نظم مركز زاوية أحنصال بإقليم أزيلال، يوم الثلاثاء الماضي، الملتقى الديني السنوي للزاوية الحنصالية الصوفية، المعروف محليا بـ”الباروك”، تحت شعار: “زاوية أحنصال: ذاكرة روحية من أجل تعايش الإنسان مع الإنسان والمجال”.
واستقطب الموسم حضورا واسعا ضم شرفاء الزاوية ومريديها، إلى جانب فقهاء وعلماء وطلبة وممثلين عن القبائل المرتبطة بها، فضلا عن ممثلي السلطات المحلية والإقليمية، في مشهد يعكس التقدير الجماعي للزاوية ودورها التاريخي والديني في المنطقة.
وشكل تنصيب الشيخ محمد امحضار خلفا للراحل سيدي عبد المالك آيت أقديم، أبرز لحظات الموسم، حيث عبّر الحاضرون عن وفائهم للمسار الروحي والتربوي للزاوية، مؤكدين استمرار الالتزام بقيمها الصوفية الأصيلة.
وتضمنت فعاليات الملتقى تنظيم سلكة قرآنية جماعية بمشاركة عدد من الفقهاء والقراء، خُصصت للترحم على الشيخ الراحل والدعاء بالتوفيق للشيخ الجديد في مهامه، كما جرى تكريم مجموعة من حفظة القرآن الكريم، والمؤطرين، والتلاميذ المتفوقين، في لفتة تعكس الاهتمام بتشجيع الناشئة على حفظ كتاب الله.
وأقيمت ندوة علمية موازية، سلطت الضوء على الأدوار الدينية والاجتماعية للزاوية الحنصالية، بمشاركة باحثين مختصين في التراث المحلي، حيث تم التطرق إلى إسهامات الزاوية في حفظ الذاكرة الثقافية والروحية لقبائل الأطلس الكبير.
كما احتضن الموسم خيمة متحفية عرضت مجموعة من الوثائق والمخطوطات والتحف التي تؤرخ لمسار الزاوية، وتبرز حضورها الرمزي في وجدان المنطقة، وتم تنظيم زيارة رمزية لضريح القطب الصوفي سيدي سعيد أحنصال، تأكيدا على تجذر تقاليد التصوف في السياق المحلي.