13 يونيو 2025 / 11:37

خطبة الجمعة اليوم حول فضائل العطاء اللامادي ومجالاته

تخصص اليوم مساجد المملكة المغربية خطبة الجمعة لاستكمال الحديث عن موضوع “العطاء في سبيل الله”، مركزة على أنواعه المعنوية ومجالاته المتعددة وفوائده التربوية والاجتماعية، وذلك ضمن سلسلة الخطب المنبرية التي تسعى إلى ترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة في نفوس المواطنين.

وتتناول خطبة اليوم مفهوم العطاء اللامادي، مبرزة شموليته للأقوال والأفعال والنيات، حيث لا يقتصر على المال فقط، بل يمتد إلى كافة صور المعروف والإحسان، من تسبيح وتكبير وتحفيز الناس على الخير، إلى بذل النفع وكف الضرر عن الآخرين.

وتستشهد الخطبة بأحاديث نبوية جامعة تبيّن أن كل فعل خير يُعد صدقة، بل إن التبسم، وإماطة الأذى عن الطريق، ومساعدة الكفيف، تُعد من صور العطاء المحمود في الإسلام.

وتركز على تعليم الناس الخير كأرفع أشكال العطاء، مؤكدة أن تعليم القرآن أو أي علم نافع، يعتبر من أعظم ما يمكن أن يبذله الإنسان في سبيل الله، وتربط بين الإخلاص في أداء الأعمال والمنافع التي تعود على الفرد والمجتمع، استنادا إلى الحديث الشريف “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس”، مشددة على أن العمل المتقن والمسؤولية المُحسنة وجه من وجوه الصدقة الجارية.

وتتوسع الخطبة الثانية في الحديث عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدة على وجوب رعاية حقوقهم شرعا وعقلا وأخلاقا، انطلاقا من توجيهات نبوية تحث على التيسير وعدم التنفير، وعلى إشراكهم في كافة مناحي الحياة، واحترام كرامتهم، ودعمهم في تنمية قدراتهم، وتجنب ازدرائهم أو النظر إليهم بدونية، كما تحث على تقديم الخدمات إليهم باعتبارها من أجلّ القربات وصنائع المعروف التي تقي مصارع السوء وتطفئ غضب الرب.

وتشدد خطبة الجمعة على أن العطاء في الإسلام قيمة ممتدة تتجاوز المال إلى كل ما ينفع الخلق ويقرب إلى الخالق، داعية المصلين إلى تمثل هذه القيمة في معاملاتهم اليومية، وإحياء روح البذل والعون والتكافل في محيطهم الاجتماعي، تحقيقا لمقاصد الشريعة في الإحسان والتراحم وبناء مجتمع متماسك تسوده الفضيلة والتعاون.