حقيقة ما جرى أمام كنيسة نوتردام بمونتريال: لا صدام ديني ولا استهداف للمسلمين
تحرير: وداد وهبي
تداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يظهر قيام كنيسة نوتردام التاريخية في مدينة مونتريال الكندية بقرع أجراسها عمدا بهدف التشويش على مجموعة من المسلمين أثناء أدائهم الصلاة بالقرب منها. وقد رافق المقطع موجة واسعة من التعليقات والتأويلات، اتخذ بعضها طابعا تحريضيا ضد المسلمين في كندا.
ويظهر المقطع الذي لا تتجاوز مدته 15 ثانية، مجموعة من الناشطين المؤيدين لفلسطين وهم يؤدون الصلاة أمام الكنيسة المصنّفة معلماً تاريخيا وسياحيا بارزا. وقد أعيد نشر الفيديو بشكل مكثف خلال الأيام الأخيرة، وتحديدا من حسابات ذات توجهات يمينية على منصة “إكس”، حيث تم الادعاء بأن الكنيسة قرعت الأجراس ردا على الصلاة.
غير أن البحث الذي أجراه فريق “الجزيرة تحقق” كشف أن هذا الادعاء مضلل. فالمقطع الأصلي نشر لأول مرة في يونيو 2025 خلال فعالية تضامنية مع غزة في وسط مونتريال، وليس في الأيام الأخيرة كما تم الإيحاء بذلك. كما لم يثبت وجود أي توجيه من الكنيسة لقرع الأجراس بغرض التشويش. وبحسب السياق المحلي، فإن قرع الأجراس في نوتردام جزء اعتيادي من طقسها الصوتي اليومي، ويجري في أوقات محددة مسبقا.
كما أكد تحليل المشاهد وتتبع الموقع عبر خدمة التجوال الافتراضي “Street View” أن الصلاة جرت في ساحة مفتوحة أمام الكنيسة، وهي مساحة عامة تستخدم باستمرار لتجمعات فنية ورياضية واحتجاجية. كما أظهر البحث أن المشاركة جاءت في إطار وقفة مرخّصة لدعم فلسطين، وليست فعلا استفزازيا موجها للمكان أو لرّاده.
ومن جهة أخرى، رافق انتشار المقطع خطاب كراهية وتحريض ضد المسلمين، إذ قدمته بعض الحسابات بوصفه مثالا على “استعراض القوة” أو “الهيمنة الدينية”، وهو خطاب تكرر في منشورات أخرى حاولت تقديم الصلاة في الفضاء العام كتهديد ثقافي.
إلا أن سجل الفعاليات في مونتريال يظهر أن مجموعات مؤيدة لفلسطين أدت الصلاة أمام الكنيسة عدة مرات خلال العامين الماضيين، في إطار وقفات سلمية، ومن دون تسجيل أي اشتباكات أو احتجاجات من إدارة الكنيسة.
وعليه، فإن الادعاء بأن الكنيسة قرعت الأجراس خصيصا للتشويش على المصلين لا يستند إلى دليل، ويرجح أنه جرى إعادة توظيف مقطع قديم لإثارة الجدل والانقسام على المنصات الرقمية.
التعليقات