء التوحيد ومشاعر الإحرام.
وبيّن أن هذه العبادات الجماعية تُغرس في نفوس المؤمنين قيم التراحم والتكافل والتعاون.
وأكد أن الجماعة ليست مجرد عدد، بل هي روح تقوم على المحبة والتآزر وخدمة المصالح العامة، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “الجماعة رحمة والفرقة عذاب”، مبينا أن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية، أي المنعزلة عن القطيع، وأن مفارقة الجماعة تعرض المسلم للضياع والانجراف خلف الفتن والشبهات والأهواء المضلة.
وحذر الخطيب من خطورة شق عصا الطاعة أو مخالفة جماعة المسلمين، مذكّرا بوصايا نبوية جامعة تأمر بالسمع والطاعة والجماعة، وتنهى عن دعوى الجاهلية والاختلاف الذي أورد من قبلنا موارد الهلاك.
ودعا إلى ضرورة الاجتماع على ثوابت الأمة الجامعة ومقاصدها العليا، مع فسح المجال للاجتهاد المسؤول في إطار الوحدة والمصلحة العامة.