في تقرير بحثي حديث بعنوان “من التهميش إلى الاستراتيجية: مسارات تقدم النساء المسلمات المحترفات في لندن”، أعدته الباحثة “شيرين هولمر ناسيم”، تم تسليط الضوء على واقع النساء المسلمات المحترفات في لندن، والتحديات التي يواجهنها في مساراتهن المهنية.
ويكشف عن التهميش الذي تتعرض له هذه الفئة في النقاشات المتعلقة بالمساواة المهنية، حيث تركز المبادرات الخاصة بتمكين المرأة غالبا على النساء البيض غير المسلمات، بينما يتم تقديم النساء المسلمات من منظور العقبات والتحديات فقط، متجاهلين قدرتهن على التكيف والنجاح في بيئات العمل المختلفة.
واستندت الدراسة إلى مقابلات مع 66 امرأة مسلمة يعملن في قطاعي التمويل والمصارف، والإدارة العامة والتعليم والصحة، حيث أظهرت النتائج أنهن لا يتبعن مسارات مهنية تقليدية، بل يبتكرن طرقا خاصة بهن لتحقيق النجاح، مدفوعات بقيمهن وأهدافهن التي تنسجم مع مبادئهن الدينية والاجتماعية، كما رفضت المشاركات في الدراسة الصورة النمطية التي تصورهن كضحايا للتمييز، وأكدن أن هويتهن ليست عائقا، بل يمكن أن تكون مصدرا للتمكين والإلهام في بيئات العمل.
وكشف التقرير أن النساء المسلمات اضطررن إلى تبني استراتيجيات ذكية لإثبات كفاءتهن وتعزيز فرصهن المهنية، فبدلا من الاعتماد على العمل الجاد فقط، لجأن إلى توثيق إنجازاتهن، وبناء شبكات دعم داخل المؤسسات، والاستفادة من مرشدين مهنيين لمساعدتهن على تخطي العوائق التي تعيق ترقيتهن.
كما أبرز التقرير أن العديد من النساء المسلمات لا يعتبرن المناصب التنفيذية العليا هدفا رئيسيا لهن، حيث أن مفهوم النجاح بالنسبة لهن لا يُقاس بالمكانة أو الدخل، بل بتحقيق أهداف مهنية تتماشى مع قناعتهن الأخلاقية والدينية.
يدعو التقرير إلى إعادة النظر في الطريقة التي يتم بها تناول قضايا النساء المسلمات في بيئات العمل، والتحول من التركيز على التحديات إلى إبراز النجاحات التي يحققنها.
و يشدد على أهمية توسيع مفهوم التقدم المهني ليشمل أشكالا مختلفة من النجاح، وليس فقط الترقية إلى المناصب العليا، بالإضافة إلى ذلك، يؤكد التقرير على ضرورة خلق بيئات عمل أكثر عدالة، تعزز التنوع وتضمن تكافؤ الفرص للجميع، مع زيادة الوعي المؤسسي حول التحديات التي تواجهها النساء المسلمات في سوق العمل.
وتكشف نتائج الدراسة أن النساء المسلمات المحترفات يتمتعن بقدرة استثنائية على التكيف وإيجاد مسارات خاصة بهن في بيئات العمل المتنوعة، مما يؤكد الحاجة إلى إعادة صياغة التصورات الاجتماعية والمهنية عنهن.
ويختتم التقرير بالدعوة إلى تجاوز الصور النمطية السائدة، والاعتراف بدور النساء المسلمات كجزء فاعل وأساسي في القوى العاملة، مستحقات للتقدير والاعتراف بإنجازاتهن.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=23462