8 أغسطس 2025 / 06:25

خطبة الجمعة اليوم تسلط الضوء على حقوق المرأة في الإسلام

تتناول خطبة الجمعة اليوم موضوع “حقوق المرأة في الإسلام”، حيث تُبرز المعاني الرفيعة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية لإنصاف المرأة ورفع مكانتها في المجتمع، بعد أن عانت من الظلم والتهميش في فترات الجاهلية وبعض الأعراف الاجتماعية المنحرفة عن روح الدين.

وتستعرض مكانة البنت في الإسلام، وتذكّر بآيات قرآنية تُدين من يستاؤون من ولادة الأنثى، وتُثني على من يُحسن تربية البنات ويكفلهن، مؤكدة أن من يقوم بذلك تُوجَب له الجنة، وتُشيد بحديث النبي ﷺ الذي يمنح الأم ثلاثة أرباع البر، لما تتحمله من عناء الحمل والولادة والتربية، مع توجيه الأبناء إلى حسن الصحبة والبر بها.

وتؤكد الخطبة كذلك على حقوق الزوجة، ومنها المعاشرة بالمعروف والنفقة والسكنى، وتشدد على ضرورة بناء العلاقة الزوجية على المكارمة والتقدير المتبادل، لا على المكايسة أو التسلط، كما تلفت الانتباه إلى حق الأخوات في الإرث، وتُدين العادات الجائرة التي تحرم المرأة من نصيبها المشروع تحت ذرائع عرفية لا تمت إلى الشريعة بصلة.

وتدعو عموم المصلين إلى تقوى الله في معاملة الأقارب والنساء، والتذكير بأن كل إنسان مسؤول أمام الله عمّا وُكّل إليه من أمانات، ومن ذلك حفظ الحقوق والعدل في القسمة والمعاملة.

وتنتقل الخطبة الثانية إلى إبراز مزيد من الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة، من بينها حقها في إبداء الرأي والمشاورة، سواء في الأمور الأسرية أو العامة، ويُستشهد بموقف أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، حين أشارت على النبي ﷺ بمشورة أنقذت الموقف ونجحت في تحقيق الطاعة، مما يفنّد الأقوال الباطلة التي تدعو إلى تجاهل رأي النساء.

وتؤكد أيضا على حق المرأة في التملك والتصرف بمالها، وعلى حريتها في العمل والاشتغال في مختلف الميادين، ما دامت تلتزم بالضوابط الشرعية، وتُذكّر بدور النساء في صدر الإسلام، حيث برزت منهن الطبيبات والفقيهات والمحدثات والمجاهدات، بما يُثبت أن مشاركة المرأة في الحياة العامة جزء أصيل من تراث الأمة.

وتختم الخطبة بالدعوة إلى التمسك بتعاليم القرآن والسنة في قضايا المرأة، والتأكيد على أن صلاح المجتمعات لا يكون إلا بالرجوع إلى هدي السلف الصالح، رجالا ونساء، كما نص على ذلك الإمام مالك رحمه الله.