إعداد: إبراهيم الصغير
لقد ظل الحديث عن الشيعة و التشيع في المغرب، وعدد المتشيعين، وخطرهم على وحدة المغاربة، في نظر الكثيرين حديثا مبالغا فيه ومضخما بشكل كبير، ممن يقزمون ظاهرة التشيع في المغرب ويعتبرونها مجرد تشيع أفراد لا أكثر.
وهو طرح أبدت الأيام مجانبته للصواب، وأكدت الوقائع انخداع أصحابه بالتقية والمراوغة التي غطى بها المتشيعون المغاربة على أجندتهم زمنا طويلا.
تقية لم تنفع مع الباحثين والأساتذة المهتمين ممن خبروا المشروع الصفوي الفارسي (1) والأطماع التوسعية الإيرانية، وانتبهوا إلى ما يحاك ضد المغرب، من مؤامرات طائفية تخريبية.
إن المعطيات التي ترشح يوما بعد آخر، بخصوص هذا الملف، تنبئ باختراق شيعي كبير للعديد من المجالات الحياتية المغربية، و تغلغل عميق في مفاصل متعددة.
تغلغل انتقلت معه الحالة الشيعية بالمغرب من المحاولات الفردية إلى العمل المؤسساتي، و من العشوائية إلى التنظيم، مما يجعلنا أمام ظاهرة كبيرة و مشروع تبشيري ضخم يهدد أمن المغرب واستقراره بضرب وحدته الدينية و تماسكه المجتمعي.
و انطلاقا منه و بناء على ما أخذ مركز المغرب الأقصى للدراسات و الأبحاث على عاتقه من مهمة تنوير الرأي العام بهذا التقرير السنوي يأتي هذا المبحث.
للحديث عن تحركات و مستجدات ملف الشيعة و التشيع في المغرب، بتسليط الضوء على محاولاتهم المستميتة من أجل الاختراق و التغلغل في المملكة المغربية السنية. واتماما لما جاء في تقرير السنة الماضية بخصوص هذا الملف، سينتظم الكلام عن الفترة الأخيرة و بالضبط من سنة 2014، إلى تاريخ إصدار هذا التقرير في (تاريخ إصدار التقرير) من2016م.
تاريخ التشيع في المغرب:
لقد عرف المغرب منذ وصول الإسلام إليه بأنه بلاد أهل السنة و الجماعة على مستوى العقيدة و السلوك، اختار أهله المذهب المالكي في الفقه مذهبا رسميا، مؤسسين بذلك دولة سنية فريدة، تعتز بدينها وتحافظ على ثوابتها.
ثوابت توارثها المغاربة جيلا بعد آخر، في شكل أمانة ثقيلة هي أساس الهُوية المغربية الأصيلة، التي تقتضي صيانَتَها والحفاظَ عليها. وهذا جوهرُ ما دعا إليه ملك البلاد في خطاب العرش الأخير(2).
و هي ثوابت تختلف في جذورها الدينية و التاريخية و القواعد المؤسسة للتشيع، و لهذا لم يستقر التشيع بالمغرب و لم يدم مقامه بهذه الأرض، منذ تاريخ الدولة العبيدية (3) التي فرضت تشيعها بالقوة مما عجل بزوالها. و التي يحاول المتشيعون الجدد إحياء تاريخها، بالسهر على حلم إقامة دولة شيعية بالمغرب.
الحلم الذي اصطدم بحزم الدولة المغربية التي كانت في حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، انطلاقا من عهد الملك الراحل الحسن الثاني -رحمه الله-الذي استصدر فتوى تكفير الخميني يوم أراد استهداف المغرب بتحريك أذرعه و خلاياه النائمة التي زرعها حينا من الدهر، و ما صاحب ذلك من كشف لمشروع أجهض في بدايته.
وصولا إلى الملك محمد السادس الذي أكد نهج والده و استمر في قطع الصلة مع أي مناهج و ايديولوجيات خارجية تستهدف المساس بمقدسات و ثوابت البلد.
ليتأكد كل ذلك سنة 2009، هذا التاريخ المفصلي في مشروع المد الشيعي بالمغرب، عندما قطعت المملكة المغربية علاقاتها بإيران، بعد ثبوت ضلوعها بنشر التشيع و التبشير به، و زرع خلايا شيعية في البلاد، و ما صاحبها من حملة اعتقالات للمتشيعين و تجفيف منابع التشيع بالمملكة.
منذ ذلك الحين طرأت العديد من المتغيرات الدولية، أبرزها حصول تقارب إيراني –أمريكي توج برفع العقوبات التي كانت مفروضة على إيران و رفع اليد عن برنامجها النووي، و المستجدات الداخلية بإقرار دستور 2011، مما أحدث تغييرا كبيرا في مسار الحالة الشيعية بالمغرب.
الحالة الشيعية بالمغرب:
ينشط في المغرب بصورة علنية تياران شيعيان هما: «الخط الشيرازي» المتطرف، و«الخط الرسالي» الذي يصفه البعض تجاوزا بـ(المعتدل)، و قد تفرعت عنهما بعض التنظيمات الصغيرة، وطبعا هناك قلة تشتغل خارج هذين الإطارين.
الخط الشيرازي:
الخط الشيرازي نسبة إلى المرجع الشيعي محمد الشيرازي العراقي، المعروف بكونه لا يتقي على عقائده و التصريح بها، كتكفير الصحابة و اتهام أمهات المؤمنين…
و منه أخذ تسميته ب”هيئة الإمام محمد الشيرازي” سنة 2012 بعدما كان اسمه”هيئة شيعة طنجة”. نسبة إلى المدينة التي يتمركز بها أغلب أتباعه.
يدينون بالولاء لإيران، ويرتبطون تنظيميا بمشروع الكويتي «ياسر الحبيب» المعروف بالسب واللعن والتكفير، حيث يتصلون به دوريا على قناة فدك، ويطلبون منه تلقين الشهادة لمن أقنعوهم بالدخول في التشيع ممن يسمونهم«مستبصرين»، فيرددون وراءه الإقرار بولاية علي والبراءة من الصحابة، ولعنَ الخلفاء الثلاثة المتقدمين، وعائشة أم المؤمنين.
يعتقدون بتكفير جميع حكام المسلمين، معتبرين أن أي راية ترفع قبل ظهور المهدي صاحبها طاغوت، وينعتون كل من تسمى بأمير المؤمنين بأقبح الصفات، ولا يهمهم المذهب المالكي، لأن صاحبه من المنحرفين عندهم، ويكفرون حتى الصوفية وجميع المخالفين لهم.
هذا و قد قدر بعض الباحثين أن عددهم يتجاوز الألف شيعي (1.000)، وهذا التيار شره واضح وخطره معروف، تفصح عنه بعض المواقع الإلكترونية المحسوبة عليه(شبكة زاوية المعلوماتية)(4) والتي أصبح اسمها فيما بعد “زاوية بريس”، و”هيئة الإمام محمد الشيرازي”(5) ، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، المليئة بعداوة هؤلاء الشيعة للمغاربة ملكا وحكومة وشعبا، ودينهم ومقدساتهم وثوابتهم.
و هؤلاء لا يتحرجون من وصفهم بالرافضة بل يفتخرون بذلك، و يؤدون شعائرهم بشكل عادي في بيوت مخصصة لذلك حسب بعض التقارير.
من رموزه المتشيعان المغربيان: هشام الأشقر(مكناس) وصديقه هشام الزواوي، اللذين ظهرا في حلقة مطولة على قناة فدك، بعنوان”دهاء النظام المغربي في محاربة التشيع” في 16/08/2015، وأطلقا ألسنتهما باللعن و التكفير للصحابة و أمهات المؤمنين، و سب و لعن ملك البلاد. قبل أن يشتغلا في الخدمة الإخبارية لنفس القناة.
و كذا كبيرهم الذي علمهم التشيع، إدريس هاني (مكناس) و أخوه محسن، حسن ايغيري، إدريس عدار، و ياسر الحراق (كندا)، و رضا الرياحي لاعب كرة القدم سابقا، وفاطمة الزهراء حميدوش وغيرهم.
و قد تفرعت عن هذا الخط”مؤسسة المواطن الرسالي للدراسات والأبحاث الإسلامية بالمغرب” التي تنشط في العالم الافتراضي، و تتبع لشخص يدعى أبا الفضل المغربي، يلقبه أتباعه ب”سماحة السيد” و اسمه الحقيقي عبد الرحمان بنشرقي، كان قد ظهر في بعض المقاطع لتوضيح منهجه و دعوة الأمازيغ لمناصرته.
فقد أعلنت هذه المؤسسة على صفحتها الرسمية على الفايس بوك بتاريخ: 05-03-2016، عن قرب أجل افتتاح مكتبها التنسيقي بتطوان التي أسمتها (العاصمة المهدوية)، و أعلنت عن نيتها تعميم فروع للمؤسسة في باقي المدن المغربية، وجعلت المكتب تحت إشراف شخص اسمه الشريف الصديقي، و حملت الحكومة المغربية عواقب أي اعتداء تعسفي ضد فروع المؤسسة التي اعتبرتها غير حكومية، حسب نص البلاغ الصادر بالتاريخ أعلاه، و الموقع من طرف المكتب الإعلامي للمؤسسة، تنسيقية المغرب، و المحرر في مراكش.
وبعد ظهور صفحات لتنسيقيات هذه المؤسسة بكل من تطوان، الرباط، الدار البيضاء، مراكش، عُلم أن لهذه المؤسسة نشاطا في لبنان حيث درس مؤسسها، والعراق وغيرهما.
و اغلب بيانات المؤسسة تصدر من لبنان المكتب الإعلامي الذي يديره المتشيع المغربي أنس الحمدي من تطوان، كإعلان الحملة الأخيرة التي أطلقتها لجمع التبرعات تحت مسمى “حملة أم البنين للإمداد” في27/02/2017 .
وبخصوص الهيكلة التنظيمية، فقد أعلنت المؤسسة عن التشكيلة التالية:
أبو الفضل المغربي(عبد الرحمان بنشرقي)، رئيس مكتب التوجيه والإرشاد العقائدي، الأمين العام للمؤسسة.
الشريف الصديقي: رئيس فرع المؤسسة بتنسيقية تطوان.
محمد الحسني: تنسيقية مراكش.
امحمد أبو باقر: تنسيقية الدار البيضاء.
أنس الحمدي: المدير الإعلامي، و المسؤول عن تنسيقية بيروت لبنان.
كما أعلنت المؤسسة عن قسم آخر يعنى بالشق الحقوقي يتزعمه محام يدعى “أبو زهراء الطنجي” وطالب جامعي اسمه “جعفر المنصوري”(6) .
مرجعية مؤسسة المواطن الرسالي:
أعلنت المؤسسة على صفحتها الرسمية على الفايسبوك في20/03/2017، عن مرجعيتها الدينية المتبعة من خلال البيان التالي:
“عاجل.. في أول قرار للأمانة العامة للمؤسسة بعد استلام المنصب، سماحة السيد أبو الفضل المغربي كأول أمين عام للمؤسسة أصدر سماحته قرارا باتخاذ المؤسسة سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ محمد جميل حمود العاملي حفظه الله كمرجعية معتمدة للمؤسسة. وبناء على هذا القرار الذي وافق عليه السادة المؤسسون بالمجلس التأسيسي للمؤسسة، يكون أول مرجع معتمد لنهج المؤسسة.
وللاستفسار من سماحته المرجو زيارة موقعه مركز العترة الطاهرة على الانترنت ومراسلة مكتبه الكائن ببيروت. والسلام”.
مرجعية يعرف الجميع طائفيتها و تطرفها، فالشيخ محمد جميل حمود العاملي، مرجع شيعي اثنا عشري لبناني معاصر، مشهور بسلاطة لسانه في الصحابة سبا و لعنا و تكفيرا، و هو الذي لا يمل من تكفير المخالفين و رفض الوحدة و التقريب معهم.
و هو صاحب كتاب” خيانة عائشة بين الاستحالة و الواقع”، الذي يتهم فيه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا عياذا بالله.
فقد قال في الصفحة 115، بعدما أخضع ما سرد من نصوص لهواه:” فتحصل مما تقدم أن عائشة خائنة للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في عقيدته، وخائنة له في فراشه”.
وبخصوص عقائد المؤسسة فهي نفسها عقائد التيار الشيرازي الذي انبثقت منه.
إذا كان هذا الخط المتطرف الغالي المفصح عن عقائده خطا خطيرا فالثاني أخطر منه، لتفننه في التقية، وإتقانه المراوغة والخداع، ف«الخط الرسالي» ينتصر لجميع عقائد «الخط الشيرازي» بأساليب ماكرة من باب إعادة قراءة التاريخ، وتجديد فهم النص الديني، ومحاولة تنقيح التراث، وغير ذلك من الحيل الخادعة، حتى وجد من يصفه بـ(المعتدل).
الخط الرسالي:
يشكل هذا التيار الذي أسسه عصام احميدان في 19 يناير 2012، امتدادا للخط الرسالي الشيعي الذي ينشط في بلجيكا و قبله الحركة الرسالية التي ظهرت في العراق 1967، و هو امتداد أيضا لما وضعه اللبناني فضل الله الذي يعتبر مرجعية الشيعة المغاربة “الرساليين” كما يحلو لهم تسمية أنفسهم.
يتمركز أتباع هذا الخط في أغلب مدن المملكة، ويصعب تعقبهم أو تحديد عددهم لمكانة التقية في عقيدتهم، يطلون علينا من موقع رسمي هو موقع الخط الرسالي(7) ، والعديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي يبثون فيها عقائدهم وآراءهم الدينية ورؤاهم السياسية، و كذا العديد من المنتديات (منتديات غرفة الغدير المباركة) و (منتديات العترة الطاهرة) و المجموعات المغلقة و المفتوحة في مواصل التواصل الاجتماعي.
تمكن أتباع هذا التيار الشيعي بعد سنوات من العمل السري من الخروج للعلن بعدما تمكنوا من الحصول على ترخيص من المحكمة التجارية بمدينة فاس لإنشاء مؤسسة اقتصادية تجارية خاضعة لقانون الشركات باسم “مؤسسة الخط الرسالي للدراسات والنشر”، بتاريخ17-03-2014، تحمل السجل التجاري رقم 43423، يديرها خالد بن تحايكت، ادعوا أنها ثقافية بالدرجة الأولى، ونقلوا مقرها إلى مدينة طنجة مناورة و خداعا.
وقد انتدبت المؤسسة حسب بلاغ صادر عنها بتاريخ 13-08-2015، السيد عبدو الشكراني لتشكيل المرصد الرسالي لحقوق الإنسان، التابع قانونا و تنظيما للمؤسسة، و الذي قالت عنه بأنه سيشكل خطوة نوعية في مجال رصد الخروقات التي تطال حقوق الإنسان المغربي وتولي أهمية استثنائية لقضيتي(حرية المعتقد) التي صادق المغرب على البروتوكول الإضافي المتعلق بها في مجلس حقوق الانسان بجنيف و (مناهضة كافة أشكال التمييز على أساس المعتقد) وهو ما نص عليه تصدير دستور 2011 الجاري به العمل في البلاد الآن .
و أعطت الرئيس صلاحية و مهمة إعداد التقارير التي ينجزها بمعية فاعلين وحقوقيين مهتمين و رفعها إلى الجهات الخارجية المعنية بهذا الملف.
و قد كلفته أيضا بترأس المحاولة التأسيسية الثانية لجمعية “رساليون تقدميون” في 16 من أبريل2016، التي عقد جمعها التأسيس ضدا على الدولة المغربية و قوانينها التنظيمية بمقر الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان،قبل أن تتدخل السلطات و تمعنها.
وقد خرج عن هذا التيار تنظيم”المواطن الرسالي”: الذي يقوده كمال الغزالي ومحمد الوالي من وجدة، له موقع رسمي بنفس الإسم(8) ، و جريدة ورقية اسمها” صوت المواطن” صدر العدد الأول منها في 24-02-2016، وهي جريدة شهرية، توزعها شركة “سبريس” على المستوى الوطني، ترفع شعار الحقيقة الضائعة.
مدير النشر فيها: كمال الغزالي، صاحب موقع المواطن الرسالي الشيعي.
و رئيس تحريرها: محمد الوالي، أحد أعضاء اللجنة التحضيرية للمحاولة الأولى لجمعية “رساليون تقدميون”2013.
تصدر عن دار الوطن التابعة لعبد النبي الشراط.
جدير بالذكر أن الشركة الموزعة قد امتنعت عن توزيع هذه الجريدة الشيعية بالمغرب بتاريخ، 22-03-2016، بعدما اتصل الغزالي بالشركة فأخبروه أن طلب التوزيع لم يعد مقبولا، حسب تدوينة له على صفحته الرسمية على الفايس بوك بنفس التاريخ أعلاه.
هذا حال ما يطفو على السطح بخصوص المشهد الشيعي بالمغرب، تيارات تختلف في المرجعيات و الولاءات و الارتباطات بالخارج، و تتفق في الهدف الأسمى ألا و هو نشر التشيع و التبشير به على أمل إقامة دولة شيعية بالمغرب.
عدد الشيعة المغاربة:
لقد شكل العمل السري، و عقيدة التقية أهم العوامل التي ساهمت في استمرار الغموض حول ملف الشيعة و التشيع في المغرب، حتى خفي حالهم و عددهم و عدتهم و خططهم على كثير من الناس.
حتى أقر أغلب الباحثين المتابعين لهذا الملف بصعوبة اقتراح عدد الشيعة المغاربة بالتحديد.
يقول الباحث في العلوم السياسية محمد بوشيخي:”لا أحد يستطيع الجزم برقم محدد حتى الشيعة أنفسهم لا يعرفون عددهم”.
ويوافقه منتصر حمادة الباحث في الشأن الديني والجماعات الإسلامية، أنه “لا توجد دراسات دقيقة عن عدد الشيعة في المغرب، وإن وُجدت بعض الأرقام أو التوقعات فلن تخرج عن دائرة التكهن والتخمين لعدة اعتبارات”(9) . و ذلك راجع لمكانة التقية عند الشيعة حسب رأيه.
في حين حصر تقرير الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية في العالم، عدد الشيعة المغاربة ما بين 3آلاف(3000) و8 آلاف (8000)، بزيادة الألف شيعي سنويا ابتداء من سنة 2009 .
فقد أفاد التقرير الذي صدر في 14 يناير 2014، بأن المغاربة مسلمون سنيون بنسبة تقارب 99 في المائة، منهم ما بين 3آلاف و8 آلاف شيعي، ينحدر أغلبهم من شيعة لبنان وسوريا والعراق، يشكلون مع باقي الطوائف نسبة1في المائة المتبقية.
هذا و قد اعتبر الباحث منار السليمي رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية، أن العدد أكثر من ذلك بكثير، حيث قال في تصريح تلفزيوني لقناة الميادين، بتاريخ 23/02/2014، أن هناك 600 ألف شيعي بالمغرب(10).
رقم اعتبره كثير من المراقبين ضخما و مبالغا فيه بشكل كبير، في إشارة إلى محدودية الوجود الشيعي بالمغرب.
وبعيدا عن تصويب هذا الرأي أو ذاك، تبقى الحقيقة التي لا جدال فيها أن حجم هؤلاء الشيعة في تزايد ملحوظ، و أن لا أحد يمكنه التكهن برقم مضبوط، لمكانة التقية في عقيدتهم و تحكمها في تحركاتهم.
رموز شيعة المغرب:
لا يمكن الحديث عن التشيع في المغرب دون الحديث عن:
إدريس هاني:
يعتبر إدريس هاني المولود سنة1967م، بمدينة مولاي إدريس، المرشد الروحي للشيعة المغاربة، و لهذا يلقبونه بحجة الله.
درس هاني بالحوزة العلمية بدمشق، و كان ذا علاقة قوية بمراجع الشيعة الإيرانيين و العراقيين هناك، مما يفسر تنقلاته الكثيرة بين المغرب و إيران و العراق و سوريا و لبنان.
لا يخفي ولاءه و تبعيته لإيران و علاقته بحزب الله. و لا يترضى عن الصحابة، و يطالب دوما بإعادة قراءة التاريخ الديني للمغرب حتى يرجع لأصله الشيعي المزعوم كما يدعي(11).
عصام احميدان الحسني:
ولد عصام سنة 1976 بمدينة مراكش، و تشيع خلال دراسته الجامعية بمدينة طنجة.
درس بحوزة المرتضى بمنطقة السيدة زينب بسوريا، ويعد الوكيل الشرعي للمرجع اللبناني حسين فضل الله. لهذا يناديه الشيعة المغاربة ب “سماحة السيد”.
و هو عضو في الجمعية العمومية بالمجمع العالمي لأهل البيت في إيران.
و عضو في مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر بيروت لبنان.
رئيس الخط الرسالي بالمغرب.
ذكر في موقعه الرسمي أنه: “كان مالكي المذهب بالوراثة، كما هو حال معظم الشعب المغربي، ثم انفتح على الحركة الإسلامية في سن مبكرة وعاش في صفوفها إلى أن تحول إلى التشيع”.
يعيش عصام و إدريس هاني تبادلا للأدوار حول زعامة الشيعة المغاربة في شكل حرب باردة، سلاحها التنابز بالألقاب و الاتهام بالعمالة و التخوين.
كما أنه توجد شخصيات أخرى تدرس في الحوزات الشيعية في سوريا و لبنان و العراق، كباسل بنخضرا، و نجيب المراكشي، و أخرى داخل أرض الوطن ككمال الغزالي و محمد العربي البقالي ومحمد كمال رمسيس تنتظر فرصتها لتصدر و زعامة ملف الشيعة و التشيع في المغرب.
إرهاصات الملف ما قبل سنة 2014:
يمكن الاكتفاء في هذه المرحلة بحدثين بارزين هما:
1- تأسيس الخط الرسالي و إطلاق موقع إلكتروني له سنة 2012:
بعد العديد من المحاولات و البيانات التوضيحية، أسس تنظيم من الشيعة المغاربة تيارا أسموه”الخط الرسالي” و أطلقوا له موقعا إلكترونيا رسميا، في شكل أول مؤسسة شيعية منظمة بالمغرب، يسهر عليها كل من:
– عصام احميدان الحسني: هو مؤسس الخط الرسالي، ورئيس تحرير موقعه منذ إنشائه إلى تاريخ 05 دجنبر 2015م.
– عبد الحفيظ بلقاضي: رئيس التحرير الجديد، منذ التاريخ أعلاه إلى يومنا هذا حسب بلاغ نشر (12) على موقع الخط الرسالي في التاريخ المذكور.
وعزا البلاغ هذا التغيير في رئاسة التحرير لمحاولة عصام احميدان الحسني التفرغ للتأليف والنشر والمشاركة في المؤتمرات الفكرية الوطنية والدولية.
و ذكر البلاغ ذاته باقي الأعضاء ومسؤولياتهم في الخط، على النحو التالي:
– خالد بن تحايكت: المدير العام لمؤسسة الخط الرسالي، ورئيس لجنة علاقاته العامة.
– محمد الحموشي: رئيس اللجنة الثقافية .
– عبدو الشكراني: رئيس اللجنة الحقوقية ومنسق المرصد الرسالي لحقوق الإنسان .
– عبدو الحمزاوي: رئيس تحرير مشروع المجلة -الفكرية الفصلية (رؤى رسالية) التي سيصدر عددها الأول شتاء 2016 حسب موقع الخط الرسالي.
هذه لائحة أعضاء الهيئة الساهرة على موقع الخط الرسالي. الذي أصبح له مناديب في أغلب المدن المغربية: الرباط، الدار البيضاء، مراكش، واد زم، الجديدة، الصويرة، الداخلة، و غيرها.
2- المحاولة التأسيسية الأولى لجمعية “رساليون تقدميون” سنة 2013:
هذه المحاولة كانت في 26 من شتنبر 2013، حيث قام مجموعة من الشيعة المغاربة عقد الجمع التأسيسي لهذه الجمعية بإحدى دور الشباب بمدينة طنجة، قبل أن تمتنع السلطات عن الترخيص لهم.
و أعضاء اللجنة التحضيرية لهذه المحاولة هم: عبد الحفيظ بلقاضي، محمد الحموشي، عصام احميدان ومحمد الوالي.
أبرز أحداث سنة 2014:
نتيجة ما سبق من إرهاصات، و استفادة من سنوات العمل السري، تأتي سنة2014 لتؤسس لبداية مرحلة العلن، و ظهور ملف الشيعة و التشيع في المغرب إلى السطح، و تموقعه داخل الحالة الدينية بالمغرب بعد القطيعة التي دامت زهاء الخمس سنوات تقريبا.
فمنذ بداية السنة و بالضبط في 05 من يناير 2014، التاريخ الذي يمكن اعتباره بداية عودة الدفء إلى العلاقات بين المملكة المغربية و دولة إيران، و بداية انفراج العلاقات بينهما، حيث أعلن مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية و الإفريقية، حسن أمير عبد اللهيان أن الجمهورية الإسلامية في إيران و المغرب اتفقتا على ضرورة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين(13).
وذكر موقع “قناة العالم” الإيرانية، أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره المغربي صلاح الدين مزوار، أكدا على الوشائج التي تربط بين البلدين والشعبين، و شددا على ضرورة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مؤكدا أنه بناءً على هذا الاتفاق، سيتم قريبا إعادة فتح سفارتي البلدين .
و في سياق متصل بهذا الانفراج تمكن المتشيع كمال الغزالي المنشق عن الخط الرسالي من إطلاق موقعه الإلكتروني “المواطن الرسالي”(14) في 17 من يناير 2014، الذي أنشأه لتوضيح مشروع المواطن الرسالي حسب تصوره و شيعته.
و في أبرز حدث في الملف يمكن تصنيفه في هذه السنة، تمكن الشيعة المغاربة في 14 فبراير 2014، من الخروج إلى العلن بعد الحصول على ترخيص لمؤسسة تجارية خاضعة لقانون الشركات، من محكمة تجارية بمدينة فاس تحت اسم”مؤسسة الخط الرسالي للدراسات و النشر”، تحمل السجل التجاري رقم: 43423.
المؤسسة التي كان قد أعلن عنها المتشيع محمد محمدي الحموشي المعروف في وسائل التواصل الاجتماعي ب “أبو آية” و رئيس اللجنة الثقافية بتنظيم الخط الرسالي قبل يومين من التاريخ المذكور على حسابه على الفايس بوك.
و في مناورة صريحة و خداع واضح نقل الشيعة المغاربة مقر المؤسسة من مدينة فاس إلى مدينة طنجة حيث يتواجد عدد لا بأس به من المتشيعين، و أعلنوا عن افتتاح مقر لها يومه السبت 21 فبراير 2014.
ترخيص أثار جدلا واسعا بين كثير من المتتبعين ممن اعتبره جاء نتيجة ضغوط كبيرة على الدولة المغربية، و من فسره بدهاء الشيعة المغاربة و تمكنهم من خداع الداخلية المغربية و الإفلات من رقابتها، عبر النفاذ من بوابة القانون التجاري المرن. في حين اعتبر أخرون أن الدولة بذلك تفتح بابا من الشر مستطيرا. و انتقدوا إقدامها على هذه الخطوة.
ليبرز ملف الشيعة و التشيع في المغرب، ويسيل حوله مداد كثير، فقد خصصت جريدة الاتحاد الاشتراكي في عددها الأسبوعي يومه 17-05-2014 ملفا بعنوان “توسع التشيع في المغرب و من يموله اليوم”، كشفت فيه أن رياح التشيع لم تعد تهب على المغرب من بلجيكا فقط، بل حتى من دول جنوب غرب إفريقيا.
حيث أناطت استراتيجية إيران بالجاليات اللبنانية المتواجدة بالكوت ديفوار والغابون وسيراليون بدعم شيعة المغرب العربي، إذ يوجد 350 ألف لبناني بدول غرب إفريقيا يشتغلون في التجارة ويستثمرون في المعادن النفيسة ويسيرون فنادق ومؤسسات سياحية. وجزء كبير من هذه العائدات التي هي في الأصل تأتي كنتيجة لرؤوس أموال استثمرها إيران، جزء من هذه العائدات يوجه إلى شيعة المغرب والجزائر وتونس وليبيا بطرق مختلفة أبرزها التهريب عبر الحدود الجنوبية لهذه الدول حسب الصحيفة ذاتها.
تحركات داخلية توجت بمؤسسة قانونية كأول ظهور فعلي للشيعة في المغرب، بموازاة تحركات إيرانية خارجية توجت بإعادة الدفء للعلاقات المتشنجة من سنة 2009، تاريخ قطع العلاقات بين البلدين، و إعلان سفير جديد لدولة إيران بالمغرب أواخر دجنبر 2014.
فقد أفادت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس حسن روحاني صادق على تعيين محمد تقي مؤيد الذي سبق أن عمل سفيرا في كل من تونس وهولندا واليونان، إلا أن الوزارة لم تحدد تاريخا لتولي السفير الجديد مهامه.
ومن جانب آخر فقد ذكرت بعض الصحف المغربية أن الرباط فرضت في مقابل ذلك شروطا قبل عودة السفير الإيراني أهمها: “الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة”.
وذكرت يومية “أخبار اليوم” في عددها الصادر يومه الثلاثاء 23-12-2014، في مقال بعنوان:”هذه وصايا المرجعية الدينية في إيران لسفيرها الجديد بالمغرب”، أن السفير الجديد قام بزيارة للمرجع الشيعي أية الله صافي الكلبايكاني -استنادا إلى موقعه الرسمي-، فذكَّره بحساسية المهمة المنوطة به في بلد سني، وأوصاه بالعمل على تحقيق التعاون بين البلدين، مشيدا بأصول الأسرة الملكية الشريفة، داعيا له بالتوفيق والسداد.
زيارة يرى البعض وجهها المعلن الخادع، ويرى فيها آخرون الوجه المخفي المتمثل في التغطية السياسية عن النشاط التوسعي الشيعي بالمنطقة.
أبرز أحداث سنة 2015:
مع بداية هذه السنة بدأت دواليب الملف تتحرك شيئا فشيئا، و بدأ الخط الرسالي و ذراعه المؤسساتي يستقطب و يعلن انضمام أعضاء جدد ممن تم تكوينهم في الخارج.
فقد أعلن عصام احميدان الحسني في صفحته على الفايس بوك بتاريخ 31-01-2015، عن انضمام المعمم الشيعي من أصل مغربي السيد باسل بنخضرا الحسني، الذي أصبح عضوا بالهيئة المركزية للخط الرسالي في انتظار عودته لأرض الوطن، حسب عصام احميدان. إضافة إلى العديد من الكتاب و الباحثين من داخل المغرب.
و بدأ الخط في إصدار البيانات بنبرة أقوى، كالبيان من أجل دولة الإنسان الذي أصدره في 20 من مارس 2015. و الذي طرح فيه تصورات الشيعة المغاربة للدولة التي يريدون العيش تحت ظلها.
لتأتي عاصفة الحزم في 26 من مارس 2015، العملية العسكرية التي قادت فيها المملكة العربية السعودية تحالفا دوليا يضم عشر دول من بينها المغرب، للتصدي لمشروع الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، و قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بهدف إعادة الشرعية لهذا البلد الشقيق، و الوقوف في وجه تقسيمه و احتلاله من طرف جهات خارجية.
العملية التي أظهرت جانبا كبيرا من ولاء الشيعة المغاربة للخارج، و ارتباطهم الوثيق بمنبع مشروعهم و مصدر تشيعهم، ليخرجوا من جبتهم و يعلنوا رفض مشاركة المغرب في هذه العملية، معتبرين ذلك عدوانا، مصرحين بوقوفهم مع الحوثيين و المشروع الإيراني باليمن، عبر تنظيم مظاهرات و مسيرات احتجاجية.
تحركات حركت المغاربة و استفزت مشاعرهم، و أصبح الجميع يحس بهذا الخطر الداهم، مما جعل العديد من الفعاليات تنظم أياما دراسية و ندوات و محاضرات تحذر من التشيع و تبين خطره على وحدة المغاربة، من قبيل اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية “الصفوة لحماية السائح والدفاع عن حقوق التجار والمهنيين” بالمسرح الملكي، بمدينة مراكش، يومه 26-04-2015.
اليوم الدراسي الذي نظم تحت شعار “التشيع…الخطر القادم” و حمل عنوان «الخصوصية المغربية والحفاظ على المكاسب رهينة بمحاربة ظاهرة التشيع”.
و الذي عرف مشاركة أساتذة و باحثين من داخل المغرب و خارجه، كلهم اجمعوا على ضرورة التحذير من التشيع، بعد بيان خطره و فساد معتقداته، و قد تجادبوا أطراف الحديث في مواضيع كثيرة منها:
– الولاء عند الشيعة.
– الشيعة و إمارة المؤمنين.
– الشيعة والإعلام.
– عقيدة الشيعة في الأئمة الأربعة.
– مواجهة التشيع مسؤولية الجميع.
– المشروع الصفوي في بلاد الإسلام.
– خطورة فتح المجال الدعوي للشيعة.
و قد خرج المجتمعون بقرارات و توصيات هامة تتخلص فيما يلي:
1- التأكيد على سنية المغرب، ووجوب الحفاظ على هويته السنية من أن تمس.
2- التأكيد على المنهجية العلمية في مواجهة الشيعة، والتي تقوم على ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3- إقامة دورات تأهيلية لإعداد دعاة متخصصين في كشف شبهات الشيعة.
4- إقامة دورات تحصينية تستهدف قطاعات الطلاب والإعلاميين وغيرهم من شرائح المجتمع.
6- استغلال وسائل الإعلام في مواجهة الشيعة.
7- تنسيق الجهود بين المهتمين بمحاربة التشيع.
8- مطالبة الدولة بالقيام بدور فاعل في مواجهة الشيعة من خلال الآتي:
أ- المطالبة بسن قوانين تجرم سب آل البيت والصحابة وأمهات المؤمنين، رضي الله عنهم.
ب- دعوة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للتصدي للشيعة.
ت- فتح وسائل الإعلام الحكومية لمواجهة الفكر الشيعي.
ث- عدم السماح للشيعة بنشر مذهبهم.
ج- التوصية بتضمين مناهج التعليم التحذير من المنهج الرافضي وتعميق محبة الصحابة وآل البيت وأمهات المؤمنين في قلوب الناشئة.
اليوم الدراسي الذي لم يعجب الشيعة المغاربة مما اعتبروه تحريضا ضدهم، و دعوة للكراهية على حد تعبيرهم، ليحركوا بعض أذرعهم المندسة في الهيئات الحقوقية التي سنبين اختراقها و التغلغل فيها و تحويلها إلى غطاء داعم للتشيع.
إذ عبر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش، عن استهجانه مما اعتبره خطابا تحريضيا على الكراهية والتعصب، و دافع عن ما أسماه الآراء والمعتقدات المخالفة للتوجه الرسمي(15).”
و بالرجوع إلى النقطة السابقة بخصوص موقف الشيعة المغاربة من عاصفة الحزم، و بالضبط في 11-05-2015، عندما أسقطت طائرة مغربية من نوع F16في اليمن، و شماتة الشيعة المغاربة في الحادث، مع وقوفهم في وجه المغرب و اصطفافهم ضد تدخله باليمن.
و يوما بعد آخر بدأت شوكة الشيعة المغاربة تتقوى، و شرع ساعدهم في الاشتداد، فحاولوا علانية اختراق المجال السياسي و التغلغل فيه، حيث هددوا أكثر من مرة بتأسيس أول حزب شيعي بالمغرب.
فقد دون محمد الحموشي أحد أعضاء الخط والمعروف في وسائل التواصل بـ”أبو آية”(Mohamed Aboaya) بتاريخ07/08/2015 قائلا: «بل إننا في حالة لم نتوصل إلى قناعة تامة بحزب يمكن الاندماج فيه… فإننا مستعدون للتقدم للإعلان عن تأسيس حزب».
ويضيف احميدان، في اليوم نفسه: «في حالة لم نجد الحزب المناسب للانخراط فيه، سنكون مضطرين لإعلان تأسيس حزب وطني والذي نتوقع أنه سيمنع، غير أن ذلك سيفتح حتما أفقا سياسيا أيضا للنضال من أجل دولة الإنسان».
خطوة رأى فيها كثير من المراقبين اندفاعا كبيرا، و حماسا زائدا، و استغلها البعض في الرد على السيد وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية الذي صرح في لقاء تلفزيوني على القناة الأولى بأنه ليس لديه مشكل مع التشيع غير السياسي(16) .
وفي خطوة أخرى وصفت بالذكية، استطاع شيعة الخط الرسالي في 16 -08- 2015 إخراج مرصد رسالي لحقوق الإنسان للدفاع عن حقوق الشيعة و رفع ما يعتبرونه اضطهادا و تظلما في حقهم إلى المنظمات الدولية و الهيئات المختصة، من رحم مؤسسة “الخط الرسالي للدراسات و النشر” و جعله تكتلا تابعا لها قانونا مستقلا تسييرا و توجها، و انتدبوا رئيس اللجنة الحقوقية في الخط الرسالي عبد الرحمان الشكراني لترأسه.
تحركات هنا و هناك، يروم منها الشيعة المغاربة الخروج إلى العلن و محاولة التطبيع مع المغاربة حتى يألفوا هذا الوافد الجديد، و من ذلك الحوار الذي أجراه زعيم الشيعة الرساليين عصام احميدان مع موقع بديل بتاريخ 19-08-2015، و الذي كشف فيه العديد من الحقائق عن ملف الشيعة و التشيع بالمغرب، من قبيل تصريحه بأن خطاب العرش الأخير لا يعنيه و شيعته، و أنه يتبع قراءة علي بن أبي طالب للدين لأنها أصح من قراءة غيره من الصحابة، وتوجيه انتقاداته لحزب العدالة والتنمية، و التنويه بجماعة العدل والإحسان وبعض الأحزاب اليسارية التي تشاركه نفس التصورات والرؤى على حد تعبيره.
و تأكيده على أن الشيعة المغاربة متغلغلون في جميع الأحزاب المغربية وداخل جماعة العدل والإحسان، و غيرها(17).
ليعود في خطوة غريبة و يرحب بالضربات الجوية الروسية على الشعب السوري عن طريق مشاركة تدوينة على صفحته للمتشيع أبو علي حسين الديراني بتاريخ03-10-2015، يقول فيها:” عـــــــاجل من طرطوس:
وصول حاملة الطائرات الصينية “لياوننج سي في 16″إلى ميناء مدينة طرطوس الساحلية دعماً للعمليات العسكرية الجوية الروسية…..
يا هلا ومية هلا….طلوا حبابنا طلوا…”.
ترحيب و استبشار اعتبره معارضوه استقواء بالغرب على شعب أعزل، و تخطيطا و إسهاما في دخول العدو لبلاد الإسلام و المسلمين، جريا على سنة ابن العلقمي الذي تسبب في دخول التتار إلى بلاد المسلمين.
و في تطور آخر أفادت تقارير سرية بتشيع 1800 مغربي بمراكز شيعية بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، ومنهم من انتقل إلى إيران للتتلمذ على أيدي مراجع شيعة.
و بحسب ما أوردته صحيفة “المساء” في عددها الصادر يومه: 04-10-2015، فإن أغلب الشيعة المغاربة هناك ينحدرون من مناطق الشمال، وخاصة من طنجة والريف، مشيرة إلى تجمعهم بمسجد الرحمان ومساجد أخرى ببروكسيل ولييج وشارلوروا وانتويرب.
وفتحت تحقيقات خاصة بتنسيق بين الأمن المغربي والبلجيكي للتأكد من صحة معلومات تروج حول تلقي مغاربة دعما من جهات أجنبية، لتمويل الأنشطة في مسجدين شيعيين في بروكسيل، يضيف المصدر ذاته.
تمويلات أجنبية، و علاقات بالخارج، زاد من الاشتباه فيها التنقلات الكثيرة و السفريات المتعددة لزعماء الشيعة المغاربة إلى بلجيكا و سوريا و العراق و لبنان و إيران، فبعد إدريس هاني الذي يصول و يجول في هذه الدول، يتردد عصام احميدان على نفس الدول و بدرجة أكبر، منها زياراته المتكررة للمراقد الشيعية بالعراق 04-10-2015 و غيرها، وهو الآن يتنقل بين فرنسا و بلجيكا و لبنان و سوريا والعراق و إيران.
و في سياق متصل أتت زيارة الداعية السعودي محمد العريفي إلى المغرب بدعوة من حركة التوحيد و الإصلاح، لإلقاء محاضرة ابتداء من 25-10-2015، لتوحد الشيعة المغاربة، لشن حملة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتنسيق مع بعض الحقوقيين و اليساريين، و الحداثيين، و رفع التشكي لجهات خارجية لمنع الزيارة، التي منعت بالفعل، لتطرح العديد من التساؤلات حول وزن الشيعة المغاربة؟ و حجم تأثيرهم داخل المجتمع المغربي.
خطوة أكسبت الشيعة المغاربة ثقة في أنفسهم وجرأة في مواقفهم، ليصرح المتشيع كمال الغزالي بإمكانية الترخيص لمساجد خاصة بالشيعة في المغرب، حيث تطرق في معرض حديثه عن تقرير الخارجية الأمريكية الذي انتقد عدم وجود مساجد خاصة بالشيعة، يومه 02-11-2015، إلى أن الترخيص لهذه المساجد ممكن في المغرب(18) .
تحركات أثارت الانتباه إلى الشيعة المغاربة و بدأت تُظهر جانبا من خطورتهم، مما استدعى بعض الحزم في التعامل معهم من طرف الدولة، و هو الشيء الذي لم يرق لزعيمهم عصام احميدان الذي جمد أنشطته بشكل فردي داخل مؤسسة الخط الرسالي للدراسات و النشر بتاريخ 25-11-2015، احتجاجا على ما قال أنه مضايقات يتعرض لها و زملاءه في الخط، و كذا ما اعتبره عدم تنزيل للدستور بشأن منع التمييز على أساس المعتقد.
ومن ذلك عزمهم الاحتفال بأربعينية الحسين في مدينة طنجة في 28-11-2015، قبل أن يتقرر إلغاء الحفل علانية في طنجة، و يقام سرا في بعض المدن كأكدير، مكناس و الرباط مثلا.
ننتقل إلى تاريخ آخر من تواريخ فصول الشيعة المغاربة، تحديدا في 22-12-2015، الذي عرف مقتل الشيعي سمير القنطار القيادي العسكري في حزب الله اللبناني، الذي قتل جنوب دمشق، ونعي الشيعة المغاربة له، و تمجيد حزب الله الذي صنف فيما بعد منظمة إرهابية.
تحركات داخلية وازتها أخرى خارجية، تكمن في محاولة إيران رأب الصدع مع المغرب و خطب وده لإعادة العلاقات، ففي هذا الاتجاه، تناقلت العديد من المواقع الإلكترونية والجرائد المحلية والدولية بتاريخ 25-12-2015، خبر عودة العلاقات بين الرباط وطهران، بتعيين هذه الأخيرة سفيرا لها بالمغرب لشغل المنصب الشاغر منذ سنة 2009، تاريخ قطع العلاقات بين البلدين. وقتها يوم اتهم المغرب إيران بشكل مباشر بالتدخل في شؤونه الداخلية، وممارسة أنشطة تهدف إلى استقطاب مغاربة ودفعهم إلى اعتناق التشيع لخدمة أجندات إيرانية.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس حسن روحاني صادق على تعيين محمد تقي مؤيد الذي سبق أن عمل سفيرا في كل من تونس وهولندا واليونان، إلا أن الوزارة لم تحدد تاريخا لتولي السفير الجديد مهامه.
هذا وقد سبق ذلك تقارب واضح بين البلدين، تجلى في مكالمات بين المسؤولين ودعوات متبادلة للزيارة في الفترة الأخيرة من هذه السنة، مباشرة بعد المصالحة الغربية الإيرانية.
و في محاولة لقياس درجة انتباه و يقظة الدولة المغربية، أعلن شيعة الخط الرسالي بشراكة مع جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، عن تنظيم ندوة فكرية تحت شعار”العيش المشترك و مناهضة العنف” يومه 26-12-2015.
الندوة التي استدعي للمشاركة فيها المشيعان عصام احميدان و عبدو الشكراني، بالإضافة إلى كل من: عبد السلام الغازي، عبد الحميد البجوقي، مصطفى أقبيب، و الحبيب حاجي، بمقر الاتحاد المغربي للشغل بمدينة تطوان.
إلا أن السلطات بيقظتها المعهودة تدخلت لمنع هذه الندوة الشيعية، التي يروم منها الشيعة المغاربة الخروج إلى العلن.
ومع ذلك أبى الشيعة المغاربة إلا أن يختموا هذه السنة بحدث غريب، يتعلق الأمر باللقاء السري الذي جمع قياديين في الخط الرسالي، بمسؤولين من السفارة الأمريكية في الرباط، أواخر دجنبر 2015.
اللقاء الذي لم ينكشف إلى في 05-05-2016، عندما نشرت أسبوعية “الأيام” في نسختها الورقية عدد(711)، خبرا يفيد بلقاء امتد لساعات طوال جمع مسؤولي السفارة الأمريكية بالرباط بقياديين من تنظيم الخط الرسالي الشيعي بالمغرب.
وحسب الأسبوعية، فقد تسلمت السفارة الأمريكية تقريرا من قيادات الشيعة خلال هذا اللقاء…، ورغم أنه لم يعرف الكثير عمّا حمله التقرير من معطيات، إلا أن الأنباء تحدثت، عن تقرير رصد فيه شيعة المغرب ما يعتبرونه انتهاكات يتعرضون لها، وما يعتبرونه تمييزا ضدهم.
تحركات غررت بالمتشيعين المغاربة و جعلتهم يتحركون بحماس زائد، محاولين حرق المراحل و تنفيذ الأجندة التي وكلت لهم دفعة واحدة، مما جر الانتباه إليهم و التحرك ضدهم لوقف أو على الأقل تأجيل تغلغلهم و اختراقهم للمجتمع المغربي الذي لن يتوقفوا في المحاولة معه متى سنحت الفرصة وفق ما يتم التخطيط له من جهات خارجية.
أبرز أحداث سنة 2016:
نبدأ مع هذا الخبر الخارجي، حيث أعدمت المملكة العربية السعودية المتشيع نمر باقر النمر في 02-01-2016، بتهمة “إشعال الفتنة الطائفية والخروج على ولي الأمر. وما واكب ذلك من انتفاضة الشيعة المغاربة و صب جام غضبهم على السعودية بإدانة فعلها والتحريض عليها.
و قد اصطفوا في صفحات “شيعة المغرب المضطهدون، وشيعة علي”، انخرطوا بكثافة في “هاتشاغ”انتشر على “فيسبوك” و”تويتر”، بعنوان: “#استشهاد_الشيخ_نمر_النمر”، يعلنون من خلاله احتجاجهم على الإعدام الذي جرى تنفيذه، مصحوبا بعبارات:”رحم الله شهيد الإسلام الشيخ نمر النمر”، إلى جانب عبارات حادة تهاجم سلطات الرياض و الأسرة الحاكمة(19) .
و بالعودة إلى الشأن الداخلي بخصوص ملف الشيعة و التشيع في المغرب فمنذ بداية السنة بدأ الشيعة المغاربة في تسطير برامج لمشروعهم التبشيري، و التمهيد له بخطوات علمية مدروسة بعناية و محبوكة بدقة فائقة.
إيمانا منهم بدور الإعلام بشتى وسائله في الدعاية لأي مشروع، سعى الشيعة المغاربة جاهدين من أجل إصدار جرائد ورقية تؤازر المواقع الرقمية و تساعدها في مهمتها التبشيرية و تنوع في أصناف المستهدفين من هذا المشروع.
و في هذا الإطار يأتي إعلان كمال الغزالي صاحب موقع “المواطن الرسالي” عن قرب إصدار جريدة شيعية ناطقة باسم الشيعة المغاربة باسم” صوات المواطن”تحت شعار “الحقيقة الضائعة”،” أينما تكون الحقيقة نكون…” في وقت مبكر من هذه السنة.
ذكر في بلاغ على صفحته الرسمية على الفايس بوك، بتاريخ 14/01/2016: ترقبوا نزول جريدة “صوت المواطن” إلى الأكشاك.
و ذكر بعض المعلومات المتعلقة بالجريدة:
– اسم الجريدة:”صوت المواطن”. جريدة وطنية شهرية ورقية توزعها شركة” سبريس” على المستوى الوطني.
اللغة المستعملة في الجريدة: اللغة العربية بشكل أساسي واللغة الفرنسية.
هي جريدة وطنية تعنى بالجانب الإخباري و السياسي و الثقافي والفكري والفني والعلمي والمعرفي والرياضي، جريدة إخبارية وطنية تعنى بالمواطن والوطن مرجعيتها الثقافية التسامح – الوحدة – العقلانية – الحوار، على حد تعبيره.
و بإطلالة سريعة على العدد الأول الذي صدر منها في 24-02-2016، يتضح ترويجها للتشيع و الأفكار الدخيلة على المجتمع المغربي السني المالكي.
يشار إلى أن الجريدة توقفت بعد عددها الأول، بعدما رفضت شركة سبريس توزيعها بتاريخ،22-03-2016.
إن انتقال إيران بالتشيع من منظوره الديني المذهبي إلى التطبيق السياسي، عبر مشروع سياسي توسعي كبير مغطى بالتشيع، عن طريق الالتزام العقدي الذي قطعته الدولة الإيرانية على نفسها من مهمة تصدير مبادئ الثورة الخمينية، هو ما يعطي تحركاتها بالمغرب خطورة كبيرة، تصل إلى درجة تهديد الأمن القومي المغربي.
و منه ما أشارت إليه تقارير استخباراتية من تلقي الشيعة المغاربة تدريبات عسكرية على يد الحرس الثوري الإيراني، و تساءلت عن مصير العلاقات الديبلوماسية بين الرباط و طهران إزاء هذا التطور الخطير.
وأفادت التقارير ذاتها: أن الحرس الثوري الإيراني درب عشرات الشيعة المغاربة قبل الزج بهم في الحروب التي يشارك فيها الحرس الثوري في عدد من البلدان، مشيرًا إلى أن أغلب هؤلاء الشيعة المغاربة قدموا من الدول الأوربية (بلجيكا و هولندا بالخصوص)، ويحمل أغلبهم جنسيات مزدوجة سهلت تنقلهم من القارة الأوربية.
وأوردت جريدة “المساء المغربية” بتاريخ: 15/01/2016″ أن عشرات الشيعة المغاربة خضعوا لتدريبات عسكرية في معسكرات الحرس الثوري الإيراني، قبل انضمامهم إلى جبهات القتال، التي تشارك فيها قوات الحرس الثوري في اليمن حيث يواجه الحوثيون قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وفي سوريا لدعم قوات نظام بشار الأسد في مواجهة التنظيمات المعارضة.
وكشف القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد على جعفري عن تدريب إيران لما يناهز 200 ألف مقاتل يرتبطون بالحرس الثوري، وينتشرون في عدد من بلدان المنطقة، حيث يتم تدريبهم في معسكرات توجد في مناطق متفرقة من العاصمة طهران.
معسكرات تضم مقاتلين شيعة من جميع الجنسيات العربية، يتم تدريبهم على القتال في سرية تامة، و يتوزعون إلى وحدات صغيرة لا يتجاوز عدد واحدة منها عشرة مقاتلين، كما صرحت بذلك تقارير استخباراتية أمريكية.
وفي 22-01-2016، اعتقلت السلطات المغربية المواطن البلجيكي من أصل مغربي، جلال العطار بمدينة المحمدية، و بناء عليه اتهمت قناة فدك المغرب بنشر ما أسمته الإرهاب البكري في إشارة إلى العقيدة السنية و المذهب المالكي، المذهب الرسمي في المغرب، و تحرك الشيعة المغاربة متعاطفين مع جلال مستنكرين اعتقاله.
و في تطور جديد راسل الشيعة المغاربة الملك عبر الديوان الملكي في 27-02-2016، لنفي التشيع و الطائفية عن جمعية”رساليون تقدميون” التي يعتزمون تأسيسها أياما قبيل المحاولة الثانية في 16 أبريل 2016.
مراسلات الشيعة المغاربة و استنجادهم بالمنظمات و الهيئات الدولية، أتى أكله أكثر من مرة، حيث عبرت أغلب من جهة عالمية عن دعمها و مساندتها لهم، فيما يعتبرونه اضطهادا من صميم عقيدة المظلومية التي يؤمن بها الشيعة عموما.
و في هذا الإطار يأتي تقرير منظمة “شيعة رايس ووتش” التي يوجد مقرها بواشنطن و التي تقدم نفسها بأنها أول منظمة شيعية تعنى بالدفاع عن حقوق الشيعة في العالم، و ذلك في 01-03-2016.
حيث نشرت تقريرها السنوي لما قالت بأنه انتهاكات لحقوق الإنسان تطال الشيعة في العديد من الدول بما فيها المغرب.
التقرير يوثق الحالة الشيعية لسنة 2014.
و إلى نقطة أخرى حركت ملف الشيعة و التشيع في المغرب، صادقت دول مجلس التعاون الخليجي على تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، و وافق المغرب على القرار الذي اتخذ بتاريخ 07-03-2016.
القرار الذي حرك حقد الشيعة المغاربة على المغرب و المغاربة، و أظهر جانبا كبيرا من ولائهم الحقيقي للخارج، ليعلنوا العداء للنظام، و يلحقوا المغرب بالصهيونية.
فقد عبر العديد منهم عن رفضه واستنكاره الشديد للقرار، وأكدوا وقوفهم في صف “حزب الله”، بعد تخوين المغرب واتهامه بالعمالة وإلحاقه بالصهاينة.
فقد زخرف بعضهم صفحته بشعارات: “حزب الله يمثلني”، و”عشاق حزب الله”، و”كلنا حزب الله”، وعبارات تمجد الحزب وزعيمه.
في حين اكتفى آخرون بتغيير صورهم بصورة “حسن نصر الله” زعيم الحزب اللبناني الشيعي.
بينما صعد آخرون من لهجتهم فتهجموا على النظام المغربي وشعبه العربي المسلم السني.
حتى دون المتشيع(Elhabib Rhaiti) من مدينة واد زم، على صفحته، متسائلا: (ماذا بعد تصويت المخزن المغربي على تصنيف حزب الله بالإرهاب؟؟؟
أو ماذا بعد التناغم المخزني والصهيوني في هذا الموقف!؟؟
– منع واعتقال كل مغربي يشيد بحزب الله وبزعيمه السيد حسن نصر الله نصره الله وأيده.
– المشاركة في الحملة العسكرية الأعرابية لخدمة الصهاينة ضد حزب الله.
– خروج الحلف الأعرابي الصهيوني للعلن).
وأردف معلقا على نفس التدوينة:( كل الشرفاء الأحرار مع حزب الله. والعبيد مع الصهاينة والأعراب).
وأضاف المتشيع سليمان الهواري من الرباط، صاحب حساب(Reda Almoussaoui):
(كلنا حزب الله..
وكلنا حسن نصر الله..
فموتوا في غيضكم يا كلاب العرب وجعران الخليج وكل من يصفق لكم من ملوك ورؤساء النفط والماخور العربي البئيس..
اجتمعوا ما شئتم واتفقوا ما شئتم يا خدام إسرائيل ..
عندما تلتقون مع الصهاينة في توصيف حزب الله بأنه تنظيم إرهابي تكونون فقط قد وصلتم إلى قمة سفالتكم التي يعرفها العالم وأنكم بلغتم حد التراقي..)(20) .
تغطيات و تقارير صحفية، فضحت المد الشيعي بالمغرب و خططه و ولاءه للخارج، الشيء الذي لم يعجب زعيم الشيعة المغاربة عصام الحسني، و دفعه لرفع شكاية تظلم للسيد وزير الاتصال في 18-03-2016، حول مراقبة ما ينشر عن الشيعة في الإعلام الرقمي و الورقي.
تنقلنا الأحداث المتسارعة إلى تطور خطير في الحالة الشيعية بالمغرب، الحالة التي تحولت من مجرد تشيع أفراد إلى مشروع منظم، يتحرك بخطوات مدروسة.
والمشروع الذي أصبح له وزن في الحالة الدينية المغربية، بل أضحى عنصرا مؤثرا فيها، يؤكد ذلك تدخل الشيعة المغاربة من أجل إلغاء المؤتمر الوطني الأول في موضوع”آل البيت في المغرب.. نصرة ومحبة”، الذي كان مزمعا تنظيمه بمدينة تطوان يومي السبت والأحد 26-27 مارس 2016، يوما قبل انطلاقه.
حيث شن الشيعة المغاربة حملة شرسة على المؤتمر محركين بعض أذرعهم في بعض الجرائد الوطنية، مما زاد من زخم الحملة قبل أن يتفاجأ الجميع بقرار التأجيل أو الإلغاء.
خطوة أكسبت الشيعة المغاربة ثقة زائدة و دفعتهم للمضي في تنفيذ أجندتهم، متحدين الدولة و قوانينها التنظيمية، بعقد الجمع التأسيسي العام لجمعية “رساليون تقدميون” في 16-04-2016، بمقر جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، في محاولة ثانية بعد محاولة سنة 2013، التي منعت السلطات جمعها التأسيسي العام.
فقد دون عبدو الشكراني على صفحته الرسمية، قائلا:
(انعقد اليوم 16 أبريل 2016 بمقر جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، الجمع العام التأسيسي لجمعية وطنية، “رساليون تقدميون” بمدينة تطوان على الساعة الخامسة مساءا.
وبعد تلاوة القانون الأساسي والداخلي والمصادقة عليهم.
تم انتخاب المكتب التالي:
الرئيس: عبدو الشكراني
نائب الرئيس: عبدالحكيم علي الوراكلي
أمين المال: عبد الحفيظ بلقاضي
نائب أمين المال: عبدالرحمن بنحساين
الكاتب: محمد الحموشي
نائب الكاتب: ياسين الخدري
المستشارون:
عصام احميدان الحسني، يوسف بن صديق، عبدالرحمن بوزكري، شكراني فؤاد، جمال السايح، عبدالرحيم النكاز).
مكتب جل طاقمه من أعضاء و مناديب الخط الرسالي الشيعي بالمغرب، و هم نفسهم من قام بالمحاولة الأولى التي منعت سنة 2013.
و هو ما يحاول الشيعة المغاربة إخفاءه، عن طريق الترويج بأن الجمعية تضم خليطا من المثقفين المعتدلين من مشارب شتى، بغية نفي التشيع و الطائفية عنها، حتى الحصول على الترخيص.
إلا أن السلطات أجهضت هذه المحاولة كسابقتها، مما زاد من حمية الشيعة المغاربة على مشروعهم الذي يعتبرون تنفيذ أجندته مسالة مصيرية، و دفعهم للتفكير في مقاضاة الدولة بجر السيد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران للقضاء.
فقد أوردت جريدة المساء بتاريخ 02-05-2016، خبرا بعنوان”الشيعة يجرون بنكيران للقضاء”، جاء فيه: و كشفت مصادر من جمعية”رساليون تقدميون” أن الجمعية تستعد لخوض معركة قضائية من أجل الحصول على تصريح بالتأسيس”.
خطوة قرأ فيها كثير من المراقبين و المهتمين تقوي نفوذ الشيعة في المغرب، إلى درجة كونه أصبح يشكل خطرا ظاهر الملامح على البلاد و العباد.
خطر ظهر جليا فيما رشح من معلومات في 25-05-2016، عن طريق تقارير سرية حول مضامين تعاون جزائري إيراني تم التوصل إليه مؤخرا حول جهود لبناء منظومة أمنية بين البلدين تغطي المغرب بما في ذلك أقاليمه الجنوبية.
و ذكر التقرير أن إيران استفادت من هذا التعاون مع الجزائر من أجل زرع خلايا استخباراتية برؤوس جزائرية بعضها شيعي، والآخر ممن تشيعوا في المغرب كما في السودان. وأضافوا أن هذا التعاون قد يسفر عن تنفيذ عمليات اغتيال لرموز سياسية.
و تحدثت مصادر صحفية عن زرع إيران لخلايا شيعية بالمغرب عبر الجزائر بغية تقسيمه.
تقرير أماط اللثام عن الدور الجزائري، الذي شاءت له جهات أجنبية أن يلعبه و المفروض عليه انطلاقا من العلاقات المتوطدة بينه و بين إيران.
و في سياق متصل اتهمت الحكومة الجزائرية، يومه 29-05-2016، و لأول مرة، جهات أجنبية، دون أن تحدد هويتها، بسعيها إلى نشر المذهب الشيعي وسط الشباب في البلاد، خاصة في المناطق الحدودية، غربا مع المغرب وشرقا مع تونس، متوعدة بشن حرب ضد بث التشيع والأفكار الدخيلة على المجتمع الجزائري(21) .
و بالعودة إلى جمعية “رساليون تقدميون” فقد أجرى رئيسها عبدو الشكراني حوارا مطولا مع جريدة الأيام، يومه 12-05-2016، في عددها (712)، تحت عنوان: -(لأول مرة بوجه مكشوف: حوار مطول مع عبدو الشكراني رئيس أول تيار شيعي منظم في المغرب) تحته عنوان كبير آخر( الإعلان عن تأسيس “حزب الله” مغربي)- تطرق فيه إلى الحديث عن حقائق متعلقة بالمشروع الشيعي بالمغرب.
لم تمض إلا خمسة عشر يوما على هذا الحوار حتى اعتقلت السلطات المغربية الشكراني في مدينة فاس، و تم تقديمه للقضاء بتهم تتعلق باختلاس أموال من وكالة بريدية كان يديرها في تاونات، يومه 27-05-2016.
و قد أصدر الناطق الرسمي باسم الجمعية عصام احميدان الحسني، بيانا بتاريخ 27 ماي 2016. جاء فيه:
“في تواصل سريع بين أعضاء بالمكتب الوطني لجمعية “رساليون تقدميون” والأخ عبدو الشكراني أخبرنا فيه أنه تم اختطافه من قبل جهة قدمت له نفسها كجهة أمنية بفاس منذ البارحة، وأنهم حققوا معه بخصوص الجمعية وقضايا أخرى غير بعيدة عن نفس الأمر، وأن تلك الجهة ستسلمه للشرطة لتكييف التهم الموجهة له جنائيا.
وقد أكد لنا فرد من أسرته أنه مختفي منذ أمس وأنه أخبر بعضهم بنفس ما بلغ رفاقه في الجمعية”.
ودعا المكتب الوطني لجمعية “رساليون تقدميون” “السلطات إلى الكشف عن وضع وحال الشكراني، كما طالبها “بإطلاق سراحه فورا لو كانت هي من تقف وراء العملية أو فتح تحقيق لكشف مصيره”.
و اتهم السلطات بمحاولة فبركة ملفات و تلفيقها ضد الشكراني(المعتقل السياسي)، و حذرها من مغبة ذلك.
و حاول جاهدا تحويل هذه القضية الجنحية إلى سياسية حيكت ضد مشروعه الشيعي بالمغرب، متهما الدولة بصناعة سيناريوهاتها.
بيان شكل تضخيما و تهويلا إعلاميا، من خلال محاولة تحويل قضية اعتقاله إلى قضية رأي لكسب ود و تعاطف الناس مع ملفهم و قضيتهم، و إظهار أنهم مضطهدون في المغرب لعبا بورقة المظلومية التي هي من صميم عقيدتهم، كسبا لمساحة أكبر للتحرك فيما بعد.
و لم يتأخر بيان مديرية الأمن كما كان متوقعا في الكشف عن مغالطات بيان عصام احميدان الذي اعتبر الأمر اختطافا.
فما هي إلا ثلاثة أيام حتى أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني بيانا تكذب فيه بيان عصام الحسني، و تبين للرأي العام سبب اعتقال الشكراني الذي أكد البيان أنه تم توقيفه بأمر قضائي، للاشتباه بتورطه في قضية اختلاس أموال عمومية، موردة جميع الإجراءات المتعلقة بالضبط والاستجواب والوضع تحت الحراسة النظرية كانت تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وقد رد عصام احميدان على بيان الأمن في بيان آخر بتاريخ 30-05-2016، ردد فيه نفس كلامه السابق حول القضية.
و حسب بعض أصدقائه و محاميه فإن الشكراني متابع بتهم تتعلق بشكاية تقدم بها ثلاثة أشخاص قاموا بإيداع مبالغ مالية في الوكالة التي كان يديرها ولهم وصولات بالإيداع، لكن المبالغ التي بلغ إجماليها ما قيمته 140 ألف درهم، و قيل 250 ألف درهم، لم يتم إدخالها في النظام (system).
حدث الاعتقال أحدث شرخا كبيرا داخل الجسم الشيعي بالمغرب، حيث انقسموا في أمره إلى فريقين: قسم يصدق حكاية عصام و يعتقد أن الاعتقال مؤامرة لإفشال مشروعهم بالمغرب و ضرب جمعيتهم التي كانوا يعتزمون تأسيسها، على حد تعبيرهم.
و قسم سلم أمره للواقع و قال بأن الشكراني و غيره لا أحد فوق القضاء و لا ينبغي الخلط بين القضايا الجنحية المتعلقة بالشيعة و بين ملف الشيعة و التشيع في المغرب، لدرجة اعتبر بعض رفاقهم أن اعتقال الشكراني واجب وطني، لتنهال عليه سهام رفاق الشكراني في الخط تكذيبا و تخوينا و اتهاما بعداء الشيعة الرساليين.
يشار إلى أن الحزب الاشتراكي الموحد اليساري الذي كان ينتمي إليه الشكراني في وقت سابق قد تبرأ منه و أعلن أنه مطرود من الحزب قبل سنة.
فقد صرح محمد بولامي عضو المكتب السياسي للاشتراكي الموحد في 31-05-2016:” أن عبد الرحمن الشكراني طرد من الحزب منذ سنة لسببين: أولهما مالي والآخر لأنه ينتمي لتيار سياسي طائفي وقال أيضا أن الحزب الاشتراكي الموحد رفض طلب الانخراط في الحزب كتيار رسالي ..”(22) .
و بعد جلسات متعددة تم الحكم على الشكراني بالسجن سنة نافذة في 02-11-2016.
وضع اضطر معه عصام إلى مغادرة أرض الوطن و الرجوع إلى بلجيكا، حيث يشتغل حاليا إماما بمركز الرضا ببروكسيل.
ليدخل تنظيم الخط الرسالي مرحلة موت بطيء اعتبره كثير من المراقبين نهاية حقيقية لهذا التيار الشيعي بالمغرب، الشيء الذي أثر في التيارات و التنظيمات الأخرى، و ادخل الحالة الشيعية بالمغرب في حالة انحسار ملحوظ.
خاتمة:
إن دولة إيران الراعية الرسمية للتشيع بعدما اختطفته، و انتقلت به من منظوره الديني المذهبي إلى مشروع سياسي، ذا صبغة طائفية، و انطلاقا من الالتزام العقدي الذي فرضه عليها نظام الملالي، و المتمثل في تصدير هذا المشروع السياسي إلى مختلف أنحاء العالم، تحت عباءة مبادئ الثورة الخمينية، تسعى جاهدة للوفاء بمقتضيات هذا الالتزام، و تنفيذ أجندته.
و إن المغرب -للعديد من الاعتبارات- يبقى على رأس لائحة الدول المستهدفة بهذا المشروع التوسعي، ضمن الخطط التي تستهدف المغرب العربي و دول شمال إفريقيا، حيث شهد محاولات اختراق عديدة على المستوى الداخلي و الخارجي.
فبعدما استطاعت البعثات الديبلوماسية الإيرانية بالمغرب ابتعاث مغاربة للدراسة في الحوزات الشيعية و تكوينهم مشاريع دعاة، و السهر على عودتهم لتكوين خلايا صغيرة بنت فيما بعد الحالة الشيعية بالمغرب.
و ساندتهم باستهداف الجالية المغربية في الخارج و بالضبط في بلجيكا و ألمانيا و هولندا و اسبانيا، عبر المراكز الثقافية و الحسينيات و المساجد. كما عضدت اختراقهم هذا باختراق آخر عبر الجنوب من بوابة دول جنوب غرب إفريقيا، عبر الحدود مع الجزائر و موريتانيا.
و بعد تكاثر الكتلة الشيعية بالمغرب و مع استمرار الدعم و التوجيه من الخارج، أصبح التفكير في الانتقال من الفردية إلى العمل الجماعي و من العشوائية إلى التنظيم و من المحاولات الفردية إلى العمل المؤسساتي، وفق خطط مدروسة بعناية فائقة.
انتقال تجلى معه خطر هؤلاء المتشيعين على الوحدة الدينية و التماسك المجتمعي للمغاربة، من خلال بروز تيارات طائفية موالية للخارج، لها قابلية الاستعمال لخدمة الأجندة الإيرانية بالمنطقة.
التوصيات:
في ختام هذا التقرير، نؤكد الدعوة إلى ما يلي:
– ضرورة التصدي للتشيع، والتأكيد على سنية و مالكية المغرب، و وجوب الحفاظ على هويته الإسلامية الأصيلة، التي ساهمت بشكل كبير في حفظ أمنه و استقراره.
– دعوة المؤسسات الرسمية إلى القيام بواجبها في التحذير و التصدي لهذا الفكر الدخيل، و عدم ترك المجال له لينتشر، و الاعتبار بما يجري في الدول التي استهانت بخطره فكان ذلك سببا في خرابها.
– مطالبة الدولة بسن قوانين زجرية لكل من يسب الصحابة و يطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم، و الثوابت الدينية و الوطنية للمملكة.
– توجيه الإعلام الرسمي وخطباء الجمعة إلى نقد التشيع و بيان بطلان معتقداته و الرد عليه بالتي هي أحسن.
– تنسيق و توحيد الجهود بين الباحثين و المهتمين بظاهرة التشيع في المغرب، لتحسين نتائج التصدي لهذا المشروع.
هذا و غنه لم يقم المصلحون و المسؤولون في وجه هذا المشروع الطائفي السياسي فقد نستفيق يوما من الأيام على وقع ميليشيات مسلحة و اقتتال داخلي وحرب طائفية مقيتة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – ينبغي التفريق بين التشيع العربي الأصيل، و بين المشروع الفارسي الإيراني الذي يتخذ التشيع غطاء لتنفيذ أجندته التوسعية وفق مؤامرة دولية بدأت تتكشف بعض أوراقها في العديد من البلدان المستهدفة- بعدما صبغ التشيع بالصبغة الباطنية و ألبسه لبوس الطائفية- .
2 -عندما قال:”وخير ما أختم به خطابي لك، شعبي العزيز، أن أذكرك بصيانة الأمانة الغالية التي ورثناها عن أجدادنا، وهي الهوية المغربية الأصيلة التي نحسد عليها.فمن واجبك الوطني والديني الحفاظ على هويتك، والتمسك بالمذهب السني المالكي الذي ارتضاه المغاربة أبا عن جد”(مقتطف من نص الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى 16 لعيد العرش المجيد، يومه الخميس 30 يوليوز 2015).
3 – يحاول الشيعة المغاربة الترويج بأن دولة الأدارسة هي أول دولة شيعية بالمغرب، و هو الشيء الذي يكذبه تاريخها الذي يشهد أن التشيع في هذه المرحلة لم يكن سوى قضية سياسية، وانتماء لعسكر المطالبين بحق آل البيت في الخلافة، ومناهضة للتسلط الذي بدأ ينشأ في رحاب الملك العباسي، فحب آل البيت ونصرتهم ومؤازرتهم وادعاء أحقيتهم بالخلافة هي عناصر التشيع عندها، وقصاراه تفضيل علي على عثمان رضي الله عنهما، وليس أكثر من ذلك، كما يرى كثير من الباحثين و المهتمين.
قرائن إذا أضفنا إليها أن القضاء في عهدها كان على المذهب المالكي، الذي يطعن فيه شيعة اليوم وفي صاحبه، و محاربة الدولة العبيدية (الفاطمية) لها حتى إسقاطها، فإنها تكفي للحكم بأن الدولة العبيدية (الفاطمية) هي أول وجود حقيقي لدولة شيعية بالمغرب.
4 – http://www.zawyah.org/.
5 -https://chiatanger.wordpress.com/
6 – http://www.hespress.com/orbites/340387.html
7 – http://www.ressali.com/.
8 -http://www.almowatenarrissali.net/.
9 – http://www.hespress.com/orbites/261559.html
10 – رابط المقطع: https://www.youtube.com/watch?v=HNTwazWABJo.
11 – و هو دوما ما كان يردد عبارته الشهيرة:” أن المغرب بلد شيعي من حيث ثقافته وهويته لأن تاريخه يدل على ذلك، رغم أنه يبدو الآن بلدا سنيا بالمعنى المصطلح عليه”.
12 – http://www.ressali.com/news/369?language=arabic.
13 – موقع قناة العالم، يوم الأربعاء 05 يناير 2014.
14 – http://www.almowatenarrissali.net/.
15 – http://www.hespress.com/permalink/262330.html.
16 – المقطع على الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=dE60ZRtTwBc.
17 – للمزيد، هذا رابط الحوار: https://www.youtube.com/watch?v=VNl977YKGJI.
18 – http://www.hespress.com/orbites/282405.html.
19 – http://www.hespress.com/orbites/289832.html.
20 – أسبوعية السبيل المغربية، العدد: 211، بتاريخ 16-03-2016.
21 -.http://www.hespress.com/orbites/307934.html-
22 – في تصريح لجريدة الصباح المغربية، بتاريخ 1 يونيو 2016، نشر ايضا في الرابط التالي: http://assabah.ma/119172.html
المصدر : https://dinpresse.net/?p=18201