11 يوليو 2025 / 06:46

خطبة الجمعة تدعو إلى إحياء قيم المعروف في العلاقات الزوجية

خصصت خطبة الجمعة التي تلقى بمساجد المملكة يومه الجمعة 11 يوليو 2025، الموافق لـ15 محرم 1447 هـ، لموضوع المعاشرة بالمعروف بين الأزواج، باعتبارها من ركائز بناء الأسرة واستقرارها، ومن أبرز تجليات الرحمة والمودة التي أُسست عليها العلاقة الزوجية في الإسلام.

وتشير الخطبة إلى أن الأمر الإلهي في قوله تعالى “وعاشروهن بالمعروف” يشكل أساسا في توجيه الأزواج نحو معاملة تقوم على الإحسان والاحترام والتقدير، بما يضمن تحقيق السكينة والطمأنينة داخل البيت.

وتلفت إلى أن كلمة المعروف وردت في أكثر من عشرين موضعا في الحديث القرآني عن الأسرة، مما يعكس أهميتها المحورية في تنظيم العلاقة بين الزوجين، سواء في الحقوق أو في الواجبات أو في النفقة والصداق، مؤكدة أن القاعدة العامة هي مراعاة حال كل طرف دون تحميله ما لا يطيق، وأن المعروف يشمل التعامل الطيب والتفاهم والتراحم والتكامل.

كما تؤكد على أهمية حفظ الأسرار الزوجية والحرص على الكلمة الطيبة في الحوار والتواصل اليومي، وأن من مظاهر المعروف مناداة الأزواج بعضهم البعض بلين ورفق، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع السيدة عائشة رضي الله عنها.

وتدعو الخطبة إلى بناء الأسرة على أسس الإيمان بالله والإنصاف بين الزوجين، بحيث لا ينشغل كل طرف بمطالبة الآخر بحقوقه دون القيام بواجباته، معتبرة أن تبادل الفضل وتقديم المودة أساسٌ لتجاوز المحن والعيش بحب وصفاء.

وتُبرز أن من المعاشرة بالمعروف أيضا مراعاة الحالة النفسية للطرف الآخر، وتجنب إلقاء اللوم عليه عند التعب، مع الدعوة إلى احترام عائلة كل طرف وتعزيز المحبة في محيط الأسرة الكبيرة.

وتشدد الخطبة في شقها الثاني على أن الإيمان هو الأساس الذي تقوم عليه العلاقة الزوجية، وأن من تمام المعروف تبادل الآراء والتشاور في تدبير أمور البيت والأولاد، عملا بقوله تعالى: “وأتمروا بينكم بمعروف”.

وتخلص إلى أن المعاشرة بالمعروف هي ركيزة لبناء أسرة متماسكة ومجتمع سليم، وأنها تبدأ من حسن النية والعدل والاعتراف بالفضل، وتستمر بالكلمة الطيبة والرفق والمودة المتبادلة، على أن تُستكمل معانيها ومجالاتها في خطب لاحقة ضمن مسار توجيهي متكامل يعزز القيم الأسرية في المجتمع.