تتناول خطبة الجمعة بمساجد المملكة، يوم الجمعة 02 ماي 2025، الموافق لـ04 ذو القعدة 1446هـ، موضوع “أسرار الحج في مقاصده وآدابه”، مركزة على الأبعاد التربوية والروحية لهذه الفريضة العظيمة، وما تحمله من دروس في التزكية والإخلاص والتقوى.
وتستشهد بالآيات القرآنية الكريمة التي تختزل مقاصد الحج، وفي مقدمتها قوله تعالى: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا…”، موضحو كيف يجسد الحج منافع تعبدية وروحية واجتماعية متعددة تشمل إقامة ذكر الله، والتجرد من الشهوات، والتحلي بمكارم الأخلاق.
وتبرز الخطبة الرمزية العميقة لأعمال الحج، كالإحرام والطواف ورمي الجمار، مؤكدة أن النبي ﷺ يجعل ذكر الله محورا لهذه الشعائر، كما تدعو الحاج إلى الترفع عن الرفث والفسوق والجدال، بما يعكس أثر الحج في تهذيب السلوك.
وتشدد على أن تعظيم شعائر الله يمثل منطلقًا لتثبيت التقوى في القلوب، وأن رحلة الحج تمثل تدريبا عمليا على الصبر، والتسامح، والتضحية، وحب الخير للناس، مما يعكس البعد الجماعي والقيمي لهذه الفريضة.
ويؤكد الخطيب أن من لم يتيسر له أداء الحج، يجد في عبادات أخرى بدائل روحانية مماثلة، فخدمة الناس، وتعليمهم، وقضاء حوائجهم، وحفظ الأمن، والصدق في المعاملة، كلها صور من العطاء التعبدي التي تعزز مكانة المسلم عند الله وتجعله يعيش حياة طيبة ملؤها الرضا والمحبة.
وتختتم خطبة اليوم بدعوة المصلين إلى اغتنام موسم الطاعات في تثبيت قيم التقوى، والتزود من منافع العبادات، والحرص على حسن الخلق في التعامل مع الخلق، تأسّيا بسيدنا محمد ﷺ، الذي يقول: “أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ…”، مؤكدة أن أثر الحج لا يتوقف عند المشاعر، بل يمتد إلى واقع المسلم أينما كان.