12 يونيو 2025 / 11:46

توصيات: الدين ليس ثانويا في صناعة الأجندة الإعلامية

سعيد الزياني
اختتم مهرجان الإعلام الديني لعام 2025 الذي عقد أخيرا بالعاصمة البريطانية لندن، وتحديدا في القاعة المركزية الميثودية بمنطقة ويستمنستر، بمشاركة عدد من الفاعلين الإعلاميين وخبراء الأديان وممثلي مؤسسات المجتمع المدني، وذلك في دورة خصصت لمناقشة دور الدين في تشكيل الأجندة الإعلامية.

وخرج المهرجان بتوصيات مهنية دعت إلى إعادة الاعتبار لقيمة الدين في التغطيات الإخبارية، وضرورة دمج الخبرة الدينية في غرف التحرير وصناعة القرار الصحفي.

وأكدت النقاشات أهمية تطوير فهم معمق للطقوس والرموز الإيمانية لتقديم تغطية دقيقة وشاملة، خصوصا في سياق الأحداث الكبرى ذات الطابع الديني.

وأوصى المشاركون بتخصيص مساحات مستقلة داخل المؤسسات الإعلامية لتغطية الشأن الديني، وتكوين الصحفيين تكوينا متخصصا يمكنهم من التعامل المهني مع تعقيدات الدين في المجال العام، سواء في السياسة أو في الحياة اليومية.

كما أبرزت التوصيات الحاجة إلى تعزيز التعددية الدينية في الرواية الإعلامية، وتبني مقاربات أكثر توازنا وعدلا، خاصة في تغطية قضايا المسلمين واليهود في بريطانيا، حيث كشف المهرجان استمرار التحيزات السلبية، سواء من حيث التركيز الأمني أو الصور النمطية.

ودعا المشاركون إلى التصدي للخطابات الإعلامية التي تروّج للكراهية الدينية، خاصة في بعض المنصات التي تبث محتوى إسلاموفوبيا ممنهجا، مؤكدين أهمية اعتماد ميثاق مهني جديد يضمن احترام التنوع الديني ويعزز الثقة بين وسائل الإعلام والمجتمعات المؤمنة.

كما تمت الدعوة إلى دعم الإعلام المحلي والمبادرات المجتمعية التي تعزز التماسك الاجتماعي، إلى جانب تمكين الصحافة من التصدي للأخبار الزائفة وتعزيز سرديات الوحدة في أوقات الأزمات.

وتم التشديد على ضرورة تشجيع الجيل الجديد من الصحفيين الشباب على إنتاج محتوى ديني أو إيماني مبتكر، عبر الوسائط الرقمية والمنصات السمعية والبصرية، بما يضمن إيصال الرسائل الدينية بلغة معاصرة تلامس اهتمامات جمهور متنوع.

واعتبر المشاركون أن مستقبل الإعلام الديني في العالم الغربي رهين بقدرة المؤسسات الإعلامية على استيعاب التحولات الثقافية والروحية، وبانفتاحها على تجارب الأديان في معالجة قضايا العدالة والانتماء في عالم متغير.