تصدر قريبا دار الإحياء للنشر والتوزيع عملا تاريخيا محققا جديدا تحت عنوان: “إعلام الأفاضل والأكابر بما يقاسيه الفقير الصابر”، من تأليف السلطان المولى عبد الحفيظ، وتحقيق المؤرخ د. محمد جبرون.
ويمثل هذا الإصدار نصا مخطوطا نادرا كتب في ظرف سياسي بالغ الدقة، حيث دافع فيه السلطان عن نفسه من الاتهامات التي لاحقته سنة 1906 بالتطلع إلى الحكم، كما كشف من خلاله عن الانقسامات العميقة داخل مربع الحكم بالمغرب، والصراعات بين القواد والقبائل، التي مهدت الطريق لتدخل القوى الأجنبية وفرض الحماية على المغرب سنة 1912.
و يبرز السلطان رؤيته الخاصة للأزمة المغربية آنذاك، متهما أطرافا من النخبة بالتواطؤ مع الاحتلال، ومبرئا نفسه من توقيع عقد الحماية الذي أكد أنه تم تحت الإكراه.
ويعد هذا العمل من الوثائق النادرة في التاريخ السياسي المغربي الحديث، إذ يعكس بلغة صريحة وصوت ذاتي كيف عاش السلطان لحظات التحول الحاسمة، ويكشف خفايا الصراعات الداخلية التي أضعفت الدولة وأسقطتها في فخ الاستعمار.
ويؤكد المحقق د. محمد جبرون (كما نشر ذلك على صفحة فيسبوك) أن هذا النص، إضافة إلى قيمته الوثائقية، يثري المكتبة المغربية بمصدر فريد لفهم ديناميات السلطة والانقسام الاجتماعي في مغرب مطلع القرن العشرين.