6 سبتمبر 2025 / 07:05

حملة دولية تطالب الفيفا بطرد المنتخب الإسرائيلي من تصفيات كأس العالم

دين بريس

تعرف الساحة الرياضية حملة متصاعدة من أجل طرد المنتخب الإسرائيلي من تصفيات كأس العالم، في ظل استمرار عدوانه على غزة وما خلفه من حصار وتجويع لمئات الآلاف من المدنيين.

ويقود هذه الحملة مدربون إيطاليون وجهوا رسالة رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والاتحاد الأوروبي “يويفا”، مطالبين بمنع إسرائيل من المشاركة في البطولات الدولية، معتبرين أن منحها شرف اللعب في المونديال يمثل تواطؤا مع سياسات الإبادة والتهجير التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

ويؤكد المدربون أن الدعوة إلى استبعاد إسرائيل خطوة أخلاقية وضرورية، مستحضرين النموذج الذي اتخذ بحق روسيا عقب غزوها أوكرانيا حين حُظرت من المشاركة الدولية خلال أيام قليلة.

ويشددون على أن المعايير ذاتها يجب أن تطبق اليوم على إسرائيل التي قتلت خلال العامين الماضيين أكثر من 55 ألف فلسطيني، بينهم عائلات بأكملها وأطفال رضع ورياضيو فرق كاملة محوا من الوجود.

ويأتي هذا الموقف قبل أقل من أسبوع على المباراة المرتقبة التي ستجمع إيطاليا بإسرائيل يوم 8 شتنبر في المجر ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم، ما يضفي على التحرك زخما إضافيا ويضع الفيفا أمام اختبار حقيقي في الالتزام بقيم الرياضة والعدالة.

وتعززت هذه الدعوات بإطلاق منظمة “آفاز” العالمية حملة إلكترونية واسعة تطالب الفيفا واليويفا بحظر المنتخب الإسرائيلي والأندية المنتمية إلى المستوطنات غير القانونية، معتبرة أن الضغط الشعبي قادر على إحداث تأثير حاسم كما حدث في حالات سابقة، حين اضطرّت حكومات ومنظمات دولية إلى مراجعة مواقفها تحت ضغط الرأي العام.

وقد جمعت العريضة التي أطلقتها آفاز توقيعات بالآلاف في وقت وجيز، ما يعكس تنامي الغضب العالمي من ازدواجية المعايير في التعامل مع إسرائيل.

ولا يقتصر الجدل على المنتخب وحده، إذ تنشط ثمانية أندية إسرائيلية في مستوطنات غير قانونية بالضفة الغربية، في خرق واضح لقواعد الفيفا التي تمنع إقامة أنشطة رياضية في أراض محتلة.

وترتبط بعض هذه الأندية بخطابات عنصرية ومعادية للفلسطينيين، وهو ما يمنح الدعوات إلى العقوبات مزيدا من الشرعية.

ويرى أصحاب المبادرة أن الرياضة لا يمكن أن تنفصل عن الأخلاق، وأن استمرار مشاركة إسرائيل في البطولات الدولية يشكل مكافأة لدولة ترتكب جرائم إبادة.

ويدعون الجماهير حول العالم إلى دعم تحركات المدربين الإيطاليين وحملة آفاز بالتوقيع والمشاركة، من أجل الضغط على الفيفا واليويفا لاتخاذ قرار تاريخي بعزل إسرائيل كما حدث مع روسيا.

وتبقى الأنظار موجهة نحو الفيفا التي تجد نفسها أمام اختبار حاسم بين الاستجابة للضغوط المتنامية أو الاستمرار في تجاهل الأصوات المطالبة بربط الرياضة بالقيم الإنسانية، في وقت يتزايد فيه الجدل الدولي حول دور المؤسسات الرياضية الكبرى في مواجهة سياسات الاحتلال والتمييز.