حذّر تقرير صادر عن منظمات مسيحية أمريكية من أن تنفيذ عمليات ترحيل واسعة النطاق للمهاجرين، كما وعد بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سيؤثر بشكل مباشر على ملايين العائلات المسيحية داخل الولايات المتحدة، حيث أن 80٪ من المهاجرين المهددين بالترحيل هم من المسيحيين، أغلبهم من الكاثوليك والإنجيليين.
التقرير المعنون “جزء واحد من الجسد” والذي صدر عن كل من منظمة “وورلد ريليف” والكنيسة الكاثوليكية الأمريكية ورابطة الإنجيليين الوطنيين، أورد أن نحو 10 ملايين مسيحي من غير المواطنين أو من ذوي الوضعيات القانونية المؤقتة معرضون للترحيل، كما يعيش حوالي 7 ملايين مواطن أمريكي مسيحي مع أفراد مهددين بفقدان وضعهم القانوني، ما يجعلهم مهددين بالتفكك الأسري والانفصال القسري.
وجاء في التقرير: “واحد من كل 12 مسيحيا في الولايات المتحدة إما معرض للترحيل أو يعيش مع فرد معرض لذلك”، في حين ترتفع النسبة إلى واحد من كل خمسة بين الكاثوليك.
ويحذر التقرير من أن “عمليات الترحيل لا تمس فقط أفرادا، بل تؤثر على الأسر والكنائس والمجتمع المسيحي برمته، إذ لا يمكن لجسد المسيح أن يتجاهل ألم أعضائه”.
وكان الرئيس ترامب قد تعهد خلال حملته لعام 2024 بتنفيذ “أكبر عملية ترحيل في تاريخ البلاد”، وتبع ذلك توقيع أوامر تنفيذية تؤكد أن سياسة الإدارة الجديدة تقضي بـ”إزالة كل من يدخل أو يبقى في البلاد في خرق للقانون الفيدرالي”، دون استثناءات واضحة لأصحاب الوضعيات القانونية المؤقتة كـ”دريمرز” أو المستفيدين من “الحماية المؤقتة”.
ويستعرض التقرير شهادات مؤثرة لمهاجرين مسيحيين، من بينهم كارلوس سانشيز من فنزويلا، وفيلس دورسانفيل من هايتي، وأوكسانا سافكا من أوكرانيا، وكلهم لجؤوا إلى الولايات المتحدة هربا من العنف أو الاضطهاد، واندمجوا في الحياة الكنسية وساهموا في مجتمعاتهم الجديدة، غير أن مستقبلهم بات على المحك بعد إلغاء بعض الإجراءات التي كانت توفر لهم الحماية القانونية.
ويحذر القائمون على التقرير من أن الكنائس نفسها ستكون عرضة للتفكك، حيث أن ترحيل قادة روحيين أو جماعات كبيرة من المصلين قد يؤدي إلى إغلاقها، كما أن الخوف من الاعتقال أو الطرد قد يمنع بعض العائلات من حضور الصلاة والمشاركة في الحياة الدينية.
ويختم التقرير بنداء إلى المسيحيين في أمريكا: “هذه ليست قضية قانونية فقط، بل اختبار روحي للمحبة والتضامن… نحن مدعوون لأن نتألم مع المتألمين، وأن نكون صوتا لهم في ساحات الكنيسة والسياسة”.