جهود الملك محمد السادس في نشر أمهات كتب الحديث النبوي

دينبريس
إصدارات
دينبريس26 يناير 2025آخر تحديث : الأحد 26 يناير 2025 - 9:28 صباحًا
جهود الملك محمد السادس في نشر أمهات كتب الحديث النبوي

دين بريس

يولي الملك محمد السادس اهتماما بالغا بالحديث النبوي الشريف باعتباره أحد المرتكزات الأساسية للهوية الإسلامية للمملكة المغربية، ومن بين أهم مظاهر هذا الاهتمام، ما تشهده عملية نشر الكتب الحديثية من عناية خاصة، حيث أشرف جلالته على إعطاء أمره بدعم تحقيق وطباعة العديد من أمهات الكتب والمخطوطات النادرة في علوم الحديث، مما أسهم في إحياء التراث الحديثي المغربي والإسلامي، وتعزيز مكانته في الأوساط العلمية.

وجاءت توجيهات أمير المؤمنين لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي تولت طباعة مجموعة من الأسفار والمصادر النادرة التي خطتها أنامل كبار علماء الغرب الإسلامي، والتي تعد اليوم مراجع أساسية في الدراسات الحديثية.

وبالرجوع إلى المنشورات التي أشرفت وزارة الأوقاف على طبعها طيلة سنوات مضت، نجد على رأسها كتاب “السلطان ظل الله في الأرض” للأستاذ محمد الحاج الناصر، الذي يعكس رؤية الإسلام للحكم العادل المستند إلى الحديث النبوي الشريف، مما يجعله مرجعا هاما في الفكر السياسي الإسلامي.

كما حظيت بعض المجاميع الحديثية بعناية خاصة، مثل “أربعون حديثا في اصطناع المعروف” لزين الدين أبي محمد عبد العظيم المنذري، الذي يجمع أحاديث نبوية تحث على الإحسان والتعاون، وهي قيم تمثل جوهر الرؤية الدينية والاجتماعية للمغرب، إضافة إلى ذلك، نجد مؤلفات تهم علم الحديث رواية ودراية، مثل “إرشاد اللبيب إلى مقاصد حديث الحبيب” للشيخ محمد بن أحمد الغازي المكناسي، الذي يعنى بفهم أبعاد الحديث النبوي ومقاصده التشريعية.

ولم يكن تحقيق الموطأ وإحياؤه بعيدا عن هذا المشروع العلمي، حيث تم نشر كتاب “أقرب المسالك إلى موطأ الإمام مالك” للأستاذ محمد التهامي كنون، إلى جانب “التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد” للإمام ابن عبد البر، مما يعزز مكانة المغرب في خدمة الفقه المالكي، الذي يعتمد على الحديث النبوي كأساس للتشريع، كما نشر كتاب “إتحاف ذي التشوق والحاجة إلى قراءة سنن ابن ماجة” لمحمد الحفيد بن عبد الصمد كنون الحسني الإدريسي، الذي يعنى بشرح هذا المصدر الحديثي الهام.

ومن بين الإسهامات المتميزة في تحقيق ونشر كتب علم الحديث، نجد مؤلفات تعنى بالعلل والتجريح والتعديل، مثل كتاب “التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح” للحافظ أبي الوليد الباجي، وكتاب “التنبيه على الأوهام الواقعة في صحيح الإمام مسلم” لأبي علي الغساني الجياني، إضافة إلى “علم علل الحديث” من خلال كتاب “بيان الوهم والإيهام” لأبي الحسن ابن القطان الفاسي، وكلها أعمال تدل على العمق العلمي للمدرسة الحديثية المغربية.

ولا تتوقف العناية بالحديث عند تحقيق النصوص، بل تشمل كذلك التحليل التاريخي والدراسات النقدية، كما يتضح في كتاب “حركة الحديث بقرطبة خلال القرن الخامس الهجري” للأستاذ خالد الصمدي، و”مدرسة فقه الحديث بالغرب الإسلامي”، اللذين يعكسان التأثير العميق للعلماء المغاربة في إثراء علم الحديث.

ولا يمكن إغفال الجهود المبذولة في طباعة المؤلفات التي تجمع بين التفسير الحديثي والاستنباط الفقهي، مثل كتاب “بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد” للقاضي عياض، وكتاب “المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم” للإمام القرطبي، كما تأتي بعض المؤلفات لتعزيز الفهم العام للحديث، مثل كتاب “كلمات صحيح البخاري” للدكتور يوسف الكتاني، وكتاب “مشارق الأنوار على صحاح الآثار” للقاضي عياض.

إن دعم أمير المؤمنين لنشر هذه الكتب يعكس رؤية متكاملة لخدمة الحديث النبوي الشريف، تهدف إلى إحياء التراث، وتيسير الوصول إلى المصادر الحديثية، ودعم البحث العلمي الحديثي، مما يجعل المغرب في طليعة الدول التي تعتني بالسنة النبوية علميا وأكاديميا.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.