احتضن المجلس العلمي المحلي بالأمس بالرباط لقاء علميا ناقش فيه المشاركون سبل تطوير خطة تسديد التبليغ، في أفق بناء خطاب ديني أكثر تماسكا وفاعلية.
استعرض المشاركون في هذا اللقاء، الذي جرى تحت إشراف المجلس العلمي الجهوي الرباط-سلا-القنيطرة، آليات تعزيز أداء الخطباء والوعاظ والمرشدين، مؤكدين أهمية العمل الجماعي وتنسيق الجهود لإنجاح هذه الخطة وتأصيل خطاب ديني يراعي التحديات الراهنة.
وناقش المتدخلون سبل الارتقاء بالمضامين الدينية، من خلال الخطبة النموذجية باعتبارها أداة لتقوية وحدة التصور الديني داخل المجتمع، وتثبيت المرجعيات الشرعية المؤطرة للخطاب، مع الحرص على اعتماد لغة بسيطة وأساليب تواصلية تراعي تنوع الخلفيات الثقافية والاجتماعية للمتلقين.
وسلط المتدخلون الضوء على ضرورة تجاوز الحفظ الحرفي للنصوص، والدعوة إلى التكوين المنهجي المستمر، حتى يكون الخطيب أو الواعظ أكثر قدرة على التأثير الإيجابي في نفوس المستمعين، وعلى ملامسة واقعهم بلغة قريبة وأسلوب رشيد.
وأكد المشاركون على أهمية قياس الأثر الناتج عن الخطبة والموعظة، سواء من حيث تطور السلوك الفردي أو تغير المواقف العامة، باعتبار الخطاب الديني وسيلة لبناء وعي جماعي متماسك.
وبرّزت إحدى المداخلات الدور الحيوي للمرأة العالمة في إنجاح خطة تسديد التبليغ، من خلال إسهامها في برامج التكوين والتأطير، وفي إيصال القيم الدينية إلى الأسرة والمجتمع عبر الإعلام والمجالس التربوية.
ودعا اللقاء إلى توسيع نطاق الاستفادة من الكفاءات النسائية، وإشراكها في تطوير محتوى الخطاب الديني، خاصة في ما يتعلق بالبعد الاجتماعي والتربوي، لما لها من أثر في التنشئة وبناء الثقة داخل المحيط الأسري والمجتمعي.
اختُتم اللقاء بتأكيد مشترك على ضرورة تجديد آليات التأطير الديني، في انسجام تام مع ثوابت المملكة، ومع تطلعات المواطنين إلى خطاب جامع، معتدل، يسهم في ترسيخ القيم وتحصين الهوية.