محمد الخمسي
سؤال واحد فقط يُطرح بعد مرور حوالي مئة عام على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين: لماذا فشلت الجماعة في تنزيل مشروعها؟
جزء من الجواب يمكن تلخيصه في عشر محددات:
1. نشأة طاردة للفكر النقدي: مدنية في المظهر (البدلة) لكنها عسكرية في العقل والتنظيم.
2. الاعتماد على خطاب المظلومية: تفسر معظم الأحداث بنظرية المؤامرة، ولم تخضع أفكارها للمراجعة.
3. هيمنة العقل التقني على قياداتها: غياب الاهتمام بعلم الاجتماع، والعلوم السياسية، والتفكير الفلسفي، مما أدى إلى استبعاد كل من لديه معرفة بهذه المجالات. بعض المفكرين والمثقفين انضموا إليها لفترة قصيرة ثم غادروها نهائيًا.
4. العجز عن قراءة القوة الناعمة والصلبة: لم تتمكن من فهم العلاقة بين القوى الناعمة والصلبة داخل مجتمعاتها، كما كانت غافلة تمامًا عن هذه العلاقات على المستوى العالمي، وهو ما ظهر جليًا في أحداث “الربيع العربي”.
5. توظيفها في معادلات دولية دون وعي: استُخدمت في سياقات دولية عديدة دون إدراكها لذلك، بدءًا من علاقة بعض قياداتها بالإنجليز وصولًا إلى دورها في أفغانستان بتأثير الولايات المتحدة.
6. الانغلاق على الذات: أدى هذا الانغلاق إلى عجزها عن بناء جسور تواصل مع باقي التنظيمات السياسية والاجتماعية.
7. إعادة إنتاج السرديات التاريخية: ركزت على إعادة سرد التاريخ بدلًا من تقديم مشاريع مستقبلية.
8. انحصارها الاجتماعي: ظل تأثيرها مقتصرًا على الأوساط الشعبية دون الوصول إلى النخب.
9. عدم الاستفادة من تجارب الحركات السياسية: لم تستفد من تجارب غيرها، مما عمّق أخطاءها.
10. اليقين في صواب مشروعها: اعتمادها المطلق على صحة مشروعها دون إجراء مراجعات حقيقية وعميقة.
الخلاصة:
فكر الجماعة لا يمكن اعتماده كأساس لبناء تغيير حضاري أو مشروع سياسي. ورغم أنه لا يمكن إنكار شجاعتها في مواجهة الاستعمار البريطاني ودورها في مقاومة الاحتلال، إلا أنها أثبتت فشلها في بناء اللحمة الوطنية، بل أصبحت تهديدًا لها.
أي تعقيب خارج إطار فكرة الفشل يُعد مجرد رد فعل نفسي لا حاجة لمناقشته.
ــــــــــــــ
رابط صفحة الكاتب على فيسبوك
https://www.facebook.com/@mohammed.elkhomssi.3
المصدر : https://dinpresse.net/?p=21531