حقيقة الدين وتقريب التدين

3 نوفمبر 2025

ذ. محمد أكعبور ـ مرشد ديني بالصويرة وباحث في الخطاب والإعلام الديني
يرد الدين لمعان منها “الطاعة والملة، والإسلام بمعنى الإيمان والطاعات “ومن الطاعات؛ الأخلاق، شرط التعبير عن القصد في النفس، عَنْ أبي هُريرةَ عَنِ النبيّ قال: {إنَّ الدِّينَ يُسرٌ…. }

ففي الحديث وصف للدين باليسر وتنبيه المتدين إلى عدم المغالاة فيه لكثرة أبوابه مع اتقاء اللامبالاة، فأمر بتعيين القصد وجعل له سبيلا مما يحقق للمسلم نفعا، وأفضل الطاعات؛ حيثما لا ينشغل القلب بالأعمالِ الدنيوية ليستلذ العبادُ العبادةَ فلا يسأموا.

إن هذا الدين إحسان من الله إلى الناس بهدايتهم إلى ما ينفعهم، فالله تعالى رفيق بعباده وهو القائل في محكم كتابه {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} .

إن الدين وحي وعلم، نقل إلينا تأصيلا وتفصيلا، قال سبحانه وتعالى {ذلك الدين القيم} وقال سبحانه {دينا قيما}، والعلم دِين كما الدِّين علم: وورد في الحديث: {إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم}.

وبذلك يكون الدين قد استكمل مفهومه فما ذا عن التدين؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ وما معنى ترشيد التدين؟

ومن معاني التدين التي تتبادر للذهن “التعبد” وعليه، فإن كل ما يحقق التعبد والتقرب لله فهو تدين.

وهو أيضا: إعمال الدين بشكل صحيح لما يحققه من عيش المرء لحياة طيبة يهنأ فيها ويَسعد ويُسعد غيره مسترشدا بما تعلمه من العلماء الراسخين الأمناء على الدين، الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله، وهم أعلم الناس به وأحرصهم على تبليغ رسالة الإسلام السمحة؛ فعليكم بهداهم والسيرِ على منهجهم العلمي والديني القويم المتميز بهذه الخصائص: الوسطية والاعتدال ومراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية وحكمها الربانية التي تحقق مراد الله في خلقه باليسر والتيسير وذلك برفعها عن العباد المشقة والتعسير.

فالتدين السليم متأسس على الدين الصحيح المتأسس بدوره على التبليغ النبوي مما يحتفظ الفكر الديني المغربي بمعالمه من كل مشوبة ويضمن عوالمه من خلال ما يذكره تاريخ هذا الفكر من مرويات في مصنفات وكتبا ومجلات ومطويات ويُدون اليوم على منصات.

والمقصود بترشيد التدين: التوعية الدينية بالاقتصار على خطاب أهل السنة والجماعة في الإلقاء والتلقي والممارسة والأداء الفردي والجماعي للشعائر التعبدية والأخلاقية والسلوكية والسياسة الشرعية انطلاقا من مرجعية منظومة خطاب الثوابت الدينية والوطنية.

وينمو هذا التدين السليم في وسط عالم أو متعلم، فانظر من أي الصنفين أنت؟

فالتدين إذن، يترجم فكرة الدين وكمالاته في البعد الشمولي في النهوض بالآدميين لعمارة الأرض مصداقا لمنطوق نص الوحي: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، غير أن مرجعيته _ التدين_تتدخل لتخلق الفارق بين المتدينين بجامع الآدمية.

توكل كرمان.. من جائزة نوبل إلى خطاب الفتنة

عمر العمري تقدم توكل كرمان نفسها، منذ حصولها على جائزة نوبل للسلام سنة 2011، بوصفها رمزا عالميا للحرية وحقوق الإنسان، إلا أن مسارها الإعلامي والسياسي اللاحق سرعان ما كشف عن تناقض صارخ بين الشعارات والممارسة. فبدل أن تكون صوتا للحوار والسلام، تحولت إلى منبر للتحريض والتجريح، مستخدمة المنصات الرقمية لنشر خطاب عدائي يستهدف المغرب ومؤسساته […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...