إعداد: رشيد المباركي
اعتبر تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن هجمات المتطرفين اليساريين في الولايات المتحدة تجاوزت، لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، أعمال العنف التي يشنها اليمين المتطرف، وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري، وبحسب موقع أكسيوس الذي نشر مضامين التقرير، فإن المشهد المحلي للإرهاب في أمريكا شهد انقلابا ملحوظا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة، حيث أدت سياساته إلى تخفيف غضب اليمين المتطرف بينما زادت من حدة الغضب لدى اليسار.
كما أشار التقرير إلى أن العنف اليميني كان تاريخيا أكثر تواترا وأكثر فتكا، لكنه انخفض بشكل كبير خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025. ومع ذلك، ورغم ارتفاع وتيرة بعض الهجمات البارزة مثل اغتيال تشارلي كيرك، يظل العنف السياسي نادرا ومعارضا في الغالب من قبل معظم الأمريكيين. وقد استند الباحثون في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى تحليل مجموعة بيانات تضم 750 هجوما محليا من 1 يناير 1994 حتى 4 يوليو 2025، مصنفة حسب “يمين” و”يسار” و”جهادي” و”قومي إثني” و”أخرى”. وأظهرت البيانات أن المتطرفين اليساريين نفذوا 41 هجوما منذ 2016 مقابل 152 هجوما من قبل اليمين المتطرف خلال نفس الفترة، فيما أسفر العنف اليساري عن مقتل 13 شخصا خلال العقد الماضي مقارنة بـ112 وفاة من هجمات اليمين و82 من الجهاديين. إلا أن خمسة مخططات أو هجمات يسارية على الأقل سُجلت هذا العام، مقابل هجوم واحد فقط من اليمين المتطرف.
من جهته، حذر دانيال بيمان، المؤلف الرئيسي للدراسة، من استخدام البيانات كذريعة لقمع المنظمات الشرعية، مشيرا إلى أن المتطرفين اليمينيين يشعرون براحة أكبر مع سياسات ترامب، وهو ما قد يفسر انخفاض العنف من جانبهم. من جهة أخرى، تجاهل ترامب وحلفاؤه العنف اليميني، بما في ذلك اقتحام الكونجرس في 6 يناير 2021، والذي منح جميع المشاركين فيه عفوا رئاسيا.
وفي معرض الرد على اغتيال كيرك، صنف ترامب حركة “أنتيفا” كـ”منظمة إرهابية محلية”، رغم عدم وجود روابط معروفة بين مطلق النار المزعوم والحركة اليسارية اللامركزية، وتعهد بالتحقيق مع الجماعات الليبرالية والمانحين التقدميين المزعومين لتمويل احتجاجات عنيفة، بما في ذلك المليارديرات جورج سوروس وريد هوفمان.