ماهر فرغلي
بين ما يجري في سوريا مع صعود رئيس كان من الجهاديين، وما يجري في كشمير، مع كثرة الجماعات الإسلامية، الإخوانية والجهادية، نحن إزاء حيرة في متابعة تفاصيل ما يجري، لذلك أقتصر على بعض الإشارات في الحالتين:
ــ في الحالة السورية، الرئيس السوري أحمد الشرع يحاول بكل قوة تثبيت حكمه لأكبر فترة ممكنة. وكان من هذه المحاولات إبقائه قاعدة حميميم الروسية حتى يناور بوجودها، لكن الإسرائيليين دعموا الروس وتثبيتهم بالقاعدة ومطار القامشلي للحد من النفوذ التركي.
وفي الحقيقة، هو في موقف لا يحسد عليه، فهو مطلوب منه التخلص من الإسلاميين وبالذات الأجانب منهم، وهم قوته الرئيسية، التي يمكنها مساعدتها في الحرب مع الأكراد، او في السويداء والجنوب، او في الساحل، فإذا تخلص منهم وقعت حرب أهلية وسقط، وإذا لم يتخل عنهم ظلت الأمور على حالها، لذا فهو يناور طوال الوقت، وقد أكد لأعضاء الكونجرس الذين قابلوه أنه سينفذ كل الطلبات الأمريكية ومنها الاعتراف بإسرائيل، مقابل عدم تقسيم سوريا، متعهدا بجوار جيد لإسرائيل وسلام دائم معها.
لكنهم وفق تسريبات قالوا له إنه يريد شراء الوقت، وعليه أن يتخلى عن الجولان نهائيا، وألا يضع اي سلاح ثقيل في الجنوب، مقابل انسحاب إسرائيل من الأماكن التي دخلتها عقب سقوط بشار. وهذا ما أكد عليه وزير خارجيته (الشيباني) الذي فشلت زيارته لـ17 دولة بالحصول على معونات اقتصادية، وقال: “إن انسحاب إسرائيل معناه اعترافنا بحقها في الجولان بشكل نهائي”.
المشكلة أن هذه الإجراءات والتصريحات التي تقوم بها الإدارة الجديدة تدفع لتشكيل جبهة معارضة إسلاموية داخلية قوية، حيث بدأوا يتحدثون عن مخالفته للإسلام والشريعة، وهذا في الوقت الذي تم الترتيب لتنطلق فيه وفود من الدروز إلى مقام النبي شعيب الموجود في فلسطين المحتلة، تحت سمع وبصر حكام سوريا الجدد، ومن المرجح في ذات الوقت أن تتموضع القوات الفرنسية مع قوات قسد حال انسحاب أمريكا، وهذا يعني دخول فرنسا لتكون لاعبا رئيسيا في سوريا خلال الفترة المقبلة. والخلاصة الوضع ليس على ما يرام في سوريا، وليس كما يبدو في شاشة الجزيرة، أو في صفحات المتعاطفين من الإسلاميين.
ــ نأتي للوضع في كشمير، حيث إن الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش يستغلون قضية كشمير للتواجد والتمدد، واتضح من خلال دعوة زعيم تنظيم “أنصار غزوة الهند” المدعو “عبد الحميد لحنري”، إلى إنشاء مجلس شورى مستقل لتقرير العمليات التي يتعين القيام بها، أن القاعدة والمنظمات القريبة منه مثل عسكر جنجوي، وعسكر طيبة، والقاعدة في شبه القارة الهندية وغيرها، متجهون للتوحد تحت مجلس شورى واحد، ونجاح القاعدة في ذلك سيؤدي لخطورة كبيرة.
يستفيد تنظيم القاعدة بشكل كبير من جهود جماعة الإخوان بالهند، وتنظيم الجماعة الإسلامية في كشمير، والجبهة الشعبية، وهي نتاج اتحاد بين جبهة التنمية الوطنية NDF ومقرها ولاية كيرالا، مع منتدى كارناتاكا للكرامة KFD.
تقوم هذه الشبكات بنفس الحملات الدعائية حول قضايا استهداف المسلمين وغيرها، ومقاطعة المنتجات الغربية والهندية. وتتلقى هذه التنظيمات القريبة من القاعدة دعما كبيرا للعمل داخل كشمير، وهي: تنظيم بنات الأمة، وهو تنظيم نسائي إسلامي، يحرم الوظائف الحكومية في الهند، ومنظمة البدر، وجبهة تحرير جامو وكشمير الإسلامية، وعسكر طيبة المتحالف مع القاعدة، وحركة المجاهدين المتحالفة مع القاعدة، وجبهة المقاومة التي قامت بالعملية الأخيرة منذ أيام، وهي جبهة منشقة عن عسكر طيبة.
رابط صفحة الكاتب على فيسبوك: