استعرضت خطبة الجمعة اليوم هدي النبي ﷺ في شهر رمضان، مركزة على سننه في الصيام والقيام وقراءة القرآن، وداعية المسلمين إلى الاقتداء بسيرته في التكافل والعطاء خلال هذا الشهر الفضيل.
وتناولت الخطبة تمسك النبي بآداب الصيام، حيث عجل بالفطر وأخر السحور، مؤكدا على بركته بقوله: “تسحروا فإن في السحور بركة”، ودعا عند الإفطار قائلا: “ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”، كما شجع على قيام الليل دون إلزام، موضحا فضله في الحديث: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وسلطت الضوء على حرص النبي على القرآن في رمضان، إذ عرضه على جبريل عليه السلام كل عام، وفي السنة الأخيرة من حياته، عرضه مرتين، وأبرزت أن رمضان عند النبي كان شهر عطاء وسخاء، حيث كان “أجود بالخير من الريح المرسلة”، مما دعا المسلمين إلى الإكثار من الصدقات وأعمال الخير.
وأوضحت الخطبة أن النبي اجتهد في العشر الأواخر، حيث أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره، مشيرة إلى أهمية اغتنام هذه الأيام المباركة في العبادة والطاعات، وأكدت أن رحمته ظهرت في تيسيره على المسلمين في الصيام، وحرصه على تعزيز التكافل الاجتماعي عبر تشجيع إفطار الصائمين وفرض زكاة الفطر.
وأكد الخطيب أن رمضان لم يكن عند النبي موسما للكسل والخمول، بل شهرا للعمل والانتصارات، حيث خاض المسلمون في أيامه غزوة بدر وفتح مكة، مما عكس قدرة الصائم على الإنتاج والعطاء دون تهاون أو تقاعس.
واختتمت الخطبة بالتأكيد على ضرورة الاقتداء بهدي النبي في رمضان، من خلال الإخلاص في العبادة، وحسن استثمار الوقت، والإكثار من الذكر والاستغفار، والتحلي بالصبر والتقوى، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، ومؤكدة أن اغتنام رمضان بروح الإيمان والعمل الصالح هو السبيل لنيل رضا الله والفوز بثوابه العظيم.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=24116
