30 يونيو 2025 / 07:58

خبير فرنسي: الدولة في حيرة لأنها تبحث عن “الفرنسي المسلم المثالي”

رشيد المباركي. دين بريس

يرى فرانك فريغوسي، وهو مدير بحث في المركز الوطني للبحث العلمي والأستاذ في معهد الدراسات السياسية في آكس أون بروفانس (جنوب فرنسا) أنه بينما قد تثير رؤية جزء من المسلمين صدمة في مجتمع فرنسي علماني بعمق، فإن السلطات العامة تُظهر انزعاجا أكبر تجاه الإسلام مقارنة بالأديان الأخرى. ومع ذلك، يضيف فريغوسي، لا يحق لدولة علمانية أن تخبر المواطنين كيف يجب عليهم أن يعيشوا ويُمارسوا إيمانهم.

بخصوص التقرير الصادر منذ أسابيع عن وزارة الداخلية حول جماعة الإخوان المسلمين، أضاف الخبير في الحوار الذي أجرته معه صحيفة “لوموند” أنه “في البداية، كان انزعاجي بسبب الاستغلال السياسي الذي تم القيام به، لأنه ليس من قبيل المصادفة أن يتم نشر مقتطفات من التقرير في اليوم الذي يلي انتخاب برونو ريتايو رئيسا لحزب الجمهورية. بعد ذلك، أصابني الرعب من كيفية تناول بعض وسائل الإعلام لهذا التقرير: تم الحديث عن “وحش متعدد الرؤوس”. هذه كلمات، يضيف فريغوسي “تأتي من خيال سياسي معروف جيدا: وهو خيال اليمين المتطرف ونظريته عن “المؤامرة اليهودية الماسونية”.

في الواقع، حسب الخبير نفسه، هذا التقرير يظهر أنه أقل كارثية مما تم إخباره، وحتى لو كان مليئا بمزج أفكار متداولة، فإنه لا يعلمنا الشيء الكثير عن الإخوان المسلمين. هذه الحركة، التي انبثقت منها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الذي خلفته في عام 2017 الفيدرالية مسلمون فرنسا، توجد اليوم في تراجع، هي في تراجع. ــ لقد كان الإخوان المسلمون في فرنسا، من قبل، ينظمون مؤتمرات كبيرة في صالون “لوبورجيه”، وخاصة خلال سنوات التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة، لكن خلال السنوات الماضية، ندوتها تجمع الآن مائة شخص كحد أقصى.

من جهة أخرى، وإضافة إلى الإخوان المسلمين، “كان من المناسب أن نركز في الوقت نفسه على السلفيين الذين، هم بدورهم، نشطون وينشرون بفعالية رؤيتهم للإسلام على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بين الشباب. من المحتمل أن تكون الجغرافيا السياسية قد أثرت في هذا الاختيار. السلفية هي نسخ ولصق من التدين الإسلامي الوهابي لدول الخليج. ومع ذلك، فمن المحتمل أن السلطات العامة لا ترغب في إثارة انزعاج بعض الدول الخليجية”.