رشيد المباركي. دين بريس
تنشر منصة “دين بريس” بعض التدوينات التي حرّرها هذه الأيام ناج إبراهيم، القيادي السابق في الجماعة الإسلامية المصرية، والذي يُعتبر من أهم القيادات التي قامت بمراجعات حقيقية بخصوص خطاب التكفير والجاهلية، بخلاف قيادات أخرى، أعلنت عن مراجعات، لكنها عادت في مرحلة لاحقة إلى خطاب التكفير، وهاجرت نحو الخارج. المواقف أسفله، نقلا عن الصفحة الرسمية لناجح إبراهيم.
************
لقد استقبلت مصر 7800 جريحا فلسطينيا من أبناء غزة في العامين الماضيين ومعهم 10 آلاف مرافق من أسرهم، كانت تستقبل أسرة الجريح، وكل مصري يعرف أنهم وزعوا على مستشفيات مصر الكبرى كلها، وكان منهم الكثير بمستشفيات القاهرة والإسكندرية والعريش والإسماعيلية وغيرها، وأحسنت الدولة والشعب المصري وفادتهم وكان لي أصدقاء وشباب يحضرون لهم الطعام وما يحتاجونه من أدوات يوميا تطوعا منهم، وكان الشعب المصري يريد حملهم فوق أعناقه ورأيت ذلك في الحالات التي جاءت في بعض مستشفيات إسكندرية.
هناك 16 دولة عربية وأجنبية لم تستقبل من جرحى غزة ومرضاها سوى 2100 جريحا معظمهم مزدوجي الجنسية.
قامت مصر بتطعيم قرابة 27 ألف طفل غزاوي، قامت مصر بتطعيمهم منذ 7 أكتوبر، مصر قدمت الكثير والكثير لقضية فلسطين، ولكن الكثير يريد أن يهيل التراب عليها عمدا ومع سبق الإصرار.
كانت مصر وستظل رمزا للعروبة والإسلامية، وحاملة للواء الدفاع عن قضايا الأمة، ولكنها لن تندفع في حروب عبثية تدمر مقدراتها وتؤخر مسيرتها، فالحروب ليست لعبة أو عبثا، مصر هي الملجأ والملاذ الأخير في كل قضايا الأمة المصيرية وكل الذين يزايدون عليها في أراضيهم أعتى القواعد العسكرية الأجنبية، ويبعثرون أموالهم على أعداء الأمة وخصومها.
بخصوص أنس الذي أغلق السفارة المصرية في هولندا، فهذا شاب أخطأ الطريق، ولم يوجه هدفه نحو عدو الأمة الحقيقي وهو محرض يتمتع بالسذاجة الدينية والسياسية، وكان الأجدر به وبأمثاله محاصرة السفارات الإسرائيلية في العالم، فالجيش الإسرائيلي هو قاتل الأطفال والنساء والمدنيين، وهو المسؤول عن الإبادة الجماعية في غزة بمن فيها، وبما فيها، ويرتكب جرائم حرب باستمرار ويدمر البيوت في غزة بما فيها ومن فيها، رغم أنها لا تمثل هدفا عسكريا معاديا له، فسفارات إسرائيل هي الأجدر بالحصار ولكنه لا يجرؤ علي ذلك حتى لا يفقد جنسيته الأجنبية أو يسجن أو يطرد او يطارد، فاختار مصر ملجأ العرب جميعا ليغلق سفاراتها في هولندا، يا شاطر ألعب غيرها، مصر ضحت كثيرا وطويلا من أجل القضية الفلسطينية وأعطت لها مالم تعطه أي دولة أخري، أرنا بأسك أمام سفارات إسرائيل، مصر تعرف متى تدخل المعارك ومتى تنسحب منها، ولن تسمح أن تفرض عليها حرب مدمرة من الآخرين.