نظمت رئاسة جامعة محمد الأول ومختبر مناهج العلوم في الحضارة الإسلامية وتجديد التراث بكلية الآداب والعلوم بتعاون مع المجلس العلمي المحلي لوجدة، أمس واليوم الأربعاء 9 نونبر 2022، ندوة علمية تتناول بالدَّرْسِ والتَّحْليلِ تراثَ أحَدِ أبرزِ علماءِ المغربِ في القرن السادسِ الهجريِّ، احتفاء بالقاضي أبو بكر ابن العربي تحت عنوان: “أبو بكر بن العربي المعافري.. خزانة العلوم وصلة المغرب بالمشرق”، وذلك بقاعة الندوات بكلية الطب بوجدة.
وقال الدكتور ياسين زغلول رئيس جامعة محمد الأول في الجلسة الافتتاحية لأشغال الندوة: “ونحنُ نَفتتحُ أعمالَ هَذهِ الندوةِ العلميةِ المباركةِ، التي تتناولُ بالدَّرْسِ والتَّحْليلِ تراثَ أحَدِ أبرزِ علماءِ المغربِ في القرن السادسِ الهجريِّ، لَنَستحضرُ بكل إجلالٍ وإكبارٍ ما يُولِيهِ مَولانا أميرُ المؤمنين، جلالةُ الملك محمدٌ السادسُ -حفظه الله- للعلم والعلماءِ، من عِنايةِ ورِعَايةٍ”
وتابع قائلا: وذلك “من أجلِ توفيرِ الأمنِ الروحيِّ للأمة المغربية العظيمة، وذلك في إطارِ التَّمسُّكِ بالثوابتِ الدينيَّةِ التي اختارَها علماءُ وسلاطينُ المغربِ عبر تاريخهِ المجيدِ، والتي تَرْعَاهَا إمَارَةُ المؤمنينَ، سِرُّ اللهِ في هذا البلدِ الأمين”.، مُهنئا الجهات المنظمة “على اختيارهم الموفقِ لهذهِ الشخصيةِ العلميةِ المَرموقةِ التي أغنت الثقافةَ المغربيةَ الأصيلةَ، وحافظتْ على هُوَيَّتِهَا”.
من جهته قال الدكتور عبد القادر بطار في الجلسة ذاتها: “يسرنا في مختبر مناهج العلوم في الحضارة الإسلامية وتجديد التراث أنْ نقدم للباحثين والمثقفين شخصية مغربية مرموقة، وجانباً مهما من تراثنا الإسلامي المشرق، الذي نشأ في أحضان النص القرآني، فنفع الله به المغرب والمشرق، إنه الإمام الأفخم، القاضي أبو بكر محمد بن عبد بن العربي المعافري المتوفى سنة 543هـ دفين مدينة فاس”.
ولفت الانتباه الدكتور بطار إلى “ما يوليه سلاطينُ المغرب لأهل العلم، من عناية ورعاية، وتشجيعهم على نشره وبثه وترسيخه، وما تنهض به إمارة المؤمنين اليوم في سبيل تجديد أمور الدين، ما هو إلاَّ امتداد لهذه الخصوصية التي حبا الله بها هؤلاء السلاطينَ الأشرافَ، بمعية علماء الشريعة الربانيين”.
وتابع أستاذ كرسي العقيدة الدكتور بطار قائلا: “لقد أسهم الإمام أبو بكر بن العربي في نقل المذهب الأشعري في صورته النهائية، بأمانة وإخلاص، فقد كان من مروياته -رحمه الله- كتاب: “النظامية في الأركان الإسلامية” لإمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني”؛ مستطردا بقوله: “وهذا الكتاب ألفه إمام الحرمين وأهداه لنظام الملك الوزير، وهو في أصله يشتمل على أركان الإسلام الخمسة: العقائد، وأحكام الصلاة، وأحكام الصيام، وأحكام الزكاة، وأحكام الحج. لكن ابن العربي اقتصر على إدخال قسم العقيدة فقط، لأن بقية الأركان ليس على مذهب الإمام مالك -رضي الله عنه-“.
ليخلص إلى القول “فقد كان الإمام أبو بكر بن العربي حريصا كلَّ الحرص على وحدة الأمة المذهبية والعقدية، يدرك خطورة الخروج على المذهب، وهو من هو في العلم والفهم، ولذلك لم يشأ أن يدخل قسم الفروع من النظامية إلى أرض المغرب، حفاظا على وحدة المذهب المالكي الذي اختاره أهل بلده”.
وستصدر عن هذه الندوة جملة من التوصيات في الجلسة الختامية التي ستعقد مساء هذا اليوم.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19081