حوار إسلامي ـ مسيحي في قلب مسجد ستراسبورغ

انعقد في المسجد الكبير لستراسبورغ، بالأمس، لقاء تواصلي جمع شبابا مسلمين ومسيحيين، وذلك في إطار أسبوع الحوار الإسلامي المسيحي الذي نظمته مجموعة الصداقة الإسلامية المسيحية، ضمن تقليد سنوي دأبت عليه منذ سنوات بالشراكة مع المؤسسة المسجدية، بهدف ترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل وتعزيز قيم العيش المشترك في السياق الأوروبي.

وافتتح اللقاء بجولة تقديمية للتعريف بكل من المسجد والكنيسة، قبل أن يتاح للمشاركين من الشباب المسيحيين فرصة حضور الصلاة الإسلامية داخل المسجد، في لحظة إنصات وتأمل هدفت إلى كسر الصور النمطية وتوفير مساحة للتعارف الروحي والانفتاح الديني.

وناقش المشاركون، في مجموعات حوارية مصغرة، موضوعا مركزيا تحت عنوان “الإهانات كمصدر للعنف: ماذا تقول أدياننا؟”.

وتبادلوا الآراء حول أثر الإهانة على العلاقات الإنسانية، مبرزين كيف يمكن أن تتحول إلى شرارة تؤجج مشاعر العنف عندما يغيب الحوار وتهمش القيم الأخلاقية المشتركة.

وتم استحضار خلال اللقاء القصة التوراتية والقرآنية للنبي يوسف/جوزيف، باعتبارها رمزا مشتركا بين التقاليد الدينية، حيث ألقى كل من الإمام والقس مداخلتين متقاطعتين شددتا على أن الإيمان يعني الكرامة وضبط النفس، ويرفض كل أشكال نزع الإنسانية عن الآخر مهما اختلف الدين أو الخلفية الثقافية.

واختتم اللقاء بجلسة شاي مغربية جمعت الحضور في أجواء ودية، عززت أواصر التقارب وأكدت على أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تسهم فعليا في تذويب الأحكام المسبقة وتفعيل دور المسجد كفاعل مدني وروحي في بناء الجسور داخل المجتمع التعددي والمنفتح.

وأكد المشاركون أن التلاقي بين الأديان لا ينبغي أن يظل شعارا مناسباتيا، وإنما ممارسة يومية تعيد للإنسان مكانته في قلب الخطاب الديني، وترسخ قناعة بأن المستقبل يصنع بالحوار والاحترام.