1 أغسطس 2025 / 06:36

خطبة الجمعة تسلط الضوء على مكانة المرأة في الإسلام ودورها المجتمعي

تتناول مساجد المملكة المغربية، اليوم الجمعة 1 غشت 2025 الموافق لـ7 صفر 1447 هـ، في خطبة موحدة، موضوع “تكريم المرأة في الإسلام”، مؤكدة على المكانة الرفيعة التي منحها الدين الحنيف للمرأة، وعلى الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والتشريعية التي تصون كرامتها وتثمن أدوارها.

تشير الخطبة إلى أن الله تعالى كرم الإنسان تكريما شاملا، رجلا كان أو امرأة، كما دل على ذلك قوله تعالى: “ولقد كرمنا بني آدم…”.

وتؤكد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء خيرا، وحرص على إبراز منزلتهن في كل مراحل حياته الشريفة.

وتبرز ما تضمنه التشريع الإسلامي من حماية للمرأة من مظالم الجاهلية، حيث كانت تحرم من حقوقها وتُعامل كالمتاع.

ويذكر الخطيب بقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها…”، وبحديث الرسول: “إن الله حرّم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات…”، مما يشكل قطيعة جذرية مع ممارسات سادت قبل الإسلام.

وينوه بما خص به الإسلام المرأة من تخفيف وتشريعات تراعي خصوصيتها الجسدية والنفسية، خاصة في فترات الحيض والحمل والرضاعة، مع التأكيد على تساوي الأجر بينها وبين الرجل في التكليف والجزاء.

وتنبه خطبة اليوم إلى ضرورة الاعتراف بالمسؤوليات الجسيمة التي تتحملها المرأة في الأسرة والمجتمع، انطلاقا من قوله تعالى: “ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن…”، مشيرة إلى أن الإسلام أوجب لها النفقة في كل مراحل حياتها، صونا لكرامتها، سواء من والدها أو زوجها أو أبنائها أو ذوي رحمها.

وتستعرض نماذج قرآنية لنساء خلّد الله ذكرهن في كتابه، مثل مريم وآسية وأم موسى، وتشير إلى عناية الإسلام بأمهات المؤمنين، ورفع منزلتهن لما قمن به من أدوار جليلة في خدمة الدين.

وتستحضر دور المرأة المغربية، التي ساهمت عبر العصور في حفظ القرآن، وبناء المساجد، ونشر العلم، وتعزيز قيم التضامن داخل المجتمع، مما يستوجب احترامها والاعتراف بفضلها، انسجاما مع الحديث النبوي: “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم”.

وتدعو الخطبة إلى التصدي لكل سلوكيات التمييز والظلم ضد المرأة، مشددة على أن ما يمارس في بعض المجتمعات لا ينسب إلى الإسلام، وإنما إلى اجتهادات خاطئة أو أعراف مخالفة لروح الشريعة.

وتختم بالتأكيد أن الحياء مسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة، وأن التربية السليمة في كنف الأسرة هي الضامن لاحترام هذه القيمة، بما يحفظ التوازن الأخلاقي داخل المجتمع الإسلامي.